السلاح المتلفت يضرب من جديد...استدرجه الى مجدليون وقتله بدم بارد

هو السلاح المتفلت من عقاله الذي بات يستخدم من دون اي رادع لقتل الناس لسبب او من دون سبب، او نتيجة لخلاف فردي او شخصي. يقتل القاتل ضحيته وكأنه الدولة برمتها، وينصّب نفسه قاضياً ويصدر حكمه غيابياً وينفذه فورا بأبشع الطرق والاساليب ومن دون ان يعطي غريمه اي لحظة للدفاع عن نفسه.

مهما كانت اسباب ودوافع قيام وليد ع. من بلدة قب الياس البقاعية والمقيم مع ذويه في منطقة مجدليون - شرق صيدا على قتله جورج حنا نهرا 47 عاما مواليد بلدة عين الدلب جنوب شرق صيدا بعد استدراجه الى مجدليون واطلاق النار عليه بدم بارد وعن سابق تصور وتصميم، من دون أن يأبه للدولة واجهزتها وللمارة على الطريق العامة، تعتبر فعلته جريمة نكراء تتطلب من الاجهزة المختصة العمل ليل نهار من اجل اعتقاله واحالته على القضاء المختص لمحاكمته وانزال اشد العقوبات بحقه.

الحادثة التي وقعت بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس من فجر اليوم، كشفتها كاميرات المراقبة على طريق مجدليون حيث ظهر القاتل وهو يخرج من سيارته المرسيدس المركونة على جانب الطريق العامة لحظة وصول سيارة المجنى عليه نهرا وتوقفها قبالة سيارة القاتل. وخلال لحظات قليلة شوهد القاتل وهو يطلق النار من مسدسه على دفعتين على ضحيته قبل ان يلوذ بالفرار، علما ان سيارة شبيهة بسيارات القوى الامنية عبرت الطريق بعد لحظات قليلة جدا على اطلاق النار من دون ان يتوقف سائقها. وفي التحقيقات الاولية تبين ان لوحة السيارة مسجلة باسم الفلسطيني خليل حسن حمد، ولكن بعد التدقيق فيها تبيّن ان اللوحة مزورة وان لا علاقة لحمد بالحادثة. كما تبين ان القاتل هو وليد ع.من قب الياس في البقاع وعملت القوى الامنية على توقيف والده ووالدته على ذمة التحقيق. كما افيد عن توقيف رتيب في قوى الامن الداخلي هو قريب للجاني وصاحب السيارة التي تبين ان القاتل استخدمها بعدما وضع عليها لوحة مزورة.

واظهرت التحقيقات الاولية ان دوافع الجريمة شخصية ، وظهر ذلك من خلال هاتف الضحية وما بداخله من تفاصيل وحوارات كشفت عن علاقة نهرا بعائلة الجاني. وآخر اتصال كان من قاتله الذي استدرجه الى المكان بعدما توافق معه على لقاء للتفاهم، لكن دوافعه وحصيلته كانت انهاء حياة نهرا بطريقه احتيالية ومباغته.

اجواء حزن وتساؤلات في عين الدلب

خيمت على بلدة عين الدلب اجواء من الحزن والقلق والتساؤلات حول اسباب ودوافع الجريمة. واعتبر رئيس بلدية عين الدلب داني جبور ان الجريمة باتت مستفحلة ولا وجود لخيمة فوق رأس احد، وليس مبرراً على الاطلاق ارتكاب جريمة من هذا النوع مهما كان الاسباب والدوافع لارتكابها بهذه الطريقة الوحشية، وعلى القوى الامنية والاجهزة المختصة ملاحقة الجاني وسوقه امام العدالة وانزال اشد العقوبات بحقه واعدامه. وتساءل جبور عن مغزى وجود قرار يقضي باعدام اي مجرم او قاتل عن سابق تصور وتصميم، اذا كانوا لا يستطيعون تنفيذه فليصار الى سحبه من قانون المحاكم. واناشد الرؤساء الثلاثة مناقشة هذا البند بجدية لمرة واحدة اما تنفيذ ما يصدر من احكام تتعلق بالاعدام او الغائه نهائياً".

واجمع اهالي في عين الدلب على حسن سلوك مارون، اذ ليس له اي خلافات او عداوات مع احد، وهو يعمل على سيارة اجرة ولديه شقيق واحد هو ايلي وثلاث فتيات فيفيان وريما وسيدة. وكانت والدته تردد وهي جاثمة فوق نعشه داخل الكنيسة في عين الدلب "شو ها الجريمة، كيف بتموت وبترحل عنا وين هيي الدولة؟".

وادان رئيس إتحاد بلديات صيدا الزهراني رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، جريمة قتل المواطن مارون حنا نهرا بدم بارد، وأثنى على سرعة كشف القوى الأمنية لخيوط الجريمة وتحديد هوية مرتكبها وملاحقته تمهيدا لتوقيفه وسوقه للعدالة لينال العقاب المناسب لمثل هذه الجرائم، التي وللأسف تتزايد يوما بعد يوم مما يستدعي إعادة النظر بالعقوبات كي تأتي رادعة.

وتقدم بأحر التعازي إلى عائلة المغدور نهرا في هذا المصاب الأليم، مؤكداً مشاطرة أهالي وفاعليات صيدا ومنطقتها مشاعر الأسى والحزن مع عائلات وأهالي بلدة عين الدلب في هذه اللحظات العصيبة.