مقياس النيل... مزار أثري ذو خلفية اقتصادية

يوجد عدد كبير ومتنوع من الآثار المميزة على ضفاف نهر النيل بالقاهرة، ومن بين هذه الآثار "مقياس النيل" الموجود في جزيرة الروضة في حي المنيل بالقاهرة. 

يقول أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية، الدكتور مختار الكسباني، إن الآثار الموجودة على ضفاف نهر النيل تعتبر ثروة عظيمة وللأسف كثير منها مغمور ولا أحد يعلم عنها أي شيء، ومن ضمن هذه الآثار مقياس النيل الذي كان الهدف من بنائه فى الماضي هو تحديد الضرائب بحسب ارتفاع منسوب ماء النيل، وتحديد نوعية المحاصيل المفترض زراعتها في المواسم المختلفة، وبمرور السنوات وببناء السد العالي اختفى دور المقياس وتحول إلى مزار آثري، ويستعين به بعض المخرجين فى تصوير الأفلام الخاصة بهم.

وكان للمقياس موظف مسؤول عن قياس منسوب الماء كل عام وتدوين الأرقام في جداول تسلم لقيادات الدولة العليا، وفي حال انخفاض منسوب الماء كان يظل الأمر سراً ولا يتم إخبار الشعب. ولكن إذا وصل الماء إلى 16 ذراعاً فيتم الإعلان عن ذلك وتقام الاحتفالات.

وأشار الكسباني إلى أن المقياس يتميز بشكله المعماري الجميل، فهو عبارة عن عمود رخامي مدرج وبه بئر عميقة مربعة من الحجر تبلغ مساحتها 6.20 أمتار مربع وبالبئر درج يوصل إلى القاع ويجري حول حوائطه الداخلية ويتصل مقياس النيل بواسطة ثلاث فتحات.

أما جدرانه فتتميز بالكتابات القرآنية المكتوبة بالخط الكوفي والتي ترتبط بالزرع والماء، بينما يرجع تاريخ قبة المقياس إلى العصر العثماني.