اشترِك في نشرتنا الإخبارية
الحلقة المفقودة بين إليسا وعلي العلياني
لم يأتِ اللقاء بجديد. بأناقة الأبيض، أطلّت #إليسا في ضيافة علي العلياني. "بونجور"، رمت السلام، وجلست تنتظر الأسئلة. ليس اللقاء الخيبة الأولى لهذا الموسم من برنامج "مجموعة إنسان" ("أم بي سي"). استضافة #أصالة بيّنت فراغات الحلقة، ثم اتّسع الشرخ بضعف محاورة إليسا.
راح العلياني يقفز بين الفقرات من دون جسور وروابط، فضاع وكاد أن يضيّع الضيفة. رماها بأسئلة لم تُظهر شيئاً من جهد التحضيرات، بكليشيهات حوارية، بأول ما يخطر على البال: المدرسة والعائلة، ثم الانتقال المفاجئ إلى رأيها السياسي والوضع اللبناني. افتقدت الحلقة التسلسل والمنطق، فبدت كأنّها من دون إعداد متقن. أسئلة مكتوبة على عجل، بحث سريع على "غوغل"، فطغى التشتّت في الأجواء. لدى إليسا دفاعات جاهزة تسدّدها في اللحظة المناسبة. العلياني يسأل وينتظر الجواب. ينأى بذاته عن المحاورة، ولا يضيف لمسات تميّز برنامجه عن السابق والآتي. ظنّ أنّ أسئلة مثل إحراجها رزان المغربي والعلاقة مع جان ماري رياشي تمنح اللقاء وزناً. إليسا طوال الوقت مستعدّة. إجاباتها من نضوج وثقة. تدرك متى تستفيض ومتى تكتفي بكلمة. رغم ذلك، ترك اللقاء انطباعاً بأنّ ثمة حلقة مفقودة، أو أكثر. هل المعضلة في الفنان وتوقيت الإطلالة؟ أم باستنفاد الذات من كلّ جديد؟ على الأرجح، ثمة ثغرة أعمق جعلت إليسا تفقد (كما بدا) الشعور بكيمياء الحوار. ليس لـ"صعوبة" السؤال ولا لزواياه "المحرجة"، بل لمبدأ "من كلّ وادي عصا".
وجّهت تحية لأمها النائمة التي لا تشاهدها. إنّها الأولى بعد منتصف الليل، وإليسا تجيب على الأسئلة ذاتها: الشهرة والأصدقاء والجمهور وحبيب القلب. المسألة في كيفية الطرح واتجاهه، لا في السؤال لمجرّد السؤال. ربما لن تختلف الإجابة في جوهرها، لكنّها ستخرج بروحية مغايرة. تحدّي برنامج الحوار الفني استخراج جديد من الضيف أو مفاجأته بأسئلة مختلفة. مبدأ "لا جديد تحت الشمس" لم يعد مُبرراً، أقلّه بالحدّ الأدنى لسقف التوقّعات. العلياني أمام ضرورة مراجعة كلّ تفصيل. كلّ سؤال وكلّ متابعة. وإلا أفلت منه #رمضان وأخفق في امتحاناته.
Twitter: @abdallah_fatima
