الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

الجميل وحيداً على عرش المعارضة؟

المصدر: "النهار"
سابين عويس
سابين عويس
الجميل وحيداً على عرش المعارضة؟
الجميل وحيداً على عرش المعارضة؟
A+ A-

لم يكد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل يعود من زيارته المملكة العربية السعودية، حيث كان له لقاء مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان، حتى فُتحت أبواب الصيفي أمام حركة دبلوماسية لافتة في توقيتها ووتيرتها. فالشاب الذي تولى رئاسة الحزب العريق في تاريخه، بدأ يثبت من خلال مواقفه المعارضة للسلطة ولأدائها، ملتزما مبادىء الحركة الاستقلالية التي ذهب ضحيتها شقيقه بيار، فرسم لنفسه مسارا مستقلا عن اداء الطبقة السياسية. وحجز لنفسه مكانا متقدما في المعارضة، بحيث أصبح يمثل المعارضة نفسها في ظل تراجع أو خفوت الاصوات المعارضة في الاوساط السياسية المستقلة.  

هو نفسه الشاب الذي لم تكتف مواقفه بدفع رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الخروج مرة من قاعة البرلمان لدى إدلاء الاول بكلمتهن بل دفعه أخيرا إلى أن يستهدفه مباشرة في كل كلامه عن الملف الضريبي بعد جلسة مجلس الوزراء التي اقرت قانون الضرائب، وذلك بعدما شكل طعن الكتائب، التي نجحت في جمع نواب آخرين إلى جانبها، في صدور القرار الشهير للمجلس الدستوري.

صحيح ان القليل جدا رُشح عن لقاء الجميل بولي العهد السعودي، ولكن الزيارة اضفت بعدا سياسيا جديدا للجميل، لم ترتح له قوى سياسية أخرى ولا سيما المسيحية منها كحزب القوات اللبنانية الذي أبدت اوساطه إنزعاجا من تزامن زيارة الحكيم للمملكة في الوقت عينه مع زيارة الجميل رغم البرودة التي تطبع علاقة الرجلين.

لا تقلل اوساط الصيفي من اهمية تلك الزيارة وإن لم تأت في الاطار الذي تم الترويج لها في الاعلام على خلفية رغبة المملكة في إعادة إحياء 14 آذار من خلال دعوة اركانها و إستعادة التواصل معهم، لكنها ترى أن الزيارة كانت مناسبة للتعارف وتبادل وجهات النظر خصوصا وأن ولي العهد ينتمي الى الجيل الشاب عينه الذي ينتمي اليه الجميل، ما يجعل المقاربات للملفات المطروحة أسهل.

لا اجندا واضحة لدى الكتائب حيال ما يريده السعوديون، فهم لم يطلبوا شيئا. لكن الاكيد ان ما بعد الزيارة غير ما قبلها. فقد بدأ مقر الصيفي يرصد حركة دبلوماسية لإستطلاع الآراء، كما ان الجميل تلقى دعوة وزارة الخارجية الروسية لزيارة روسيا في 26 من الشهر الجاري. وهو في صدد التحضير لها.

وتعول الاوساط الكتائبية على الانفتاح الخارجي على الحزب، بعد محاولات التهميش والعزل التي تعرض لها من القوى الداخلية وتجلت في إستبعاده عن المشاركة في الحكومة، او في محاولات الاقصاء في إطار إقصاء اي تمثيل مسيحي من خارج الثنائية المسيحية التي إنبثقت عن تحالف جعجع – عون.

وترى الاوساط المسيحية المستقلة ان هذا التحالف بدأ يتعرض لإهتزازات قوية بعد عام على تولي التيار الوطني الحر السلطة وتفرده بالقرارات والمواقع، مما يجعل المراجعة وإعادة النظر محسومة في مسألة الخيارات المتاحة امام القوات حيال السياسة التي إنتهجتها مع القوى المسيحية الاخرى،. إذ ترى هذه الاوساط ان القوات لم تعد قادرة على لعب دور "عراب العهد" ، بعدما سبق العهد القوات بأشواط في المواقف والممارسة السياسية، مشيرة إلى ان هذا الامر سيرفع حظوظ الاحزاب والتيارات والشخصيات المسيحية الاخرى لإستعادة بعضا من دورها. ولاحظت ان حزب الكتائب نجح في هذا المجال في أن يقدم نفسه الرقم الاول في المعارضة بحيث بات يتربع على عرض المعارضة وحيدا، وهذا أمر سيكون له فوائده في صناديق الاقتراع عندما تدق ساعة الانتخابات!


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم