الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بعد 6 سنوات من العذاب... مجلس الوزراء يتكفل بزراعة كبد وكلية لنانسي: " أخيراً بدي ارتاح"

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
بعد 6 سنوات من العذاب... مجلس الوزراء يتكفل بزراعة كبد وكلية لنانسي: " أخيراً بدي ارتاح"
بعد 6 سنوات من العذاب... مجلس الوزراء يتكفل بزراعة كبد وكلية لنانسي: " أخيراً بدي ارتاح"
A+ A-

ضجت وسائل الإعلام كما وزارة الصحة بقصة نانسي الشل (18 عاماً) قبل ان تنتهي بالأمس على طاولة مجلس الوزراء بعد موافقته على تغطية نفقات معالجتها في فرنسا. كان على نانسي ان تواجه مرض حصى من الأنواع الكلسية Calcium oxalates بوجع وصمت، أشهر وهي على فراش المستشفى والمنزل تنتظر من يمدّ لها يد العون والمساعدة. دفعت نانسي ثمن خطأ طبي لا ذنب لها فيه، تدهورت حالتها حتى أصبحت في قسم غسيل الكلى. فما الذي جرى معها وما سبب التأخير في بت ملفها والموافقة على معالجتها؟  

لم تكن نانسي قد تجاوزت 12 من عمرها عندما علمت بمرضها، مضت سنة على علاجها لكنها سرعان ما تدهورت حالتها. خضعت لأكثر من 15 جلسة لعملية تفتيت الحصى حيث كانت تخضع لـ6000 طبقة ليزر في كل جلسة. تروي والدتها عليا قره باش لـ"النهار" بعد سنة من العلاج، "بدأت تتدهور حالة نانسي رويدا رويداً، لم تعد كما كانت، تغيّرت علينا كثيراً. كشفت الفحوصات بداية ان كليتها بدأت تصغر لكن طبيبها رفض الاعتراف بذلك، قائلا" "ما في شي منو لهيدا الحديث"، لنكتشف فيما بعد ان كليتها توقفت، وما لبثت ان توقفت الثانية. هكذا انتقلنا من واقع سيئ الى واقع أسوأ، اصبح على نانسي ان تقوم بغسل الكلى 4-5 مرات في الأسبوع،. وبعد سنة ونصف من عمليات تفتيت الكلى وصلنا الى غسيل الكلى".


6 سنوات من العذاب  

لم تكتشف عائلة نانسي ان ما جرى مع ابنتهم كان نتيجة خطأ طبي، لكن مع مرور الوقت وبعد عرض الفحوصات والنتائج على أكثر من طبيب، إكتشفنا ان نانسي كانت ضحية خطأ في العلاج. وفق قره باش "كان يجب معالجة الأسباب وليس تفجير الحصى، كان يفترض وقف تدفق هذه الحصى قبل تفتيتها. هذا التشوه الخلقي يُسبب عطلاً في جزء من الكبد، فيصبح عاجزا عن توقف افراز هذه الحصى. اليوم نانسي بحاجة الى زراعة كبد وكلية، وبعد أشهر من الانتظار والوجع، أقرّ مجلس الوزراء بالأمس تغطية تكاليف العلاج في فرنسا، في انتظار الحصول على باقي التفاصيل".

تبلغ كلفة العملية 187 ألف يورو، تنتظر عائلة نانسي الحصول على باقي التفاصيل قبل سفرها الى فرنسا. تقول والدتها "صحيح ان العملية ليست سهلة واننا خائفون، لكن نانسي تعبت كثيرا وتريد ان ترتاح. هي لا تفكر بشيء سوى ان تتخلص من كل هذا العذاب. 6 سنوات على هذه الحالة، فحتى الشخص القوي يصل الى نقطة الضعف بعد كل هذه السنين. بين المستشفى والمنزل لم تتمكن نانسي من متابعة تحصيلها المدرسي، كان من المفروض ان تتقدم إلى امتحانات الشهادة الثانوية، إلا انها لم تتمكن من الخروج من دوامة العلاج الكثيف".

من جهتها، أكدت وزارة الصحة انها "كانت تتابع ملف نانسي عن كثب، لكن الأمور تحتاج الى متابعة لتقديم الملف كاملا قبل طرحه على مجلس الوزراء. الموضوع ليس بيد وزير الصحة، فعندما تكون الحالة كبيرة او علاج في الخارج لعدم توافره في لبنان، يتمّ البت به في مجلس الوزراء مجتمعاً لاتخاذ القرار النهائي، وهذا ما حصل مع نانسي. يجب ان يكون الملف كاملا يتضمن تقارير طبية لثلاث مستشفيات جامعية ومقارنتها مع تقارير طبية خارجية والتأكد من كل التفاصيل الطبية. عملية نانسي غير متوافرة في لبنان، لذلك كان على مجلس الوزراء مناقشتها بعد تجهيز ملفها ويوافق على معالجتها على نفقته الخاصة". مضيفةً "لقد أقرّ وزير الصحة غسان حاصباني آلية واضحة وعلمية تمّ اعتمادها في مجلس الوزراء (بشأن العمليات الضخمة وغير المتوافرة في لبنان) لمساعدة المواطن ضمن صيغة محددة ونسبة معنية".

تنتظر نانسي انتهاء المعاملات حتى تتمكن من السفر برفقة والدتها، أصبحت على مقربة من مرحلة الشفاء والتخلص من عذابها الطويل. هي اليوم في المستشفى بعد ان خضعت لعملية نقل دم وغسل الكلى، ستعود الى منزلها وفراشها تنتظر الخبر السار "الأمل بات قريباً، قريباً جداً".

اقرأ ايضاً : بَترَ ساقه بسبب السرطان... انتفض جوزف على واقعه "أنا هنا لأحقق أحلامي"


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم