اشترِك في نشرتنا الإخبارية
أرباح وجنون وزحمة... Black Friday
تضج مواقع التواصل الاجتماعي حالياً بما يُسمى بـ "الجمعة الأسود" Black Friday، حيث تُقدّم المحال التجارية حسومات كبيرة تصل إلى 70 في المئة على بضائعها. ويتحضر المستهلكون لهذا اليوم آملين بشراء منتوجات يحتاجونها بأسعار أقل من الأيام العادية. واليوم يرتفع سنوياً عدد المحال التي تتبع هذا التقليد وذلك تماشيًا مع حاجة الزبون والسوق وسط التخبطات الاقتصادية التي يعيشها لبنان وقلة القدرة الشرائية لدى المواطنين.
بعد استطلاع آراء مجموعة من الأشخاص، بدا لافتاً أنّ المنتجات التي يبتاعها المستهلكون خلال هذا اليوم هي بغالبيتها تعيش لوقت طويل كالإلكترونيات أو الأجهزة المنزلية، نتيجة أسعارها المرتفعة في أيام التسوّق العادية. وأوضح الخبير الاقتصادي يسار نصّار أنّ الطلب على البضائع طويلة الأمد يخف في البلدان التي تعاني الركود الاقتصادي، كحال لبنان.
نظراً إلى الحالة الاقتصادية التي يعيشها اللبناني، فمن الطبيعي أن يُفضّل شراء مستلزمات أولاده أو يدفع أقساط الجامعات والمدارس عوضاً من اقتناء سيارة جديدة كل سنتين. وفي المقابل، أكدّ نصّار أنّ أي حركة شرائية في لبنان ولو كانت ضئيلة تساعد في تحريك العجلة الاقتصادية، وتالياً حسومات الجمعة الأسود مفيدة للمواطن والتاجر والبلاد ككل.
اقرأ أيضاً: 26 منتجاً نستعمله يومياً بسعر أقل من 20 دولاراً
تجارب
أخبرتنا السيدة هديل عن تجربتها العام الماضي مع يوم Black Friday، حينما كانت تجهز منزلها الزوجي مع خطيبها حين ابتاعت معظم الأجهزة الإلكترونية بحسومات كبيرة "اشتريت غسالة بقيمة 200 دولار أميركي بعدما كان سعرها السابق 350 دولاراً". ولم تكتفِ بأغراض المنزل، بل ابتاعت عدداً من الحقائب والأحذية لعلامات تجارية عالمية بأقل من سعرها بنسبة 40 في المئة. وهذه السنة ادخرت مبلغاً من المال كي تبتاع الألبسة وبعض البضائع الإضافية لمنزلها.
جمال لديه ولع بالإلكترونيات، فهو يدخر من راتبه شهرياً بانتظار الجمعة الأسود. العام الماضي، ابتاع مكبراً للصوت وبعض الاكسسوارات لحاسوبه النقال بنصف سعرها. واللافت أنه لا يقصد الأسواق "تفادياً للزحمة والفوضى" على حد تعبيره، بل يبتاع حاجياته مستخدماً الانترنت. وأوضح أنه يفضل الحسومات المعروضة عبر المواقع الأجنبية مثل أمازون على سبيل المثال، فقد اشترى عبره ساعة بلغ ثمنها قبل الحسم 600 دولار بـ 150 دولاراً، وثمن الشحن 50 دولاراً أي أنفق 200 دولار فقط.
اقرأ أيضاً: هدايا لعيد الميلاد بسعر أقل من 100 دولار!
أرباح المحال التجارية
بعيداً من فائدة الجمعة الأسود على المواطن، ينتظر التجار هذا اليوم أيضاً إذ يتيح لهم فرصة التخلص من المخزون القديم ولو بسعر الكلفة بهدف شراء بضائع للموسم الجديد، بدلاً من تكديسها في المستودعات. ويساهم تهافت المستلهكين إلى زيادة نسبة المبيع وتالياً إلى ارتفاع أرباحهم. فقد حقق أحد المحال التجارية في لبنان مبيعات وصلت قيمتها إلى 10 ملايين دولار أميركي خلال 5 أيام من عروض الجمعة الأسود العام الماضي 2016، بحسب مدير التسويق. إذ وصلت الحسومات على بضائعهم إلى نحو 70 في المئة، وتشير توقعاتهم هذا العام بارتفاع نسبة المبيع أكثر خصوصاً أنّ الإقبال يزيد سنوياً.
هل يشارك تجار المحال اللبنانية بالجمعة الأسود؟
مشاركة المحال التجارية المحلية شبه محدودة في حسومات الجمعة الأسود، ويعود سبب ذلك إلى وضع التجار السيئ إذ إنهم في الأيام العادية يبيعون بضائعهم بأسعار مخفضة لتشجيع الزبائن على عملية الشراء. كما يفتقدون إلى التنظيم من الجهات المعنية لتنظيم مجموعات وتسويقها.
في شارع مار الياس على سبيل المثال وليس الحصر، 4 أو 5 محال فقط تشارك في الحسومات، وذلك بجهد فردي. ويقول رئيس جمعية تجار مار الياس عدنان فاكهاني: "نحن في صدد الاجتماع مع تجار المنطقة في نهاية الأسبوع للبحث في إمكان تنظيم حدث من هذا النوع في وقت لاحق يشارك فيه أصحاب المحال جميعهم، على أمل أن يثمر الاجتماع بالنجاح المطلوب".
اقرأ أيضاً: 9 أدوات الكترونية بسعر أقل من 100 دولار!
