الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

شو ناطرين؟

المصدر: "النهار"
نايلة تويني
نايلة تويني
شو ناطرين؟
شو ناطرين؟
A+ A-

في العام الماضي، أطلقنا عبر "النهار" حملة "حرّر فكرك" وهي فعل إيمان بالمواطن اللبناني القادر على التحرّر من نير استعباد السياسة والمال والسلطة اذا ما أراد أن يحقّق ذاته أولاً، وأن يبني وطناً له ولأولاده من بعده ثانياً. وهذا الوطن كان حلمنا على الدوام، حلم من سبقونا، وحلم الأجيال الطالعة التي تحلم بوطن، بأكثر من بلد، وأكثر من مساحة جغرافية، وأكثر من علم ونشيد، وأكثر من مؤسسات تعمل وفق روتين إداري يعدم الفرص ويهجّر الكفايات. ولأن الأمل لا ينقطع، ولأن الحلم مروي بدماء الشهداء، وبعرق جبين الصامدين الأوفياء لكل القيم الوطنية والإنسانية، طرحنا السنة السؤال الآتي: شو ناطرين؟ أو بالأحرى شو ناطرين لنفيق؟ 

في الجزء الأول من السؤال تحريض على عدم الانتظار أكثر، لأن الفرص من حولنا تضيع والأحلام تندثر والأحداث تتسارع، والعالم يتبدّل، ولا رجاء لنا، نحن أهل الرجاء، إلاّ في الاستيقاظ من الحلم، لا رجاء الاّ في اليقظة، في الوعي، في إحكام العقل، في الحراك السلمي المبني على رؤى واضحة لجعل الحلم واقعاً.

"ولا شك في أن لبنان اليوم، أي لبنان الشعب، قادر على تحقيق التغيير انطلاقاً من رسالة وطنية شاملة، وموقف حرّ معارض واحد" (جبران تويني في 12 – 8 – 2008).

"والتغيير المطلوب هو تغيير في العمق، لا تغيير صوري، تغيير في النهج والنفسية، وفي البرنامج والهدف، وعلى مستوى العقول والنفوس قبل الاشخاص... كلامنا ليس طائفياً ولا مذهبياً. إنه كلام ينطلق من الواقع. وواقعنا اللبناني نفتخر به، ومستقبلنا في حاجة الى تغيير جذري في التعامل السياسي لا الى الترقيع الذي أوصلنا الى ما وصلنا إليه اليوم". (جبران تويني في 16 – 1 – 2003)

هذا التغيير لا نراه في عيون الماضي عندما نسترجع جبران تويني في أقواله، بل نراه حاضراً ومستقبلاً لأن جبران كان رؤيوياً في نظرته الى لبنان، وكان كثيرون يشاركونه الرؤية والرؤيا، شباب من كل الأطياف والطوائف والانتماءات والمناطق اجتمعوا في "نهار الشباب" ليحلموا معاً، لأن حلم التغيير لا ينحصر في مجموعة دون غيرها. وجلّ ما يفعله بعض أهل السياسة هو قتل الحلم، قتل الطموح، قتل روح الشباب، وبالتالي قتل المستقبل.

ونحن نعلم، كما يعلم الجميع، أن الأكثرية الصامتة في لبنان تحلم بالتغيير، بالغد الأفضل، لذا نردّد مع جبران ما كتبه في 1 نيسان 1985:

"أيتها الأكثرية الصامتة... قومي الى الثورة واقمعي قامعيك وارجميهم بالحجارة! ثوري يا أيتها الأكثرية الصامتة، ثوري على أصحاب السلاح، هذا السلاح المستورد، ثوري واقمعي ثوراتهم الزائفة، ثوراتهم المصدّرة! ثوري حتى يصبح للبنان ثورة حقيقية بيضاء، ثورة شعبية لا طائفية، ثورة في سبيل الوطن والمواطن، ولتعود عجلة الوفاق والعمران والازدهار... ثوري لئلا يكتب عنا وعن وطننا وعلى لوحة الرخام: هنا انتصرت جمهورية القتل على جمهورية الفكر والحرية... هنا كان لبنان!!!".

هذه دعوتنا، الى كل الشرفاء، الأحرار، دعوة الى التغيير، الى الثورة، الى رفض الفساد، ورفض المحاصصات، ورفض الصفقات، ورفض الاساءات، ورفض اللعب بالدستور، ورفض الفراغ، ورفض التمديد، ورفض التدخل في الخارج، ورفض أن يتدخل الخارج بنا، ورفض الاشتراك في حروب الآخرين، ورفض استجرار الآخرينا إلينا، رفض الإرهاب، رفض السلاح غير الشرعي.

هل يعني ذلك أن نتحول جبهة رفض، وفوضى؟ لا لكن الوعي يولّد الرفض، والرفض يحرّر من الأسر، والحرية تفتح مجال التفكير والتخطيط، وتوسّع آفاق الحلم، والحلم هو الأساس الذي يبنى عليه ولو تأخرت مراحل التنفيذ. المهم الا يموت الحلم، فتذوي شهادة الشهداء، وتصير بلا معنى.

الفرصة متوافرة كل يوم، وكل ساعة، فشو ناطرين؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم