الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الاستقالة تستنهض شارع الحريري مجدداً و"بيت الوسط" يشهد

المصدر: "النهار"
الاستقالة تستنهض شارع الحريري مجدداً و"بيت الوسط" يشهد
الاستقالة تستنهض شارع الحريري مجدداً و"بيت الوسط" يشهد
A+ A-

مهلاً... الرئيس سعد الحريري لم يعدل عن استقالته، كما يتمنى "حزب الله"، لكنه تريث في تقديمها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون "وفق العرف". بعد الاستقالة فاجأ الحريري اللبنانيين بصدمة ثانية عنوانها "التريث"، أما الثالثة فكانت بالمشهدية الشعبية التي رسمها أنصار التيار الأزرق في بيت الوسط.

فرصة جديدة قدمها الحريري لاعادة الأمور إلى نصابها، رامياً الكرة في ملعب الرئيس عون، مكرراً من بعبدا شرطه الأساسي: "النأي بالنفس". أما في خطاب "بيت الوسط" فكرر الحريري مصطلح "عروبة" أكثر من مرة، في وقت كان لافتاً وجود الأعلام السعودية في الساحة إلى جانب علمي لبنان و"تيار المستقبل". هي فرصة للدول المهتمة بالحفاظ على استقرار وأمن لبنان، لفتح قنواتها من أجل الخروج بحل يحمي لبنان من أزمة حكومية كادت أن تجر لبنان إلى المجهول.

إضافة إلى الغطاء العربي الذي حظي به الحريري، فإن "بيت الوسط" شهد على غطاء شعبي لم يشهده "المستقبل" منذ العام 2009، أو أقله في الماضي القريب. ما يدفع البعض إلى القول: "الحريري جاهز لخوض الانتخابات النيابية".

المكان الذي اختاره المنظمون كان "ذكياً"، ووزع الجمهور في موقعين وسط اجراءات أمنية مشددة. الأول تقاطع يجمع ثلاثة شوارع بعد أول حاجز والثاني ساحة المنزل. ومن نوافذه وشرفاته أطل الرئيس الحريري مع كامل فريقه والمقربين منه. الطاقم نفسه المحيط بالحريري أطل من الشرفة، فيما كان لافتاً ابتعاد بعض "الصقور" عن كادر الشرفة واغتنام البعض الاخر الفرصة لتأكيد انه ليس خارج المعادلة. أما بوابة المنزل فتحولت منصة لخطاب الحريري.

ولا يختلف اثنان على أن استقالة الحريري وما ورد من تصعيد في نص الاستقالة استنهض شارعه من جديد. ولم يقتصر تواجده في الساحة الأولى التي يتواجد فيها المقربون وموظفو المستقبل، بل أنهك حراسه الشخصيين بقراره الوصول إلى الساحة الثانية حيث الجمهور الحقيقي الذي قال له في السابق "على الحلوة والمرة معك". هناك في الساحة الثانية تكثر الأعلام السعودية، والشعارات حقيقية، ولم تخش مجموعة من المتحميسن من أن تردد مقولة "حزب الله ارهابي". وارتفعت صور الحريري وعليها "لبنان أولاً"، فضلاً عن لافتة تعبر عن جمهور متعلق برئيسه مهما فعل، وجاء في اللافتة: "لو خضت البحر خضناه معك". والسؤال: لو أن الحريري لم يعلن استقالته، هل كان هذا الجمهور لبى النداء بهذا الحجم؟

"بيت الوسط" شهد على خطاب الحريري الذي أعطى فرصة لحزب الله بأن ينأى بنفسه عن تدخلاته في الدول العربية، وضعاً الدستور واتفاق الطائف والقرارات الدولية على رأس الشروط. "تريث" الحريري بغطاء شعبي ملأ ساحات "بيت الوسط" من كل المناطق، مؤكدين أن الحريري ليس بحاجة إلى جرعات دعم من الفريق الأخر فجمهوره يكفي ليؤمن له الغطاء الشعبي.

ليس تجمعاً للقول إن الحريري "عاد بخير إلينا"، بل نفس أزرق جاهز لخوض المواجهة السياسية السلمية الديموقراطية في صناديق الاقتراع. فالجمهور نفسه طفح كيله أيضاً وليس أمامه سوى الحريري لانقاذه.













تصوير مروان عساف.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم