الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

في شوارعنا "فان" تدلّل وتُدلّك و"تُهندس" حيواناتنا الأليفة...فيا تُرى "شو القصّة"؟ (فيديو)

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
في شوارعنا "فان" تدلّل وتُدلّك و"تُهندس" حيواناتنا الأليفة...فيا تُرى "شو القصّة"؟ (فيديو)
في شوارعنا "فان" تدلّل وتُدلّك و"تُهندس" حيواناتنا الأليفة...فيا تُرى "شو القصّة"؟ (فيديو)
A+ A-

منذ مَطلع العام، تتنزّه في شوارعنا العابِقة برائحة "الفلتان" الأمني، والمُطاردات "المافيوزيّة"، وصَدى بعض جُمل "شَكسبيريّة"، مُخمليّة، مَصقولة، تأتي على شَكل: "زيح يا إبن إمّك! مين عاملّك هالتسريحة الAvant Garde؟"، و"ليش لا!": "مين عطاكي الدفتر يا قمّورة يالّلي ما خَرجك تقلي بيضة!"، سيّارة "فان" مُختلفة عن باقي السيّارات. 

سيّارة "مزوزقة"، مُزخرفة بالرُسوم "المفرفحة"، لا خوف من أن "يترجّل فارِسها" المَفتول العضلات منها في نوبة غَضَب مَسرحيّة، و ينقضّ علينا بالمَدفع الرشّاش او بالـ"M 16" هاتفاً بصوته الجهوريّ: "عليَّ وعلى أعدائي".

سيّارة تزور كل المناطق اللبنانيّة، "وبتصفّ تحت البيت"، "شغلها الشاغل" أن تتُدلّل و"تُهندس"، وتهتمّ بإطلالة حيواناتنا الأليفة لتكون بهيّة، "مفنكرة" (أو مُتسّمة بالأبهة). وبعناية تَليق بهذه الأرواح النقيّة التي تُقدّم الحب غير المَشروط، والتي تُعاني مع بعض شرائح في المُجتمع سوء تفاهم مُزمناً، "يعني زَعلي طوّل أنا ويّاك"!
.



Spoiled Pets (الحيوانات الأليفة المُدلّلة) تُقدّم مُختلف الخدمات للحيوانات التي نتقاسم معها الأيام، وإن كانت حالات الزمان علينا شتّى، منها: حمّام بسيط، حمّام "5 نجوم"، قصّ شعر (و"مش حلق A La Garconne" كي لا يُصاب الحيوان بالكآبة عندما يَفقد فروه بالكامِل)، قصّ أظافر، تَنظيف أسنان لنَفَس أكثر إنتعاشاً، تنظيف أذن، تنظيف عيون، وإذا أردنا أن "نخبصها": تدليك الوجه وفركه بمُستحضر بنكهة العنب البرّي.

الشقيقتان المُتميّزتان باتريسيا أبو منصور وكريستين تقلا إنطلقتا في هذا المشروع غير التقليديّ والذي يُلاقي النجاح والشعبيّة مع الذين يُقدّرون الحيوانات ويُريدون الإهتمام بها "ع الأصول"، رغبةَ منهما في الحدّ من التوتّر الذي يُصيب الحيوانات وأصحابها في الوقت عينه عندما يحين موعد "القصّ والحمّام".



وكل من يملك حيوانات أليفة يعرف جيداً "لَبَكة إستدراجها" إلى عيادة الطبيب البيطري أو داخل الحمّام في المنزل للقيام بـ"عمليّة التنظيف" الأكثر صعوبةً من عمليّة تنظيم السير في لبنان!

وإذا أردنا أن نكون أكثر دقّة، فإن باتريك نجل باتريسيا هو الذي إقترح فكرة هذا المشروع على الشقيقتين بعدما "شفق عليهن" ذات يوم، وأراد أن يخفف عنهما وطأة العذاب الذي تعيشانه في كل مرّة يحين موعد الإهتمام بنظافة الكلاب والقطط التي تقطن في منزليهما.

فلباتريسيا 3 كلاب و8 قطط تتقاسم وعائلتها المنزل، ولكريستين كلبة وإبنتها، ويبدو أن كلباً ثالثاً سينضمّ إلى العائلة قريباً. 

و"ليش ت الواحد يحكي"، فإن باتريسيا وكريستين تعشقان الحيوانات، وعلى قول باتريسيا، "غرامنا Deja الحيوانات"، وتعلّق كريستين، "وإذا زارنا أحدهم وعبّر عن عدم تعاطفه أو عدم محبّته لها، نُفضّل ألا يُكرّر الزيارة".





وغالباً ما تتحدّث باتريسيا مع الحيوانات الأليفة التي تعيش معها في المنزل بأسلوب حميميّ يفاجئها في الدرجة الأولى، "بلاقي حالي عم قلّلهن : خلص Mum! وأقول في قرارة نفسي: ما يقوموا يسمعوا الجيران!".

وبعدما تفاعلتا مع فكرة "باتريك" العبقريّة، وبتشجيع من "جيلبير" زوج كريستين، قامت الشقيقتان بالبحوث المكثفة، ووقع الإختيار على "محمد" المعروف بإسم "مو"، ليهتم بالشاردة والواردة في ما يتعلّق بنظافة الحيوانات... وإنطلق المشروع بعد إنجاز الأوراق القانونيّة اللازمة.

وها هو "مو" يعيش لحظات طويلة من الهناء مع الحيوانات التي تأتيه في "الفان" المُكيّف والمزوّد بالمياه الساخنة والكهرباء.

كما يهتم بأدق التفاصيل التي تُعنى بجمالها ونظافتها ويستعمل مُنتجات عضويّة بإصرار من الشقيقتين.



 ولأنه يعشق الحيوانات ويعرف جيداً كيفيّة التعامل معها، يُفاجأ البعض عندما يعلمون أنه لا يضع لها الكمامة، (على الرغم من أن عمليّة التنظيف ربما إستغرقت ما يُقارب الساعتين من الوقت)، وتعزو كريستين السبب إلى كونه "يُتشتش" الحيوانات، لدرجة إنها "بتسخسخ" بين يديه، "و"بيروح توتّر اللحظات الأولى".

وصحيح أن باتريسيا وكريستين تثقان بمهنيّة "مو" وتعامله الرائع مع الحيوانات، بيد أنهما قامتا بتركيب كاميرات في مختلف زوايا الفان ويُمكن أن تتابعان عمليّة تنظيف من خلال الهاتف الذكي.

أمّا أصحاب الحيوانات فيثقون بدورهم كلياً بمصداقيّة Spoiled Pets، وبعد الإشراف شخصيّاً على اللقاء الأول بين "أولادهم" و"مو"، يرتاحون، ويتركون "الأولاد" بين أيد أمينة. ويقولون لباتريسيا وكريستين، "راسنا مرتاح! كلّلو Under Control".



يتنقّل الفان في الوقت الحاضر في كل أنحاء بيروت، ولأن البعض يطلب من الشقيقتين الإفادة من الخدمات التي تقدمانها، في مناطق خارج العاصمة، سينضم قريباً الفان رقم 2 إلى هذه العائلة التي فهمت باكراً أن حُب الحيوانات الأليفة يدفعنا إلى إكتشاف نواح فينا لم نكن نحلم بأن نجدها.

تدليل، تدليك، "ماسك"، "قصّ شعر"، قصّ أظافر، تنظيف أسنان، تنظيف أذن، تنظيف عيون... وها هي "ميلكا" و"تينك" و"لاكي" و"ليلي": حبيبات الماما والبابا، تخرج من الفان "يالّلي مصفوف تحت البيت"، مرتاحة "مسرغسة"...و"فوق هيدا كلّلو"، يزخرف عنقها شريطاً على شكل Papillon (فراشة) لا يقلّ زهواً عن الرسوم التي تُزيّن سيّارة الفان المُختلفة عن باقي السيّارات في البلد.

                                    [email protected]



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم