الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أحمد شفيق... السياسي الذي "اخترق فاحترق"

المصدر: "النهار"
القاهرة-ياسر خليل
أحمد شفيق... السياسي الذي "اخترق فاحترق"
أحمد شفيق... السياسي الذي "اخترق فاحترق"
A+ A-

وشكل ظهور شفيق على "#الجزيرة" خرقاً لإجماع شعبي وإعلامي وسياسي يشمل مصر، والإمارات، والسعودية، والبحرين، على مقاطعة القناة القطرية، على خلفية اتهامات لها بأنها "داعمة للإرهاب"، و"تبث أخبارا كاذبة"، و"تتيح منصة للهجوم على دول الرباعية، وخاصة مصر"، وهو ما جعل الفريق شفيق "يحترق سياسيا" قبل أن يبدأ معركته الانتخابية، وفق آراء كتاب ومحللين سياسيين، بعد ساعات قليلة من إعلانه عزمه خوض المعركة الانتخابية الرئاسية المرتقبة.

وكان شفيق ظهر في مقطع فيديو على صفحته الرسمية بموقع "تويتر"، أمس الأربعاء، يعلن فيه عن نيته الترشح للرئاسة، وبعد ساعات قليلة فوجئ المصريون بظهوره في مقطع فيديو آخر على "الجزيرة" قالت القناة الفضائية إنه أرسل إليها "حصريا"، وكان يتحدث فيه عن أنه محتجز داخل الإمارات، وممنوع من السفر. وردا على ذلك قال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية في تدوينة له: " تأسف دولة الإمارات أن يرد الفريق أحمد شفيق الجميل بالنكران، فقد لجأ إلى الإمارات هاربا من مصر إثر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2012، و قدمنا له كل التسهيلات، وواجبات الضيافة الكريمة، رغم تحفظنا الشديد على بعض مواقفه".

هجوم وإنكار

وهاجم إعلاميون مصريون الفريق شفيق، وقال الإعلامي والنائب مصطفى بكري في صفحته على تويتر: "أدلى الفريق شفيق بحديث إلي قناة الجزيرة العميلة، هذه سقطة في حق مصر لن تغتفر، كنت أتمني ان ينأي الفريق شفيق بنفسه عن ذلك. وعندما يتهم الفريق شفيق الإمارات بالتدخل في شؤون مصر، وهنا أتساءل منذ متى تدخلت الإمارات في الشأن المصري. لقد وجدت قناة الجزيرة فرصة للهجوم على مصر والإمارات على السواء".

وأضاف بكري: "نحن لسنا ضد أن يترشح الفريق شفيق كيفما يشاء ولكن لا يجب أن يتحول الأمر إلي خنجر في ظهر الوطن، ونحن ننأى به عن ذلك، ولا يجب أن تعطي قناة الجزيرة هذا الخنجر لتبث سمومها ضد مصر، احمد شفيق ابن المؤسسة العسكرية، ويدرك أن الوطن يخوض حربا عاتية ضد المتآمرين في الداخل والخارج، فحذار من أن تكون أداة لهذا المخطط في يد هؤلاء المتآمرين".

وقال الإعلامي عمرو أديب: " أنا لست من المعجبين بالرئيس مبارك، لكن مبارك برقبتك، مبارك هنا وطلع (أصدر) بياناً هذا النهار ليحمي بلده، برقبتك، رئيس مصر الذي كانت أمامه فرصة في شرم الشيخ يسافر في أي لحظة، ولكنه لم يسافر ولم يذهب لأداء عمرة، الحق يتقال".

وطرحت الإعلامية لميس الحديدي سؤالا: "إذا كان الفريق شفيق ممنوعا من السفر، فلماذا لم يصرح بذلك في حديثه لوكالة رويترز".

ونفي الحزب الذي أسسه شفيق أن يكون زعيمه قد أرسل مقطع الفيديو ل"الجزيرة". وقال في بيان له: "يؤكد حزب الحركة الوطنية المصرية أن الفريق احمد شفيق لم يتعامل إطلاقاً مع قناة الجزيرة، ولم يرسل إليها أي فيديوهات، وأن ما نشر عليها فيديو مسرب يقصد منه الإثارة والتحريض ضده عقب إعلانه الترشح لرئاسته الجمهورية".

انشقاقات حزبية

وتباينت وجهات النظر حول المستقبل السياسي للفريق شفيق، ومدى قدرته على خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة في ظل معلومات متواترة حول تفكك حزبه "الحركة الوطنية المصرية"، وحدوث العديد من الانشقاقات بداخله، وكذلك اتهامات بأنه يتحالف مع "الإخوان المسلمين"، لكن السواد الأعظم من الآراء يرى أنه احترق سياسيا.

ونفى الحزب حدوث انشقاقات بداخله في بيان رسمي نشره على صفحته الرسمية بموقع "فايسبوك"، وقال : "لاتزال بعض المواقع الإخبارية تنفخ في كير الفتنة، وتروج ترهات حول تحالف حزب الحركة الوطنية المصرية مع جماعه الإخوان الإرهابية.. مستمرون في سوق أخبار مشوهة عن وجود استقالات .. ويصورون الأمر وكأن الحزب بات خاوياً من أعضائه.. رغم أن المستقيلين لا يتجاوزون عدد أصابع اليد.. في الوقت الذي يتخطى عدد أعضائه 500 ألف عضو".

وقال المصدر لـ"النهار": "إن ما حدث بالأمس كان أشبه بزلزال هز الحزب، وهناك بالفعل انشقاقات، ولكن الإعلام يبالغ فيها، وكذلك توجد حالة من التخبط في اتخاذ القرار، تجلت في المستويات العليا من الحزب بعد ما جرى، خاصة في ظل استشعار القيادات الحزبية لمدى الغضب الذي تخلف عن ظهور الفريق على قناة (الجزيرة) القطرية"، مضيفا "القيادات الحزب تدرس ما الذي يمكن أن ينتج عما حدث، وكيف يمكن التصرف معه بشكل مؤسسي، فالحزب ليس مجرد شخص".

حملة من الخارج

وقال أيمن عبد المجيد، رئيس تحرير "بوابة روز اليوسف" الإخبارية لـا"النهار": "هناك معلومات مؤكدة أن شفيق سوف يعقد مؤتمراً صحافيا في دولة أوروبية، خلال الفترة المقبلة، برعاية قطرية إخوانية، ولهذا أؤكد أنه احترق، وانتهى سياسيا قبل أن يبدأ. السؤال الآن، ما هي الأثمان التي سوف يدفعها في مقابل مساندة (الإخوان المسلمين) له، هل سوف يجري معهم مصالحة، هل سيفتح لهم المجال العام ليعبثوا به، ولماذا تحول من عدو لهم إلى متحالف معهم. هذا يكشف الانتهازية السياسية التي لديه لتحقيق مصالح شخصية على حساب المصالح الوطنية".

وأضاف عبد المجيد: "إن الترشح حق لكل مواطن مصري تنطبق عليه الشروط. لكن أيضا، من حق كل مواطن مصري أن يقيم كل مرشح يخطب صوته، الطريقة التي لجأ إليها الفريق هي طريقة مرفوضة، وتنم عن شخصية غير مؤهلة نهائيا لحكم مصر".

وحول الجدل الخاص بانشقاقات الحزب أكد الكاتب الصحفي أن "حزب (الحركة الوطنية) بدأ يتحلل ويتفكك، وهناك استقالات أرجعها أصحابها إلى أن الحزب يتحالف مع تنظيم (الإخوان الإرهابي). حزبه ليس له تأثير في الشارع، إنه يتآكل. هذا الحزب بات مجرد قناة على (يوتيوب) وصفحة على (فايسبوك)، وبيانات تصدر من الخارج، ومقر لا يحظى بحضور شعبي، وحتى الأصوات التي نالها في الانتخابات الرئاسية التي خاضها عام 2012، منحت له بسبب عداء أصحابها لـ(الإخوان المسلمين)، وتأييدهم للتيار المدني، وهذه الأصوات تلتف حاليا حول الرئيس السيسي".

ولفت الى أن شفيق لم ينف هذا التحالف، إلا أنه أكد هذه العلاقة المشبوهة، عبر انتقاده للدولة التي آوته واستضافته عبر (الجزيرة) التي يعلم الجميع أنها تدعم الكيانات الإرهابية بداية من (القاعدة)، وجماعات الإسلام السياسي، مرورا بالعداء المفرط مع دول الرباعية العربية، ورضي شفيق لنفسه أن يستخدم (كمخلب قط) للنيل من دول الرباعية في معركة سياسية، وبالتالي لا يصلح أن يخوض منافسته عبر الأراضي المصرية، ولكن يخوضها من الخارج وعبر القنوات الفضائية".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم