الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

صفحة عرسال طويت عسكرياً وفتحت صفحة توظيفها السياسي

المصدر: "النهار"
صفحة عرسال طويت عسكرياً وفتحت صفحة توظيفها السياسي
صفحة عرسال طويت عسكرياً وفتحت صفحة توظيفها السياسي
A+ A-

بعدما حسم الامين العام لـ" #حزب_الله" السيد حسن #نصرالله معركة الجرود معلناً النصر ومهدياً إياه للبنانيين وشعوب المنطقة التي تنوء تحت عبء الارهاب التكفيري، دخل اليوم قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ ساعات الصباح الاولى على ما أعلن الاعلام الحربي للحزب، ليطوي بذلك صفحة عرسال والنصرة عسكريا ويفتح صفحة جديدة بعنوان سياسي تتمحور حول مرحلة ما بعد الانتصار العسكري والتوظيف السياسي له في الداخل. 

في خطاب النصر العسكري والميداني الذي تحقق في 48 ساعة كما قال نصر الله، حرص السيد على إطلالة إتسمت بالهدوء شكلت مؤشرا إلى ما يريده الحزب من الداخل اللبناني، سيما وأن الكلام الصادر عن سيد البيت الابيض خلال لقائه رئيس الحكومة اللبنانية قبل يومين أعطى إشارات واضحة إلى القرار الاميركي الحاسم حيال الحزب وإستمرار تصنيفه ضمن ثلاثية المنظمات الارهابية وفق التصنيف الاميركي: القاعدة وداعش وحزب الله. ذلك ان خوض الحزب المعركة في الجرود ضد "جبهة النصرة" غير كاف أميركيا لإستصدار براءة ذمة ترفعه عن اللائحة السوداء أو ترفع سيف العقوبات عن رأسه.

والرسالة الاميركية تلقفها سيد الحزب جيدا، فلم يخف حرصه على تحييد زيارة الحريري لواشنطن وفصلها عن الكلام الاميركي. إذ آثر عدم الرد على كلام الرئيس دونالد ترامب تحت مبرر " تسهيل مهمة الوفد اللبناني وعدم إحراجه".

ويأتي حرص نصر الله إنطلاقا من قلقه من موضوع العقوبات التي تنوي الادراة إستصدارها في قانون جديد وُضعت مسودته على طاولة مجلسي الشيوخ والنواب للمناقشة. والمسودة الجديدة تضيق الخناق أكثر على الحزب وتدفع نحو عزله ماليا.

وفي حين إمتنع ترامب في معرض رده على سؤال حول هذا الموضوع عن إعطاء أي موقف تاركا الامر لإستعراضه مع فريق عمله على أن يجيب في اليوم التالي، جاتء اليوم التالي وجاء بعده ولم يأت الجواب الرئاسي، ما يؤشر إلى أن هذا الموضوع بات محسوما أميركيا ولا نية لدى الرئيس الاميركي لتغييره.

داخليا، برزت مجموعة من المواقف والتطورات التي أعقبت معركة عرسال، فزار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قصر بعبدا حيث إلتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأطلق سلسلة مواقف من مسألة عرسال وموقف الحكومة منها، فقال ان الأرض التي تجري عليها معركة جرود عرسال مختلف عليها جغرافيا بين لبنان وسوريا تاريخيا، والحكومة لم تخطئ لان عرسال هي ارض مختلف عليها وبالتالي لا يمكن مناقشتها باعتبار انها ارض لبنانية وتحتاج الى قرار لبناني". ولفت إلى ان النقاش تناول ما حصل في عرسال، ودور الجيش اللبناني والخلاف الحاصل حول قيام حزب الله بالعملية العسكرية، كاشفا انه تمنى "على الرئيس عون اعادة طرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية على طاولة البحث، فمسألة سلاح "حزب الله" خلافية لكنّها لا تعالج بالشتائم." لافتا إلى أن "من حق اللبنانيين ان تكون لهم رغبة في ان يتولى الجيش اللبناني الدفاع عنهم في كل لبنان".

وفي موازاة ذلك، زار المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم عين التينة حيث التقى رئيس المجلس نبيه بري لإطلاعه على بنود التسوية التي تمت مع "النصرة" وتقضي بإنسحاب ما تبقى من عناصرها نحو إدلب. لكن إبرهيم رفض الادلاء بأي تصريح الا انه اوضح "ان المسلحين ومن يرغب من المدنيين سيتوجهون الى ادلب في شكل منظّم وبإشراف الدولة اللبنانية، وسيقوم الصليب الاحمر اللبناني بالامور اللوجستية"، لافتاً الى "انه خلال ايام سيكون الاتفاق قد انجز".

وفيما يقفل ملف الجرود مع إنجاز حزب الله عمليته العسكرية هناك بإسترجاعها وإبعاد المسلحين عنها، تتجه الانظار نحو مناطق تواجد "داعش" وإذا ما كان الحزب سيستكمل عمليته في إتجاهها أو ان العامر سيكون في عهدة الجيش اللبناني، يتوجه قائد الجيش العماد جوزف عون إلى واشنطن حيث ينتظر ان يستكمل البحث في موضوع المساعدات العسكرية للجيش والتي كان أثارها رئيس الحكومة خلال لقاءاته الاخيرة في العاصمة الاميركية.

يذكر أن هذه الزيارة ستكون الثانية لعون في غضون أشهر قليلة، بعد زيارة ناجحة جدا له بالمعايير الاميركية لم يسلط الضوء كثيرا على نتائجها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم