الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

هل "فيروزيّات" الماضي سبب كل هذا الغضب؟!

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
هل "فيروزيّات" الماضي سبب كل هذا الغضب؟!
هل "فيروزيّات" الماضي سبب كل هذا الغضب؟!
A+ A-

"فورة" على "السوشيل ميديا" والسبب جديد السيدة #فيروز. انتظرها الجمهور بفارغ الصبر ليسمع جديداً لا يحدث كل يوم، وزادت حماسته بعد تحديد 22 أيلول موعداً لإطلاق ألبوم كامل بعنوان "#ببالي" من إنتاج ابنتها ريما الرحباني.

 
أطلقت الأغنية واستمع اليها الجمهور في صباحهم الفيروزيّ المعتاد، وهي بعنوان "#لمين"، (لحن فرنسي لجيلبير بيكو، توزيع ستيف سايدويل) عرّبت كلماتها ابنتها ريما. الأغنية أحدثت شرخاً في الآراء ذكّرنا بالوضع السياسي الراهن، فبين مشيد لها اعتبر أنّ فيروز من "المحرّمات" التي لا يمكن التعليق سلباً على ما تقدّمه، يكفي أنّ صوتها لا يزال يشدو وهي في العقد الثامن بغض النظر عن "نوعيّة" العمل المقدّم لأنها فنانة تخطّت النقد، وبين جمهور غاضب ومستاء بعدما لم ير في الجديد ما يمثّل "الفيروزيات القديمة"، معتبراً أن هذا العمل أساء لأرشيف فيروز الفني بعدما فنّد العمل فنياً. 

حتى هذه اللحظة، حركة رواد التواصل الاجتماعي لم تهدأ، وتذكّرنا بحملة مشابهة ولكن بوقع أخف شهدها ألبوم فيروز "إيه في أمل" الذي صدر في 6 تشرين الأول من العام 2010 واستغرق تسجيله نحو سبع سنوات أنتجه زياد الرحباني. الألبوم تضمّن 12 أغنية موزّعة بين جديدة ومقطوعات موسيقية وإعادة توزيع لأغنيات قديمة: "قال قايل"، "قصة زغيري كتير"، "كل ما الحكي"، "كبيرة المزحة هاي"، "الله كبير"، "ما شاورت حالي"، "ايه في امل" جميعها حملت توقيع زياد الرحباني، "الأرض لكم" (كلمات جبران خليل جبران والحان زياد الرحباني)،"ديار بكر" (موسيقى زياد الرحباني)، "البنت الشلبية" (الكلمات واللحن من التراث الشعبي وتوزيع زياد الرحباني) ، "بكتب اساميهن" (كلمات والحان الاخوين رحباني واعداد وتوزيع زياد الرحباني) ، "تل الزعتر" (live) (موسيقى زياد الرحباني).

هذا الألبوم كان بمثابة عودة منتظرة لفيروز بعد غيابها عن الساحة الفنية، وهو وإن لم يلق استحسان من اعتاد فيروز "الأخوين الرحباني" ولكونه سجل على طريقة "اللايف استوديو" ولم يكن في المستوى الذي يقدمه زياد، غير أن كثراً من الموسيقيين والخبراء رأوا أن زياد أفرج عن جانب من صوت فيروز كان حبيس نوع معين من الموسيقى وتالياً وضعها على سكة جديدة، لا سيما الجاز منها، ناهيك بجملته اللحنية العبقرية. ومن هذا المنطلق، انهمر النقد على أغنية "لمين" باعتبار أنّ ابنتها ريما لا تملك الباع الفني الذي يخوّلها تقديم أغنية، وتحديداً لناحية الكلمات، مما شكّل خيبة لمن اعتاد أن يرتشف قهوته وهو يستمع إلى "زهرة المدائن"، "بلا ولا شي"، "أنا عندي حنين"، "كيفك انت"، وتلك التي تشكل "حنيناً" إلى زمن الأخوين الرحباني وزكي ناصيف وفيلمون وهبي محمد عبد الوهاب، الياس الرحباني، حليم الرومي، توفيق الباشا، زياد الرحباني والشعراء عمر أبو ريشة، قبلان مكرزل، نزار قباني، ميشيل طراد، سعيد عقل، الأخطل الصغير، طلال حيدر، جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، الياس أبو شبكة، وآخرين، من دون نسيان رفيق دربها على المسرح الفنان الراحل نصري شمس الدين.


لذلك كان السؤال الحاضر: "أين زياد؟"

زياد هو الغائب على الرغم من المعلومات التي أكدت وجود ألبوم كامل لوالدته في الدرج يحمل توقيعه كان يفترض صدوره في صيف 2013، إلا انّ هذا الأمر لم يحصل، لم يصدر الألبوم من دون ذكر الأسباب ولم يُرصد أي نشاط لزياد لكونه غير فاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تردد أنه اختار العزلة، على عكس شقيقته ريما الحاضرة التي أنشأت لوالدتها صفحتين في "فايسبوك" و"تويتر"، عمدت من خلالهما إلى اشباع فضول الجمهور، فجهدت على نشر فيديوات عبارة عن مختارات من تدريبات ما قبل الحفلات ومن أجوائها سواء في لبنان وعدد من الدول الأوروبية، وتوثيق نشاطها من داخل الاستوديو وصولاً إلى تصويرها من داخل إحدى الكنائس ترتل بصوتها الملائكي.

لفيروز أكثر من خمسة ملايين متابع في "فايسبوك" وأكثر من مليوني متابع في "تويتر"، يتفاعل عبرهما جمهورها متقصياً أخبارها وشافياً غليله ومُفيضاً حباً وشوقاً.  

آخر حفل أحيته فيروز حاز هذا التفاعل كان عام 2011 في أمستردام بهولندا، حينما ألهبت القلوب وأحيت الذاكرة بأغنيات لا تموت: "عودك رنان"، "امي نامت ع بكير"، "بكرا بيرجع يوقف معكم"، "سلّملي عليه"، وأخرى من ألبوم "إيه في امل".

كذلك كان لحفلها في ساحل علما في العام 2011 أيضاً وحفليها في "البيال" في العام 2010 طيب الأثر، وقد تزامنت مع إطلاق ألبوم "إيه في أمل" الذي شكّل لها عودة بعد آخر ألبوم أصدرته في العام 2001 بعنوان "ولا كيف" ضمّ 10 أغنيات: "شو بخاف"، "صبحي الجيز"، "يا مريم"، "بيذكر الخريف"، "بيذكر الخريف2"، "صباح ومساء"، "تنذكر ما تنعاد"، "لا والله"، "أنا فزعانة"، "ان شاء الله ما بو شي"، من دون أن نغفل حفلاتها في مهرجان "بيت الدين".

لسنا في وارد استعراض سيرة حياة فيروز أطال الله في عمرها، إذ نحتاج إلى كراسات ودفاتر ومطولات لإيفائها بعضاً من حقها. نحن هنا لنقول إن فيروز في عيون محبيها بمصاف الآلهة والمصطفين والرموز الكبيرة، لذلك لا ينتظرنّ منها غير الأثيري الشفيف الخالد. من هنا من البدهي ألا يرضى مريدوها بـ "العادي" طلباً للكمال، ولا بد من النقد لا النقض، وهذا هو الفن الصحيح. 

[email protected]

twitter: @israa_hasan27



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم