الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

متى يحسم ترامب قراره النهائيّ بخصوص النوويّ الإيرانيّ؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
متى  يحسم ترامب قراره النهائيّ بخصوص النوويّ الإيرانيّ؟
متى يحسم ترامب قراره النهائيّ بخصوص النوويّ الإيرانيّ؟
A+ A-



أميركيّاً، كان الرئيس #دونالد_ترامب من أشدّ منتقدي الاتفاق، أكان خلال حملته أم خلال تولّيه الرئاسة، فوصفه بأنّه "أسوأ اتفاق في التاريخ". لكن على الرغم من الانتقاد اللاذع، لم تحدّد إدارته موقفاً عمليّاً واضحاً تجاه خطّة العمل على صعيد "تعديلها" أو "تمزيقها" (كما توعّد ترامب سابقاً) أو السير وفق مقتضياتها. ومن ضمن التزامها كلّ 90 يوماً بإطلاع الكونغرس على مدى امتثال طهران لواجباتها، اعترفت وزارة الخارجيّة الأميركيّة في نيسان الماضي بكون إيران ملتزمة بنود خطّة العمل الشاملة. وفي أوائل حزيران الماضي، أعلن الأمين العام للوكالة الدوليّة للطاقة الذرّيّة يوكيا أمانو التزام إيران بالاتفاق في جميع بنوده المرتبطة بالتخصيب وأبحاث أجهزة الطرد والتطوير وغيرها.   


انقسام

يظهر المراقبون الأميركيّون انقساماً بين من يؤيّد خطّة العمل باعتبارها الوحيدة القادرة على مراقبة إيران ومنعها من امتلاك السلاح النووي خلال العقد المقبل بالحدّ الأدنى، وبين من يرفضها بشدّة لأنّه بعد انتهاء "تاريخ صلاحيّتها" ستعاود إيران سعيها لامتلاك سلاح نوويّ. لكن أيضاً هنالك أسباب أخرى تدفع الفريقين إلى إظهار مزيد من الانقسام في هذا الشأن.

فريد فليتز الذي خدم في مناصب أميركيّة مختلفة تعنى بشؤون الأمن القومي ومن بينها تولّيه وظيفة استشاريّة في "السي آي أي" كتب في مجلّة "ناشونال ريفيو" الأميركيّة أنّ إيران لا تمتثل لبنود الاتفاق داعياً #واشنطن إلى الاعتراف بذلك علناً. وبما أنّ اليوم هو الموعد المبدئيّ التالي لوزارة الخارجيّة كي تخطر الكونغرس بالمسار الإيرانيّ تجاه الاتفاق، رأى فليتز أنّ على إدارة ترامب "تصحيح الخلل الفاقع" الذي وقعت فيه خلال نيسان الماضي بعدما أشارت إلى أنّ طهران ملتزمة بالبنود. وذكر فليتز منذ ثلاثة أيّام أنّ التقارير الصحافيّة تتوقّع اتّجاه ترامب للموافقة على بيان وزارة الخارجيّة الذي سيكون مشابهاً لبيانها الأخير لكن "على مضض".


سيلتزم بالاتفاق

وهذه الموافقة إن حصلت، تفتح المجال أمام تكهّنات ترتبط بركون ترامب في النهاية إلى الالتزام بخطّة العمل. ومن بين من يقتنعون بهذه النظريّة، فرهاد رضائي باحث في مركز الدراسات الإيرانيّة (إيرام) ومركزه أنقرة، وذلك بحسب تحليله الخاص للمسار السياسي والإعلامي الذي انتهجته إدارة ترامب مؤخّراً.

وكتب في مؤسّسة الرأي "ذا ناشونال إنترست" الأميركيّة أنّه عوضاً عن تعديل الاتفاق، سيذهب ترامب أكثر باتّجاه الضغط على إيران في مسألة دعمها للميليشيات وبرنامجها الصاروخيّ. لذلك، سيقدّر للاتفاق النوويّ "أن يعيش" بحسب رضائي.


ما الذي تعلمه وزارة الخارجيّة؟

انطلاقاً من هذه المسألة، يستوجب التطرّق إلى كيفيّة معالجة واشنطن للاتفاق النوويّ عدم فصل تلك المعالجة عن إطارها الأوسع والمتمثّل بالسياسة العامّة للإدارة الحاليّة تجاه إيران كما يقول باحثون. وهذا ما أيّده فليتزر إذ دعا الإدارة الأميركيّة إلى إصدار مراجعتها لسياستها تجاه إيران "بأسرع وقت ممكن". ودعاها أيضاً إمّا إلى إنهاء الاتفاق أو إلى إعادة التفاوض حوله وتعديله "جوهريّاً"، لأنّ إيران غير ملتزمة به. وانتقد ما سمعه خلال أحد اللقاءات من مسؤول في وزارة الخارجيّة أشار إلى بحث الوزارة عن "خرق مادّي" إيرانيّ للاتفاق، بدلاً من التحدّث عن التزام طهران التام بمضمونه. وهذا يدلّ بحسب رأيه إلى أنّ الوزارة على علم بأنّ إيران غير ممتثلة للاتفاق.


كلّ طرف يوجّه رسائل.. "على ليلاه"

أوضحت صحيفة "ذا ايلي كولر" الأميركيّة حجم الانقسام داخل المجتمعين السياسيّ والأمنيّ في الولايات المتّحدة حول الملفّ النووي. فقد وجّه أربعة أعضاء من مجلس الشيوخ رسالة إلى تيليرسون يوم 11 تمّوز الماضي ذكروا فيها أربعة خروقات إيرانيّة وهي: استخدام أجهزة طرد متطورة أكثر ممّا هو مسموح به، تخطي حدود إنتاج وتخزين المياه الثقيلة، إنتاج التكنولوجيا النوويّة والصاروخيّة من خارج خطّة العمل ورفض طهران دخول المفتشين الدوليين إلى منشآتها النوويّة والعسكريّة. لكنّ رسالة هؤلاء قابلتها رسالة أخرى وجّهها 38 جنرالاً وضابطاً متقاعداً في القوّات الأميركيّة البرّيّة والبحريّة والجوّيّة رأوا فيها أنّ خطّة العمل "حقّقت أهدافها" خلال السنتين الماضيتين.


تمييز

وأكّد كثر وجوب التمييز ما بين سياسات إيران في #الشرق_الأوسط من جهة وسياساتها تجاه الاتفاق النوويّ من جهة أخرى. وهذا كتب عنه سابقاً روبرت أينهورن من "مركز أمن ومعلومات القرن الواحد والعشرين". فقد انتقد في معهد "بروكينغز" الأميركي الخلط بين الأهداف المباشرة للاتفاق (إزالة التهديد النوويّ) والسلوك السياسيّ الإيراني "المثير للمشاكل" لكن غير المرتبط بموجبات الملفّ النوويّ. ودعا الإدارة إلى فرض التطبيق الكامل للاتفاق مع ضمان استفادة إيران الاقتصاديّة والمالية من المنافع التي تقرّها خطّة العمل. وفي نفس الوقت حثّ الإدارة على صياغة سياسيّة أخرى مرتبطة بكبح سياسات #طهران في الشرق الأوسط.


الأولويّة العليا

السفير الأميركي السابق في الأمم المتّحدة جون بولتون، كتب مقال رأي في صحيفة "ذا هيل" الأميركيّة طالب فيها إدارة ترامب باعتبار "الانسحاب من خطّة العمل في أسرع وقت ممكن الأولويّة العليا". وانتقد مؤيّدي الاتفاق داخل الإدارة والذين استندوا في رأيهم إلى ضرورة احترام واشنطن لالتزاماتها الدوليّة. فالأهمّية القصوى بحسب رأيه تكمن في حماية الولايات المتّحدة لأمنها القوميّ الخاص. بولتون الذي شغل أيضاً منصب مساعد وزارة الخارجيّة لشؤون الأمن القوميّ والحدّ من التسلّح، رأى أنّ طهران قادرة على الالتفاف حول موجباتها من خلال إرسال طلب إلى #كوريا_الشماليّة لشراء أيّ قدرة تكنولوجيّة تملكها #بيونغ_يانغ في هذا الإطار.

حجم الاختلاف في وجهات النظر داخل صنّاع القرار السابقين والحاليّين في واشنطن، حتى داخل الإدارة الحاليّة نفسها، قد يترك سياسة ترامب تجاه الملفّ النوويّ معلّقة لمزيد من الوقت. ومع النقص الحاصل على مستوى تعيين مستشارين متخصّصين في الشؤون الإيرانيّة كما لفت إلى ذلك فليتز، سيكون من الصعب على إدارة ترامب "أن تتوقّف عن المراجعة وتبدأ باتخاذ القرار" كما تمنّى بولتون.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم