الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

النائب العراقي مشعان الجبوري لـ"النهار": الناس كفروا بـ "داعش" ولن يحموه بعد اليوم!

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
النائب العراقي مشعان الجبوري لـ"النهار": الناس كفروا بـ "داعش" ولن يحموه بعد اليوم!
النائب العراقي مشعان الجبوري لـ"النهار": الناس كفروا بـ "داعش" ولن يحموه بعد اليوم!
A+ A-

قبلَ ثلاث سنوات ومن جامع النوري في الموصل، أعلن أبو بكر البغدادي قيام "دولة الخلافة". والآن يستعدّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لإعلان "التحرير" من عناصر التنظيم وإنهاء أكذوبة وخرافة "داعش" والقضاء على آخر إرهابي فيها. 

 الثمن كان كبيراً، تسعة أشهر من المعارك، خلّفت دماراً هائلاً وصل إلى حدّ مسح أحياء عن خريطة العراق، عدا عن آلاف الضحايا وملايين النازحين. واليوم لا تزال بعض الأمتار في المدينة القديمة تشهد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي التنظيم والقوات العراقية في محاولة لتطهير آخر الجيوب.

"تعطيل" إعلان التحرير

وأكّد عضو اتحاد القوى السنّية في البرلمان العراقي النائب مشعان الجبوري لـ"النهار" أن تحرير الموصل كاملاً لم يكن بصورة حقيقية، شارحاً أنها تحررت عسكرياً، لكن لا يزال لديهم بعض المعضلات، منها عدم تأمين خروج نحو 6 إلى 7 آلاف مدني بينهم شيوخ وأطفال ونساء وربما بينهم دواعش وعوائل التنظيم، يختبئون في سراديب المدينة القديمة، ما عطّل الإعلان الرسمي السريع للتحرير، لكون القيادة العسكرية الميدانية أطلعت رئيس الوزراء بحقيقة ما يجري على الأرض في المربع الأخير الذي لا تتجاوز أبعاده كيلومتراً، وأضاف أنه لا يمكن اتخاذ قرار خطأ بقتل النساء والأطفال كي لا تقع كارثة إنسانية.


"أبطال" النصر

وقال الجبوري إن الذين سطّروا الملحمة الكبرى في المدينة هم أبطال جهاز مكافحة الإرهاب وبقية القوّات المسلّحة العراقية، بالاضافة الى إرادة اجتماعية وسياسية أجمعتْ على التحرير، إضافة إلى الدور الكبير للمرجعية الدينية المتمثلة بالسيد علي السيستاني الذي أعلنَ الجهاد الكفائي ضد الدواعش. لكن ماذا عن الدعم الدولي؟

يضيف، أنّ الطيران الدولي له الفضل والباقي نصرٌ عراقيٌ بامتياز. كما أن إيران قدمت مساندات للقوات المسلحة، عبارة عن أسلحة بالدَّين، فيما لم يكن أحد يعطينا سلاحاً. أما روسيا فلم يكن لها دور على أرض المعركة، لكنها ساعدتْ من خلال قطع طرق الإمداد بين سوريا والعراق، وبالتحديد بين الموصل والرقة.


أين اختفى عناصر التنظيم؟

ما أثار الاستغراب هو اختفاء عناصر التنظيم، في حادثة ذكّرت بـ"تبخُّر" الجيش العراقي أثناء الغزو الأميركي، فأين هم الآن؟

يجيب الجبوري بأنّ المرجّح أنهم تحت الأنقاض، فالقصف المدفعي والصاروخي والجويّ نتج منه أرض محروقة، دمّر الساحل الأيمن معقل "داعش" عن بكرة أبيه، أما الساحل الأيسر فحجم الضرر به بسيط. ويتوقع أن تكون آلاف الجثث من المدنيين، عراقيين ودواعش دفنت تحت الدمار.

وما الضمانات لعدم عودة "داعش" إلى الموصل؟ يقول إن "الناس كفرت بـ "داعش" ويلتفون حول الدولة، وهم ليسوا بصدد توفير الحماية بعد اليوم لا لـ"داعش" ولا لأي عملية تمرد ولا لأشخاص ينشرون السلاح ضد الدولة".

تساؤلات عديدة تطرح بعد التحرير عن إمكانية أن تشهد المدينة عمليات انتقامية. وعن ذلك علّق الجبوري بأنّ "داعش" "لديه خلايا نائمة وأشخاص تمكنوا من التسلل بين الكم الهائل من النازحين الذين يصل إلى الملايين، فاستفادوا من التعاطف معهم، ومن الصعوبة الكبرى القيام بعمليات تفتيت موضوعية لهم، لذلك قد يقومون بعمليات انتقامية في المدن.


تغيّر المزاج العام

 المزاج العام في المحافظات التي تم تحريرها بحسب الجبوري هي مع الدولة ومرجعيتها، ومع الانتقال من دولة المكونات إلى دولة المواطنة، وإن كان "الدستور العراقي للأسف قد حدد العراق دولة مكونات. فمن قام بعملية التحرير ليسوا أبناء طائفة المناطق التي كانت محتلة وإنما كل العراقيين. طبعاً زعماء الطوائف ليسوا بصدد الاستسلام للإرادة الشعبية، والزعماء السياسيون الذين يستغلون الطائفية موجودون في قيادة الدولة ومؤسساتها وفي أخطر مفاصلها، ولديهم مال جمعوه خلال السنوات الماضية وليس من السهولة أن يستسلموا". ويعتقد أن "الانتخابات القادمة ستفرز طبقة سياسية جديدة، لا سيما من العرب السنة، ولاؤها للدولة والدستور والقيم المدنية".

لا دور لأميركا في العراق

بعضهم يخشى أن تحدث واشنطن تغييراً سياسياً على قياسها في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 3 ملايين نسمة، غالبيتهم من العرب السنّة بنسبة تفوق الـ 70 بالمئة، ومن السنة الكرد، كما يشكل المسيحيون جزءاً مهماً وكذلك يشكل الشيعة على اختلاف مكوناتهم من شبك وعرب جزءاً مهماً. لكن الجبوري أكد أن أميركا أضعف وأوهن من أن تحدث أي تغيير في العراق، وأنّ هناك من يضخم دورها. لكن نفوذها على الحضور في مجلس النواب إن وجد لا يتجاوز الأربعة في المئة. أما على المستوى الشعبي، خاصة المناطق التي تحررت، فخاض السكان حرباً ضروساً ضدّها وطردوها من مدنهم وتوّجوا ذلك بدحر الاحتلال عام 2011.

ماذا بعد التحرير؟

بعضهم يرى أن "داعش" بات في أيامه الأخيرة، وبعضهم الآخر يخشى إعادة ولادة التنظيم في أرض خصبة وحاضنة وإن كان بمسميات أخرى لمجموعات تحمل ذات الأفكار. لكن ما يهمّ العراقيين اليوم، بحسب الجبوري، هو "التعلّم من تجربة اللبنانيين في إعادة البناء وإن لم يكن اللبنانيون راضين كثيراً عن حكوماتهم وإدارة بلدهم، لكن إن استطعنا أن ننجح في إعمار الموصل كما نجح اللبنانيون في إعمار بيروت والمدن اللبنانية نكون قد قمنا بعمل عظيم".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم