السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

قطار التسوية يكمل طريقه والعين على واشنطن... وعرسال

قطار التسوية يكمل طريقه والعين على واشنطن... وعرسال
قطار التسوية يكمل طريقه والعين على واشنطن... وعرسال
A+ A-

ما إن فُكت عقدة الاستحقاق الانتخابي وأدت إلى إقرار القانون الذي ستجرى على أساسه الانتخابات المقبلة، حتى كرّت سبحة الحلول العجائبية لملفات عالقة لسنوات في قمقم التجاذب السياسي، في مؤشر لإعداد القوى السياسية العدة لخوض هذه الانتخابات، مع كل ما يتطلبه ذلك من تحقيق إنجازات ورفع أسهم المرشحين، وتأمين التمويل السياسي والشعبوي لهم.

فبعد إقرار سلسلة الرتب والرواتب التي تشكل خزانا مهما من أصوات الناخبين، وبعد تصويت البرلمان على قانون الاجراءات الضريبية الرامية الى تمويل السلسلة والذي سيبدأ مفعول العمل به قبل تطبيق السلسلة، قطعت الحكومة اليوم شوطا متقدما على طريق إقفال ملف التعيينات، مع إنجاز سلة مهمة من التشكيلات الديبلوماسية ملأت الشغور في عدد كبير من المواقع، وطالت مواقع مهمة وحساسة في عواصم كبرى، كان لـ"التيار الوطني الحر" حصة الاسد فيها، فيما لم يخف حزب "القوات اللبنانية" انزعاجه من السلة، فسجّل وزراؤه اعتراضهم في جلسة مجلس الوزراء "لعدم كفاية الوقت من أجل الاطلاع على التعيينات المقترحة ودرسها". ولم تبد ذريعة "القوات" مقنعة، بما أن الموضوع مطروح على طاولة البحث منذ فترة غير قصيرة، وكان حصل توافق مسبق على الاسماء المقترحة.

وعليه، فقد عيّن مجلس الوزراء كلا من السفير هاني شميطلي أمينا عاما لوزارة الخارجية والمغتربين والسفير غدي خوري مديرا للشؤون السياسية في الوزارة والسفير كنج الحجل مديرا للشؤون الادارية والمالية فيها. فيما شملت التعيينات 74 سفارة في العالم. وتم تعيين السفراء ميرا ضاهر في روما وغابي عيسى في واشنطن ورامي عدوان في باريس، وهو مستشار لوزير الخارجية جبران باسيل، وشوقي بو نصار في موسكو ورامي مرتضى في لندن، كما عُينت مستشارة رئيس الحكومة أمل مدللي سفيرة في الامم المتحدة وسحر بعاصيري ( زوجة السفير نواف سلام) في الاونيسكو.

أما الاعلان عن الاسماء فستتولاه وزارة الخارجية بعد موافقة الدول على اسماء السفراء المعينين.

ورغم حرص الحكومة على أن تضخ عبر إنجاز هذه التشكيلات زخما في الجسم الديبلوماسي الذي يعاني تبعات الشغور، ولا سيما في عواصم القرار، بما يؤشر إلى تفعيل العمل الحكومي لجهة استصدار القرارات وتسيير شؤون البلاد، إستمر موضوع إصدار قانون الاجراءات الضريبية بالتفاعل سلبا في الاوساط الاقتصادية والمالية والمصرفية. وعكفت الهيئات الاقتصادية على درس القانون كما صدر تمهيدا لإصدار موقفها منه، علما أن المصارف كانت أعلنت عن نيتها الطعن بالقانون إذا صدر بالصيغة التي اقترح فيها، نظرا الى ما يتضمنه من مغالطات قانونية نتيجة الازدواج الضريبي الذي سيرتبه على المؤسسات المصرفية.

وبرز في هذا السياق أيضا، موقف لرئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل الذي وجّه رسالة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طالبه فيها بردّ قانون الضرائب الى المجلس النيابي لإعادة درسه، مؤكدا أن بين يديه وقف الجريمة التي ترتكب بحق الشعب اللبناني واقتصاده."


وأعلن ان هناك طريقتين لوقف الجريمة: رد رئيس الجمهورية القانون الى المجلس والطعن به، وقال: "لقد بدأنا بالخطوة الاولى قبل ان نلجأ الى التدبير الثاني لان طريقة اقراره مخالفة للدستور وللنظام الداخلي لمجلس النواب. نحن 5 نواب، وإذا لم نجد 5 آخرين فلن يبقى هناك ما نقوله، وعلى الجميع العودة الى الضمير والتفكير في الناس".

وفي موازاة حمأة الانشغالات الداخلية بالسلسلة والضرائب والتشكيلات، يستعدّ رئيس الحكومة سعد الحريري للتوجه إلى واشنطن بعد أيام قليلة للقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب وعدد من المسؤولين.

وسبق الزيارة موقف لافت يستهدف "حزب الله" عبرت عنه السفيرة الاميركيّة لدى الامم المتحدة نيكي هالي بعد اجتماعها بممثلة الامين العام في لبنان سيغريد كاغ، اذ حذرت من "ان حزب الله يُعزز ترسانته من الاسلحة"، مطالبة المجتمع الدولي "بإيلاء أنشطة الحزب الاهتمام اللازم والضغط عليه لنزع سلاحه والكفّ عن سلوكه المزعزع للاستقرار، خصوصاً تجاه اسرائيل"، مشددة على "وجوب أن تُبدي القوة الدولية العاملة في الجنوب التزاماً تاماً في التصدي للتهديد الذي يُشكّله حزب الله".

يذكر في هذا السياق أن دوائر لبنانية تبلغت أخيرا استياء أميركيا من الزيارة التي قام بها وفد من التلامذة الضباط في الكلية الحربية لـ"معلم مليتا الجهادي السياحي" الذي أقامه "حزب الله" في منطقة إقليم التفاح- النبطية. ويأتي هذا الاستياء على خلفية التعاون القائم بين الجيش والحزب، والذي لا تحبذه الادارة الاميركية التي تقوم بدعم المؤسسة العسكرية ماليا وتجهيزيا في حربه على الارهاب. والحزب مصنف اميركيا منظمة إرهابية. ولا تستبعد مصادر سياسية ان يتناول الاميركيون هذا الموضوع مع الحريري، فضلا عن دور الجيش في مساندة الحزب في المواجهات الحاصلة في عرسال، والتي تتجه الانظار إليها في ظل المواعيد المضروبة حول بدء العد العكسي لعملية الجرود.




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم