الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

محفوض النقيب النظيف... لن يستسلم

المصدر: "النهار"
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
محفوض النقيب النظيف... لن يستسلم
محفوض النقيب النظيف... لن يستسلم
A+ A-

لا عجب في ان يطعنوا النقيب السابق لمعلمي المدارس الخاصة #نعمة_محفوض في ظهره، اذا كانوا قد عيّنوا في وظائفهم وفق منطق المحسوبيات. كم من معلّمةٍ واستاذ صادفناهم في مشوارنا التعليمي، حوّلوا الصف حلقة تهريج في ظلّ عدم تمكّنهم من المادة التي يدرّسونها؟ من تجربةٍ شخصية، أعرف معلمة لغة فرنسية عايشتها في المرحلة المتوسطة، كانت تطرح معنا نقاشات في مواضيع الطبخ والصحة والعائلة، كالحديث عن فوائد زيت الزيتون مثلاً، بدل احترام واجبها المهني تجاهنا. مضت السنة، وكتاب اللغة الفرنسية حافظ على "نضارة" صفحاته. لعل نتائج انتخابات نقابة المعلمين الخاصة، راحت بنا الى استطرادٍ كهذا، وغمزت من قناة قضايا شائكة كثيرة، تفوح منها رائحة الفساد في لبنان، منها اشكالية الشخص المناسب في المكان المناسب. فالمسألة باتت تختصر بمثالٍ شعبيٍّ مستحدث: "من حكمني دهراً، صرت له عبداً". ان هذه المقاربة لا تظلم الجسم النقابي المنتخب، بقدر ما تستهجن "قلّة وفاء" شريحة واسعة من المعلمين وتنكّرهم لقائد ثورتهم في سنواتٍ غابرة، مقابل ضغطٍ سياسيٍّ مفتعل، ركعوا أمامه، وقاصصوا انفسهم بسببه. والنتيجة انهم انتخبوا من وقف في اللائحة المقابلة في وجه من زحف بهم الى أمام قصور الرؤساء للمطالبة بلقمة عيشهم. هذا ما عبّر عنه ناشطون لبنانيون خذلتهم نتيجة انتخابات نقابة المعلمين ، فنعتوا من تسبب بها بـ"القطيع". لكن مقابل هؤلاء، وقف الى جانب النقيب السابق الشجاع نعمة محفوظ ، 43% من الأحرار، نفتخر بأنهم يشكّلون رجاحة عقول أجيالنا اليافعة.  

يقول محفوض لـ"النهار" بنبرةٍ واثقة، انه نال ما يقارب "70% من أصوات اساتذة يتبعون تيار المستقبل في نهجه السياسي، و45% من أصوات الأساتذة المؤيدين للقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، و100 صوت لأولئك المحسوبين على حركة أمل. أما "حزب الله"، فوحدهم مؤيدوه من الكادر التعليمي، لم يمنحوه اي صوت.

عملياً، ان مقاربة نسبة 43% من الأحرار، في بلدٍ عرف شعبه منذ زمن بالتبعية العمياء لسياسيين عاجزين، رقمٌ مشرّف ويحسب لمحفوض، الذي يؤكد ان "كثراً من الحزبيين أكّدوا له ضرورة الفصل بين العملين النقابي والحزبي". نقول له إنه انتصر، ولو أنه خسر مقعد النقابة، فيشدد على ما نقول مضيفاً أن "تحرير 43% من الأساتذة لفكرهم وانتخاب ما تمليه عليهم ضمائرهم، هو انجازٌ بذاته". واجه النقيب النظيف السلطة السياسية بلحمه الحي. كدح وحاول وأعلى الصرخة، فهل انتهى المشوار هنا؟ "أنا منتسب الى النقابة وسأبقى عضواً فيها، وأنا عضو في الحراك المدني في طرابلس. ما فعلته شخصياً، الى جانب المحاولات الحثيثة للمجتمع المدني في الانتخابات البلدية، لا بد من تأطيره واستجماع قوانا لخوض الانتخابات النيابية. سنعمل من الخارج في كل المواقع، وسننسّق مع الجميع".

لا ينفي محفوض امكان اللجوء الى خيار استحداث نقابة ظلّ، تراقب عمل النقابة الحالية التي لا مشكلة شخصية تربطه بأعضائها. لكنه يقول انهم باتوا لا يمتلكون قرارهم و "كلام وزير الخارجية جبران باسيل يؤكد هذه النظرية في قوله أن زمن الغوغائية في نقابة المعلمين قد انتهى. وأنا أقول هنا أن جبران باسيل هو الغوغائي والطائفي والشعبوي الأول في لبنان". الخطوات في هذا الإطار لا تزال قيد الدرس، وهو محسوبٌ على الحركة اليسارية العامة. لكن المهم ان "لا نجلس في المنزل والتنسيق مستمر مع حزب سبعة في هذا السياق بغية تأطير العلاقة فيما بيننا". وفي ختام المقابلة، نعود بمحفوض الى ما وصفه أكثر من مرّة في سياق الحديث بـ"الزمن الجميل" المتجسد في تولّيه منصب النقيب. تلك الأيام النضالية التي جمعته بحنا غريب، رفيق النضال الطويل. فكيف يقرأ الصديق علاقته بابن قريته البار؟ " حنا غريب ابن قريتي ورفيق عمري.علاقتنا مميزة دائماً، وأدعوه الى تفعيل حالة تغييرية شاملة في الحزب الشيوعي ورفع رصيده لأنه يشكّل حالة جماهيرية، بدلاً من ان تحد الآلية الداخلية من قدراته".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم