الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"آخ يا مريم يا وجع"... رحلت ابنة الثلاث سنوات من دون وداع والديها

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
"آخ يا مريم يا وجع"... رحلت ابنة الثلاث سنوات من دون وداع والديها
"آخ يا مريم يا وجع"... رحلت ابنة الثلاث سنوات من دون وداع والديها
A+ A-

سبع سنوات انتظرا مجيئها إلى الحياة، حلما باليوم الذي سيرزقان بها، فرحا كثيراً عندما علما انها في طريقها اليهما. قبل ثلاث سنوات أبصرت النور، لتضيء منزل والديها بالفرح والأمل والسرور، لكن فجأة انقلبت الأمور، أطفأت شمعتها بعد ان وقعت من على الشرفة، دخلت في غيبوبة لترحل بعدها الى الأبد تاركة غصة في قلب عائلتها وحرقة. هي الطفلة مريم أبو دراع، الفراشة التي لم تساعدها أجنحتها على التحليق، فارتطمت بالأرض وأصيبت بنزيف. 

سقوط قاتل

ظهر الأربعاء الماضي وقع الحادث المفجع، وبحسب ما شرحه عمّ الطفلة درويش لـ"النهار": " كانت والدة مريم تستحم في منزلها الكائن في منطقة الفيلات-صيدا، عندما خرجت الصغيرة الى الشرفة، صعدت على الطاولة قبل ان تسقط من الطبقة الثانية، سقطت في (زاروب) الحي، صودف مرور الجارة، التي فقدت أعصابها عندما رأتها غارقة بدمائها، بدأت تصرخ بأعلى صوتها، ليتم بعدها نقل مريم الى مستشفى صيدا الحكومي، الضربة كانت على دماغها، صمدت حتى أمس، قبل أن تستسلم للموت وتطبق عينيها لتنام في سبات ابدي".

هول المصاب

"محمود والد مريم، ابن صيدا والذي يعمل في الحدادة، كان في عمله عند وقوع المصيبة"، ولفت درويش قائلاً: "كان كل يوم يعد الساعات كي يعود الى منزله ويرى ابنته، يلعب ويضحك منها، لا أبالغ ان قلت انها كانت كل حياته، روحه معلقة بها، منذ ان وصله خبر سقوطها عن الشرفة وهو في حالة صدمة، ليتأزم وضعه النفسي بعد ان علم بوفاتها، لا كلمات تعبّر عن هول مصابه، فقد خسرَ وحيدته، الطفلة الذكية صاحبة الحركة، كانت دائماً تجد ما تلهو به، تخلق جواً يفرحها وعائلتها"، الوالدة بطبيعة الحال منهارة " ادعو الله ان يمنحها الصبر والسلوان"، فلسان حال العائلة "آخ يا مريم يا وجعنا".

"غفلة عين" كارثية

فتح مخفر الحسبة في صيدا تحقيقاً بالحادث، وبحسب ما قاله مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار": "لا يزال التحقيق سارياً لكشف كل الملابسات". قصة مريم أعادت الى الأذهان حادثة وفاة الطفل حبيب الله السلطي(سنة وشهرين)، الذي قضى في شهر أيلول الماضي بعدما سقط من على شرفة منزله في الطبقة العاشرة في منطقة أرض جلّول، حيث غافل أهله وتسلّق كرسياً، ليقع على شرفة الطبقة الاولى.

"غفلة عين" الوالدين عن صغارهم قد تكلف الأطفال حياتهم، وتدخل الكبار في دوامة عقدة الذنب والتقصير وجلد الذات، فعسى ان تكون مريم خاتمة هذه النوع من المصائب!

اقرأ أيضاً: دهستها سيارة وهي تجمع سكاكرها... قمر ابنة السنتين رحلت قبل أن تتذوّق الحلوى!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم