الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الجيش يستكمل التحضير للجرود... وانقسام حيال التنسيق مع دمشق

الجيش يستكمل التحضير للجرود... وانقسام حيال التنسيق مع دمشق
الجيش يستكمل التحضير للجرود... وانقسام حيال التنسيق مع دمشق
A+ A-

تتصدّر معركة الجيش المنتظرة ضدّ تنظيم "داعش" في جرود بلدتي القاع ورأس بعلبك اهتمامات مختلف القوى اللبنانية، نظراً لما ستحمله من نتائج على الصعيدين الأمني والسياسيي، إضافة إلى ما ستجنيه المؤسسة العسكرية الأم، ولا سيما أنها تحظى بتغطية سياسية لافتة من مختلف الأفرقاء، حيث لم تخرج جهة سياسية واحدة تعترض على هذه العملية وأقلّه في العلن. ولا يمنع هذا المناخ تحذير جهات فاعلة من حصول أيّ تعاون في المواجهات التي يحضّر لها مع "حزب الله" ولا مع الجيش السوري بالطبع. وفي المقابل لا تشير الوقائع إلى انعدام تنسيق الجيش مع الطرفين في وسط منطقة جغرافية متشعّبة على تماسّ مباشر مع الجيش السوري والوحدات العسكرية للحزب المرابطة في محيط المساحة التي يسيطر عليها مقاتلو "داعش".  

 وقبل أن تبدأ المعركة، أخذت أطراف معارضة بالتشديد على وحدة الجيش، الأمر الذي تؤكده شخصيات سياسية عدّة كانت تسبح في فلك 14 آذار، وهي تدعو عبر "النهار" إلى توخّي دقّة المرحلة وأخطارها وتلمّس حقيقة الضرر الذي سيجنيه لبنان إذا حصل تعاون عسكري بين الجيش والجيش السوري وسيقدم النظام في دمشق عندها على استغلال هذا الأمر وإجبار الحكومة اللبنانية في ما بعد على فتح أبواب أخرى، وهذا ما سيرفضه بالطبع الرئيس سعد الحريري. وتضيف هذه الأوساط أيضاً: "لا نقبل للجيش أن يكون على تنسيق مع "الحرس الثوري" الإيراني. ومن جهة أخرى تستبعد جهات سياسية عدّة عدم حصول التعاون المتوقّع، ولو عن بعد، بين الجيش والجيش السوري وإن لم يلتحم جنود الطرفين في الهجوم ضدّ مسلّحي الإرهابيين وسط تأكيد أكثر من مصدر أنّ التنسيق سيكون في حكم المؤكد للجيش مع "حزب الله"، بعدما أبدى السيد حسن نصرالله كل استعداد لتقديم الدعم ووفقاً لما تريده قيادة الجيش، ولا سيما بعد إزاحة عبء "النصرة" من جرود عرسال.

 هذا في السياسة، أما على صعيد الميدان واستعداد الجيش، ولا سيما بعد القرار المتخذ من رأس المؤسسة لبدء المعركة الحاسمة ضد "داعش"، ففي انتظار الساعة الصفر لانطلاقها وفي انتظار انتقال نحو 2500 سوري من عائلات "سرايا أهل الشام" من جرود عرسال وانتقالها إلى بلدها. ولن تبدأ المعركة قبل الانتهاء من هذا الملف، الذي لم تطو صفحته الأخيرة بعد لتنطلق في ما بعد الطبعة الثانية من جرود رأس بعلبك والقاع. وتؤكد أوساط عسكرية هنا أنّ الجيش يقوم بكل الاستعدادات اللبنانية ودراسة ظروف المعركة من جوانبها كافّة والعمل على تقليل أكبر نسبة من الخسائر في أرواح العسكريين الذين سيواجهون عناصر مدرّبين وانتحاريين، "لكننا لا نخشاهم من خلال إيماننا بالقدرات العسكرية واللوجستية الموجودة لدى الجيش"، الذي نجح في محاصرة هذه المجموعات المقاتلة التي لم تعد تتلقى بسهولة المساعدات العسكرية والتموينية التي كانت تصلها في السابق من القسمين اللبناني والداخل السوري.


  في غضون ذلك، تدرس القيادة جيداً مسألة مصير العسكريين الموجودين لدى "داعش"، حيث لا توجد معلومات مثبتة عنهم سوى المعلومات التي تردّدت قبل أشهر عدّة أنّ خاطفيهم عملوا على توزيعهم بين الجرود وأمة التنظيم في الرقّة.

ويأتي ارتكاز الجيش على الجزء الثاني من معركة الجرود، بعد تمكّن "حزب الله" من القضاء على "جبهة النصرة" واقتلاعها من هذه المنطقة الشاسعة التي عادت إلى أهلها أبناء عرسال.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم