الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"بازار" الأكاديميات حوّل الرياضة تجارةً؟

المصدر: "النهار"
عبدالناصر حرب
"بازار" الأكاديميات حوّل الرياضة تجارةً؟
"بازار" الأكاديميات حوّل الرياضة تجارةً؟
A+ A-

"كلشي زايد عن حدو... رح ينقلب ضدو". هذا واقع الأكاديميات الرياضية في #لبنان، والتي باتت كالجراد تجتاح كل المناطق اللبنانية تقريباً، في ظل غياب الرقابة المسؤولة عنها، والنتيجة "كل ما كثرت الاكاديميات غير المحترفة... كل ما الرياضة رح تتراجع".

في كل عام نجد أكثر من أكاديمية تبصر النور، إن كانت موسمية أو سنوية، والنتيجة واحدة: الرياضة اللبنانية الى الوراء در.

طبعاً، لسنا ضد دعم الرياضة اللبنانية من خلال وجود أكاديميات في مختلف المناطق، خصوصاً تلك البعيدة عن العاصمة بيروت، ولسنا ضد جذب الاطفال والشباب الى ممارسة الرياضة بدلاً من الغوص في "مستنقع المخدرات"، ولسنا ضد إقامة دورات بين الأكاديميات، لكننا ضد ان تنشأ الاكاديمية لأهداف تجارية بعيداً من الاحترافية او حتى شبه الاحترافية في تدريب الفئات العمرية على مهارات اللعبة وتنميتها.

تارة نجد هذا اللاعب، الذي ليس له تاريخ في كرة القدم، يفتتح أكاديمية، وتارة أخرى نجد حكماً، لم يكن يوماً لاعباً او مدرباً، يطلق أكاديمية، لكن الامر المفاجئ هو تأسيس بعض الأشخاص، الذين لم يلمسوا كرة في السابق، أكاديمية فقط لاسباب تجارية او فلكلورية - إعلامية.

واللافت ان اتحاد كرة القدم يدعم معظم هذه الاكاديميات، التي تضر حتماً بالجيل الصاعد، لانه سيتعلم او يتأسس بطريقة خاطئة، وهو أمر سينعكس على المنتخبات الوطنية واللعبة عموماً.

 نائب رئيس الاتحاد أحمد قمر الدين يؤكد ان الاتحاد يشجع هذه الاكاديميات حين تفيد اللعبة، والدليل "اننا سمحنا لها بالمشاركة في بطولات الفئات العمرية".

وتابع في حديث مع "النهار": "نشجع الاكاديميات الجدية التي تفيد اللعبة وتطورها، فيما اننا ضد أي أكاديمية تسعى وراء المال وهدفها تجاري".

وعن ايجاد الحلول لايقاف الاكاديميات التجارية، جزم رئيس بلدية طرابلس ان الدولة هي المسؤولة عن محاسبتها.

في المقابل، نجد أكاديميات وضعت نفسها على الخريطة الدولية وتعمل بطريقة احترافية، ومنها أكاديمية نادي أتلتيكو بيروت، إضافة الى أكاديميات بيروت وهوبس وزغرتا وغيرها.

ويقول رئيس نادي وأكاديمية أتلتيكو روبير باولي ان أكثر من علامة استفهام يجب وضعها تحت مفهوم "الاكاديمية" في لبنان، لان "كل شخص يستأجر ملعباً ويتعاقد مع مدربين او ثلاثة دون حوزتهم شهادات، صار يعتبر ان لديه اكاديمية"، لكنه "يعمل من أجل التجارة دون وضع أي هدف مستقبلي او تخطيط طويل الأمد".

وأضاف: "الاكاديميات اليوم أصبحت تتكاثر بشكل غير معقول، وهي غير محترفة، والدليل عدم وجود أي منها في البطولات او الدورات التي ينظمها الاتحاد. هذا الامر يجب ان يتوقف فوراً، لان الأولاد هم الضحية".

وتابع رئيس الاكاديمية التي تأسست عام 2006: "الأولاد يتدربون بطريقة غير احترافية، وهذا الامر يضر بهم ويضر أيضاً بمستقبل كرة القدم في لبنان".

في المقابل، اعتبر باولي ان هناك خمس او ست اكاديميات تعمل بجدية و"نحن نشيد بها، لان هدفنا يساوي هدفها".

وعن هدف الاكاديمية، أجاب: "نعمل على نقل اللاعبين الى افضل مكان إن كان على الصعيد المحلي او الخارجي، مثل فيليب باولي، الذي احترف ثلاث سنوات في أوروبا، إضافة الى اكثر من لاعب تتنافس عليهم نوادي الدرجة الأولى في لبنان كجوزف لحود وكلاوديو معلوف وكريستيان خوري وقاسم حايك واندرو صوايا".

وأكد رئيس أتلتيكو ان جميع مدربي الاكاديمية حصلوا على شهادات تخولهم ممارسة هذه الوظيفة، مضيفاً: "نعمل ضمن برنامج وضعته أكاديمية ليون الفرنسية، التي تعتبر الاكاديمية الأولى في فرنسا والثالثة اوروبياً، للمدربين، مع تدريب مستمر لهم في لبنان وفرنسا بشكل سنوي".

وكانت أكاديمية اتلتيكو وقعت على ورقة تعاون مع نظيرتها ليون منذ أكثر من 5 سنوات، لنقل الخبرة الأوروبية الى لبنان.

وعن علاقة الاكاديمية بالاتحاد اللبناني لكرة القدم، أكد باولي: "علاقتنا عادية. طالبت منذ ثلاث سنوات بإقامة بطولة تحت 13 سنة (بطولة الاكاديميات)، ووافق الاتحاد على الطلب الآن، وهي ستقام بداية من الموسم المقبل".

وتابع: "لا نريد دعم من الاتحاد، لكننا نريد منه إقامة بطولات لكل الفئات العمرية من أجل الارتقاء بمستوى اللعبة، تماماً كما تفعل الدول الأخرى".

وأشار باولي الى ان المشكلة الأساسية في لبنان هي ضعف دوري الفئات بين 15 و18 سنة "فلا احتكاك قوياً بين اللاعبين ولا مستوى فنياً متطوراً. تلعب بعض الاندية ثلاث او اربع مباريات قوية من أصل 18 في الموسم، فيما ان اللقاءات الأخرى تنتهي بنتائج كبيرة".

ما هي الحلول؟ أجاب: "في الدول الأوروبية تقام 36 مباراة في الموسم، بينما في لبنان تقام 18 مباراة فقط. بداية يجب زيادة عدد المباريات محلياً، والمشاركة في دورات أوروبية قوية للاحتكاك مع لاعبين أفضل منا، لكن كل ذلك لن يثمر، إلا في حال نُظمت الاكاديميات في لبنان الى جانب بطولات الفئات العمرية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم