أربع رصاصات أطلقت على المحامي محمد خشفة... والنقابة ترفع الصوت

كان جالساً على كرسي على طريق العبدة، عندما توقفت سيارة فجأة، ترجل منها شابان وباشرا إطلاق النار عليه، أصيب بأربع رصاصات في قدمه قبل أن يفرا من المكان... إنه المحامي محمد خشفة الذي كاد أن يقتل بسبب وكالته عن أرض في منطقة القليعات. 

يوم الاربعاء الماضي، أنقذت العناية الإلهية المحامي خشفة، وبحسب ما شرحه لـ "النهار"، فإن "مساحة الأرض تبلغ 120 ألف متر أخذت بالشفعة، آل مرعي يشغلون 16 الف متر من المالك الأساسي، نحن وأولاد عمي من المالكين الأساسيين في العقار ذاته. أنا وكيل عن أولاد عمي بدعوى إخلاء عقار ضد آل مرعي، أخذنا حكماً بالاخلاء، نفذناه، لكنهم عاودوا الدخول الى العقار وزراعته. تقدمنا ضدهم بدعوى جزائية في شهر أيار الماضي، تم توقيف ثلاثة أشخاص منهم، ما لبثوا ان أطلقوا بعد ثلاثة أسابيع، وقد تعهدوا حينها تسليم العقار في العاشر من الشهر المقبل".

تهديد وتنفيذ

"عند اقتراب الموعد، بدأ آل مرعي إطلاق تهديداتهم لأشقائي وأبناء عمي، لافتعال إشكال والتنصل من الاخلاء. تقدمت بدعوى ضدهم، فتحتُ محضراً يوم الاثنين الماضي في مخفر العريضة بوكالتي عن أخي، وتمّ تبليغهم. لكن دائرة تهديداتهم اتسعت، وفي اليوم التالي نصبوا مكمناً لوالدي على طريق العبدة. أوقفوه بالقوة بعد مطاردته مسافة 300 متر، ضربوه وحاولوا اطلاق النار عليه، أبلغنا عناصر الدرك الذين دهموا منازلهم من دون العثور على أحد".

يوم الأربعاء الماضي وعند عودة خشفة الى منزله، توقفَ عند بائعٍ على طريق تل حياة، جلس على كرسي أمام المحل المجاور في انتظار الحصول على حاجياته، واذ بسيارة تتوقف، يترجلُ منها شخصان من آل مرعي، "ومن دون الحديث اليّ، أطلقوا النار عليّ، وقعت أرضاً بعدما أصبت بأربع طلقات في رجلي، ثلاث منها في العظم وواحدة في الجلد. اطلاق النار عليّ كان بنية قتلي وكل ذلك لمنعي من التوكل عن اقربائي". واضاف "عندما حاولت عناصر من الجيش اللبناني ايقافهم، تدخلت نساء البلدة، رشقن الجيش بالحجارة فحلن دون ذلك".

استنكار ومطالبة

استنكر نقيب المحامين في الشمال عبدالله الشامي ما تعرض له خشفة، وقال في اتصال مع "النهار": "نرفض الاعتداء على اي محامي نتيجة تأدية واجبه المهني المقدَّس، كما نرفض الاعتداء على اي انسان، وما حصل مع خشفة أحد أعضاء الجسم النقابي يصيب كامل الجسم المهني وقد ادعينا جزائياً مع خشفة ضد المعتدين".

ودعا المراجع الأمنية المختصة إلى القيام بواجبها الفوري لتوقيفهم، وردعهم عن جرائمهم، لأن "اليد التي تطاولت أو التي تفكر بالتَّمادي أو التطاول على أيّ محام، سيكون عقابها صارماً في القضاء الذي نحترم ونقدّر".

كتب لخشفة الحياة بعدما رأى الموت بأمّ عينيه، لكن من يضمن ألا يكرر المعتدون جريمتهم سواء ضده او ضد غيره، ومن يعلم كيف ستكون العواقب؟!