سجال التظاهرتين... ماذا سيجري الثلثاء؟

لا تظاهرات الثلثاء في وسط #بيروت. هذا ما تشير اليه المصادر الوزارية المتقاطعة التي افادت "النهار" ان توجه وزارة الداخلية هو عدم السماح للتظاهرة التي كان عدد من الناشطين في "المنتدى الاشتراكي" قد تقدموا بعلم وخبر الى محافظ بيروت، طالبين السماح لهم بتنظيم "وقفة تضامنية مع اللاجئين" في حديقة الشهيد سمير قصير، ولكن لم يتم بعد الى منح هؤلاء الاذن بتنظيم تلك الوقفة، علماً ان اهالي شهداء الجيش اعلنوا عن وقفة تضامنية مع الجيش في المكان والزمان عينهما. 

ولاحقاً، أصدر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بياناً، أعلن فيه عدم الموافقة "على أي طلب من أي جهة للتظاهر حفظاً للسلم والأمن الأهلي، وذلك بعد التشاور مع القيادات الأمنية".

لكن الالتباس الذي حصل وبحسب معلومات لـ "النهار" ان الدعوة للتظاهر "قرصنتها " مجموعة تطلق على نفسها اسم "اتحاد الشعب السوري في لبنان" التي سبق وأعلنت تأجيل تحركها، الذي كان مقرراً السبت الى الثلثاء، وذلك "لحشد أكبر عدد من الناس"، بحسب ما ذكرت على صفحتها على "الفايسبوك". ولفتت إلى أن تحركها هو لرفض "التمييز العنصري الذي يتعرض له اللاجئون السوريون في المخيمات بلبنان"، ولفتت الى ان الدعوة موجهة لجميع السوريين ومن لا يستطيع المشاركة يتظاهر في منطقته".

الدعوة الى التظاهرة تركت ردود فعل كثيرة وكشفت مصادر وزارية لـ"النهار" ان "هذه التظاهرة مبرمجة بالتحايل، وجاءت الدعوة اليها قبل ظهور نتائج التحقيق بشأن وفاة اربعة موقوفين لدى الجيش بعد العملية الاستباقية في عرسال قبل نحو اسبوعين، اضافة الى اتهام القضاء بإخفاء العينات والادلة المتعلقة بالفحوص الطبية للمتوفين الاربعة. وفي سياق آخر تأتي هذه التظاهرة بعد رفض طلب تراخيص اسلحة لبعض السوريين وتزامن الامر مع حركة لافتة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد الجيش

وهناك محاولة لاسثمار قضية المتوفين الاربعة وكذلك استغلال صور الموقوفين لاستكمال الحملة على المؤسسة العسكرية في توقيت مريب".

ولفت في هذا السياق، تصريح وزير العدل سليم جريصاتي بعد اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" ان الجيش لا يتوسل لا خطاً اخضر ولا اصفر ولا ازرق مصطنعاً "، مما يعني ان ذلك الموقف يتعدى موقف التكتل ويعبر بشكل لا لبس فيه عن موقف العهد الداعم دائماً وابداً للجيش اللبناني.

بدوره، اكد وزير الدفاع يعقوب ان " اللاجئين ليسوا طرفاً بأي حرب ويمنع ادخالهم واصلاً لا احد يخوض اي مواجهة ضدهم، والامر مرفوض من اساسه" ، واشار الى ان الحرب على الارهاب ستستمر من دون الالتفات الى التشويش.

بدوره، كان قد اكد محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب ان العلم والخبر الذي تقدم به ناشطون لا يحمل اي اشارة ضد الجيش"، واوضح ان

المحافظ لا يعطي ترخيص بالتظاهر لان التظاهر لا يخضع في القانون اللبناني لموجب الترخيص بل فقط لموجب التقدم بعلم وخبر الى المحافظ لإعلامه عن نية التظاهر ومكانه وزمانه والعدد التقريبي للمشاركين وأسماء المنظمين ومسار التظاهرة، تمكيناً للقوى الأمنية من اتخاذ التدابير المناسبة.

العلم والخبر يحيله المحافظ الى قوى الامن الداخلي لإبداء الرأي قبل رفعه الى وزير الداخلية مع رأي قوى الامن. وعند وجود ما يخل بالامن يدعو وزير الداخلية مجلس الامن المركزي للاجتماع واتخاذ القرار بمنع التظاهرة ام لا.

ولفت الى انه كل فترة يتقدم بعض الأشخاص او جمعيات حقوق الانسان بالعلم والخبر للاعتصام او التظاهر دفاعاً عن النازحين لأسباب "إنسانية".

لكن الغاء التظاهرة جاء بعد الغموض الذي اكتنف اهدافها عدا عن دعوات لتظاهرات في المكان عينه وسط استفار "فايسبوكي" للتجمع في وسط بيروت الثلثاء وايضاً لاعتبار ان كل سوري يتجول في ذلك اليوم هو معارض للجيش.

الا ان البيان الذي صدر عن الجهة التي سبق ودعت للتظاهرة وفيه تراجع عن التحرك جاء بحسب مصادر وازنة كمخرج للمأزق الذي شكل مادة سجال منذ ايام، فيما سجلت الوزير السابق وئام وهاب مواقف لافتة دعا خلالها الى "اوسع تظاهرة داعمة للجيش البناني".

[email protected]

@abbas_sabbagh