الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

المستأجرون نحو التصعيد والمالكون يردون: القانون نافذ!‏

موريس متى
المستأجرون نحو التصعيد والمالكون يردون: القانون نافذ!‏
المستأجرون نحو التصعيد والمالكون يردون: القانون نافذ!‏
A+ A-

‏"ملف قانون الإيجارات الجديد" قضية لم تجد طريق الحل النهائي بعد في ظل رفض المستأجرين ‏القدامى الاعتراف بالقانون الجديد لما له من تداعيات خطيرة عليهم، فيما يسير المالكون بتطبيق ‏هذا القانون، إما رضاء وإما عبر المحاكم، لتأكيدهم حقهم باسترداد المأجور وتعويض ما حرموا ‏منهم من إيرادات كانوا ليجنوها على مدار عشرات السنين. ‏ 

ضمن الخطوات الهادف للضغط على الحكومة والمسؤولين لرفض تطبيق هذا القانون، استضاف ‏مقر الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان وبدعوة من "لجنة الدفاع عن حقوق ‏المستأجرين في لبنان" عدداً من لجان المستأجرين في بيروت، وضاحيتيها الشمالية والجنوبية، ‏وطرابلس وصيدا وبعض المدن اللبنانية الأخرى، إضافة إلى عدد من المحامين العاملين في هذا ‏الملف وممثلات وممثلين عن الاتحادات النقابية العمالية والمنظمات النسائية والشبابية وبعض ‏مؤسسات المجتمع المدني الأخرى‎.‎

وناقش المجتمعون مسألة قانون الايجارات في ضوء انتهاء مهلة الأربعة أشهر لتشكيل اللجان ‏المقرة في المادة 7 وعدم وجود صندوق المساعدات بحسب المادة 58، ورأوا أن القانون غير ‏قابل للتنفيذ وتالياً غير قابل للحياة بالأساس، لكونه يسهل استيلاء الشركات العقارية والمصارف ‏على موضوع السكن في لبنان ولا ينصف المستأجرين والمالكين القدامى على حد سواء. وأكد ‏المجتمعون أن الأولوية هي لقانون إيجارات عادل يستند إلى خطة سكنية على الصعيد الوطني ‏تأخذ بعين الاعتبار قدسية حق السكن للمواطنين وذوي الدخل المحدود والمتوسط، وخصوصا فئة ‏الشباب‎.‎‏ وقرر المجتمعون التحضير للمؤتمر الوطني للدفاع عن المستأجرين الذي سيعقد الاربعاء ‏المقبل في قصر الأونيسكو – بيروت، والذي سيطرح برنامجاً جديداً لتحرك المستأجرين‎.‎

ويصر المستأجرون على المشروع الذي تقمدوا به لرئيس الحكومة سعد الحريري والذي تعتبرونهم ‏مشروعاً ينقذ الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ويحافظ على المسيحيين والمسلمين في مناطقهم، ‏ويعزز الروح الوطنية بتجذير المواطنين في ارضهم بدلاً من تهجيرهم دون اي خطة بديلة، ‏وينصف المالك والمستأجر على السواء. وفي التقاصيل، يقضي مشروع القانون المقدم من ‏المستأجرين بعدم الزام الدولة بإنشاء الصندوق او الحساب وفرض المزيد من الضرائب على ‏المواطنين، إضافة إلى العمل على تخفيض نسبة الزيادة على بدلات الايجار من 4% إلى 1% ‏من ثمن المأجور أسوة بكل دول العالم التي لا تتخطى بدلات الايجار فيها عن 2%، وتحديد ‏تعويض ثابت بنسبة 50% من قيمة المأجور دون تناقص، وحصر النفقات بالاصلاحات ‏الصغرى مع خطة اسكانية واضحة لاستيعاب الاخلاءات ومنع تشريد ربع سكان لبنان، وافضلية ‏شراء المأجور من المستأجر بالايجار التملكي، ما يمكن ان يكون بديلاً، بحسب المستأجرين عن ‏الحساب المدين والصندوق.‏

وبحسب ما علمت "النهار" يُتوقع ان تصدر مراسيم تأليف اللجان وفق القانون الجديد للإيجارات ‏الذي أقر في مجلس النواب في الثامن والعشرين من كانون الثاني الماضي، ورد المجلس ‏الدستوري مراجعة الطعن في مواده. كما أشارت المعلومات أنّ قرارات صدرت عن الهيئة العامة ‏لمحكمة التمييز برد دعاوى مقاضاة الدولة عن أعمال القضاة العدليين إثر إصدارهم أحكاماً ‏وقرارات سابقة بموجب القانون الجديد قبل التعديلات وبعد إبطال المجلس الدستوري سابقا مادتين ‏وفقرة من مادة ثالثة من مواد القانون‎.‎

عملياً، أقرت التعديلات منذ أشهر وأنشأت وزارة المال لجنة لإنشاء الحساب ووضع آلية عمله، ‏كذلك فعلت وزارة العدل في انتداب قضاة لترأس اللجان التي ستفصل في الخلاف على التخمين ‏بين المالكين والمستأجرين، والتي ستحدّد فئات المستفيدين من الحساب. وخلال ايام قليلة من ‏المتوقع أن تعين وزارة المال ووزارة الشؤون الاجتماعية بحسب مصادرهما أسماء المندوبين عنهما ‏في اللجان بحسب القانون الجديد والتعديلات عليه. وبناء عليه ستصدر مراسيم إنشاء اللجان عن ‏مجلس الوزراء، ليصار إلى تفعيل عملها، مع العلم انّ هناك اقتراحات في وزارة المال لرفع عدد ‏اللجان بما يتخطّى الـ 24 لجنة والتي شكّلتها وزارة العدل. وقد علمت "النهار" أنّ الوزارات المعنية ‏ترتقي السير بعدد اللجان حالياً مع إمكان إضافة عددها عند التطبيق وفق اللزوم‎.‎

بدورها، لا تتوقف نقابة المالكين عن مناشدة وزارتي المال والشؤون الاجتماعية تسمية مندوبين ‏لهما في اللجان التي شكّلها وزير العدل برئاسة قضاة، عملا بالقانون الجديد للإيجارات وتعديلاته ‏بعد مضيّ أربعة أشهر على صدور التعديلات ونشرها في الجريدة الرسمية. وتؤكد النقابة ان هذه ‏اللجان تأتي انسجاما مع روحية القانون ومع الوعد الذي قطعه رئيس الحكومة عند التصويت على ‏التعديلات في مجلس النواب لتسهيل استعادة التوازن في العلاقة بين المالكين والمستأجرين في ‏ظل القانون الجديد، كحلّ بدأ بتطبيقه الطرفان منذ 28/12/2014. وتتابع النقابة: "لا نفهم هذه ‏العثرة التي ترتكبها الحكومة ورئيسها بالتأخر في إصدار مراسيم إنشاء اللجان عملاً بأحكام القانون ‏الجديد وتعديلاته، وخصوصًا أن يتأخر رئيس الحكومة سعد الحريري في الإيفاء بوعد قطعه في ‏الجلسة التشريعية منذ أربعة أشهر بإنشاء اللجان استكمالا لإنشاء الحساب الذي رصدت له مبالغ ‏في الميزانية العامة. ولا نفهم تأخر وزيري المال والشؤون الاجتماعية في تسمية مندوبين لكل من ‏الوزارتين في اللجان المزمع إنشاؤها بمرسوم وزاري، وترك المالكين والمستأجرين لقدرهم في المحاكم ‏مع ما لذلك من كلفة مادية، فيما الأجدى بهم تسمية المندوبين وبسرعة قصوى احتراماً للمواطنين ‏وللسلطة التشريعية التي أقرّت القانون‎."‎

هذا، وتشير بعض المصادر المتابعة للملف، ان إنشاء المراسيم في مجلس الوزراء لقانون ‏الإيجارات قريبا يأتي انسجاماً مع انطلاق العجلتين التشريعية والتنفيذية بعد التوافق على قانون ‏جديد للانتخابات النيابية‎.‎

[email protected]

Twitter @mauricematta



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم