الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بالصور - "النهار" في مغاور "فتح الشام" بالجرود... لحى وسجن ومعمل تفخيخ سيارات

المصدر: "النهار"
بعلبك – من وسام اسماعيل
بالصور - "النهار" في مغاور "فتح الشام" بالجرود... لحى وسجن ومعمل تفخيخ سيارات
بالصور - "النهار" في مغاور "فتح الشام" بالجرود... لحى وسجن ومعمل تفخيخ سيارات
A+ A-

شمس الانتصار تشرق من وجوه عناصر الجيش ومقاتلي "حزب الله" الجاهزين لوجستيا لاي خرق للهدنة. والشمس الحارقة تلفح وجوهنا خلال جولة لـ "النهار" في المناطق الجردية المحررة في عرسال. 

اربعة اعوام عاشها اهالي البلدة في كابوس ثقيل، واليوم حان صباح الانتصار للبنانيين عموما ولاهالي بلدة عرسال خصوصا، لمن فتحوا اعينهم ذات يوم فوجدوا انفسهم غرباء في بلدتهم وارضهم وجرودهم وبساتينهم.

ولعلّ لسان حالهم جميعا، تلك المسنّة التي صرخت بأعلى صوتها: "مليون قبلة على جبينك يا وطن. اليوم عادت روحي الى صدري، فأرضي وأرض أجدادي عادت".

"النهار" توجهت بعد ساعات قليلة من سريان الهدنة الى المنطقة الجردية عبر بلدة يونين شرق بعلبك في اتجاه الجرود مرورا بمراكز "حزب الله" الذي كان عراب زيارتنا للجرود، وصولا الى المناطق التي كانت تسيطر عليها جبهة "فتح الشام".

أرض تصيبك بالدهشة لوعورتها وقساوتها، كيف صمد هؤلاء وسكنوها في فصل الشتاء لسنوات؟ وكيف تمكن "حزب الله" من السيطرة على كل تلك الجبال والاودية الشاسعة التي افترشها المسلحون خلال الاعوام السابقة بالدشم والملاجىء والفخاخ؟



عشرات السيارات المسروقة والمفككة تركت في تلك الجرود، بالاضافة الى عشرات السيارات المدمرة، فيما الدشم العسكرية طمر معظمها، وذلك يدل على حدة الاشتباكات التي شهدتها المنطقة. 

في إحدى الكسارات التابعة للاهالي في وادي الخيل، تجد بناء من طبقتين حوله المسلحون الى مصنع لتفجير السيارات. فخلال فرارهم تركوا خلفهم الادوات والاجهزة المستخدمة لتلك الغاية. وعلى مسافة مئتي متر آلية للجيش عمد المسلحون الى تفكيكها، كانوا قد استولوا عليها خلال معارك عام 2014 مع الجيش، وسيعيدها "حزب الله" الى قيادة الجيش.



وعلى مقربة، مدفع مدمر للمسلحين كان استخدم لقصف القرى البقاعية. لا تفارقك الحفر والخنادق هنا وهناك، وجميعها لغاية واحدة: تحصينهم في اي معركة، غير انها لم تنفعهم في معركتهم هذه، وغالبيتها في وادي الخيل ووادي العويني. 

ولفتنا انشاء خزانين ضخمين مليئين بمادتي المازوت والبنزين داخل الارض، حيث عمد المسلحون الى اخفائهما بطريقة هندسية يصعب اكتشافها.

مسكنهم الصخور التي تم نحتها بدقة عالية، كمغاور داخل الجبال وتحت الارض. وفي إحدى المغاور الكبيرة تحت الارض تم نحت غرف صغيرة كالزنزانات، مقفلة بأبواب حديد، فرشت لوضع السجناء فيها.

إحدى المغاور الكبرى استخدمت مخزنا للمؤن ولا تزال ممتلئة بالمواد الغذائية ومواد تنظيف وغيرها بكميات كبيرة، اضافة الى كمية كبيرة من الطحين.



أما الشعارات التي كتبت على الصخر وعلى جدران الغرف المنتشرة داخل البساتين فتدل جميعها على شعارات اسلامية، غير ان اغربها كتبه حديثا أحد المسلحين، كرسالة لاهل عرسال، جاء فيها: "اهل عرسال يا خونة بعتونا. سنأتيكم بالذبح".

عمليا، انتهت المعركة العسكرية، وبقي مقاتلو "حزب الله" متمركزين في كل التلال المحيطة والمشرفة على وادي حميد ومدينة الملاهي السكنية، حيث مخيمات اللاجئين السوريين وبعض ما تبقى من مسلحي "جبهة الشام" الذين لا يتعدى عددهم 200 مسلح مع أمير "فتح الشام" في القلمون ابو مالك التلي وعائلاتهم.

فالمعركة حسمت لمصلحة الحزب والجيش وعادت أرض عرسال لبنانية، وعاد العلم اللبناني يرفرف فوق تلالها وبساتينها.

وكان الاعلام الحربي اعلن وقف اطلاق النار لمدة 72 ساعة ليسود الهدوء مختلف محاور القتال في الجرود، ولا يزال الاتفاق صامدا بين الطرفين، وسط التزام شامل وكامل للاتفاق. فالصمت يسود المنطقة مع حذر واستعداد لمقاتلي الحزب في حال نكلت جبهة "فتح الشام" بالاتفاق. ووفق معلومات امنية لـ "النهار" ان ما عجل في إتمام الاتفاق هو أن "حزب الله" كان تمكن من حصر مكان وجود ابو مالك التلي وضربه بالقذائف الصاروخية، مما دفعه الى قبول كل شروط الاتفاق.

والتحضيرات اللوجستية جارية لاتمام الاتفاق بين الحزب وما تبقى من مسلحي "فتح الشام"، ونقلهم وعائلات المسلحين والجرحى بدون سلاح الى ادلب السورية، وهنا تكمن الصعوبة. فالتطبيق الاصعب في هذا الاتفاق هو نقل القتلى وذويهم والجرحى. وهناك خياران لذلك، اما عبر الاراضي السورية بمرافقة عناصر من "حزب الله" والجيش السوري عبر فليطا في القلمون، ثم طريق حمص الدولية الى ريف حماه وصولا الى ادلب، وإما عبر الاراضي اللبنانية بمرافقة عناصر من "حزب الله" والجيش اللبناني، حيث يتم نقل المسلحين من بلدة عرسال الى معبر جوسيه الحدودي مرورا ببلدات البقاع الشمالي كاللبوة والعين. ويذكر ان الامن العام اللبناني انشأ غرفة خاصة لعناصره لتنفيذ بنود الاتفاق المولج بتنفيذها وفق صلاحياته .

يذكر أن الجيش، بعد الاتفاق ونهاية المعركة، لم يعد مضطرا الى القيام بعملياته العسكرية في الجرود، وتم تفادي نزف الدماء في وادي حميد والملاهي، حيث كانت المعركة لتكون قاسية ويدفع ثمنها المدنيون في المخيمات التي باتت الملجأ الوحيد لمسلحي "فتح الشام"، وتحويل هؤلاء اللاجئين دروعا بشرية. ولكن بعد تطبيق الاتفاق وفرار المسلحين ستكون عملية ضبط المخيمات في وادي حميد والملاهي على عاتق الجيش وتحت سيطرته.

العيون الآن شاخصة في اتجاه المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش". فلوجستيا وميدانيا، في حال المعركة مع "داعش"، ستكون معركة القاع مع الجيش الذي سيبدو في المقدمة، بالتعاون مع مقاتلي " حزب الله " الذين سيكون لهم دور، ولكن في قطاع محدد.

فهل يتعظ "داعش" بما حصل مع جبهة "فتح الشام"، ام سيكون هنالك معركة اخرى؟









حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم