السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

جان بول غوتييه "طفل الموضة الشقي" لـ"النهار": المرأة الشرقية تفهم الموضة بعمق وسخية على ملابسها

المصدر: باريس - "النهار"
فاديا خزام الصليبي
جان بول غوتييه "طفل الموضة الشقي" لـ"النهار": المرأة الشرقية تفهم الموضة بعمق وسخية على ملابسها
جان بول غوتييه "طفل الموضة الشقي" لـ"النهار": المرأة الشرقية تفهم الموضة بعمق وسخية على ملابسها
A+ A-

أطلقت عليه الصحافة لقب "طفل الموضة الشقي"، هو #جان_ بول_غوتييه. شخص في غاية من التواضع، مبتسم دائماً، مثقف، رصين، والواضح أنه محب للبنان واللبنانيين ولمنطقة الشرق الأوسط مكانة كبيرة في قلبه، بحسب ما قاله في حديث لـ "النهار".  

وقبل الخوض في تفاصيل الحوار لا بد من إعطاء لمحة سريعة عن هذا المبدع الفرنسي الشهير. ولد جان بول غوتييه وسط عائلة متواضعة في إحدى ضواحي باريس وهو وحيد لأم كانت موظفة في الصندوق الاجتماعي ووالد يعمل في المحاسبة. كان محاطاً بوالدين عاطفيين وجدة حنونة علمته الخياطة عندما كان يافعاً فبات يصمم الأزياء لألعابه. ثم بدأ يتمرس بهذه المهنة لدى أهم دور الأزياء ولا سيما دار "إيف سان لوران" و"بيار كاردان". في أواسط السبعينات أطلق ماركته الخاصة، وفي الثمانينات عرفت ماركته نجاحاً كبيراً. عرف بتعاونه مع كبار النجوم، أمثال: مادونا، شايلا، ميلين فارمر، وحاز كثيراً من الجوائز والامتيازات.

عرف غوتييه بأسلوبه الخارج عن المألوف والمميز عن كل المصممين العالميين وجرأته، لذا لم يتوانَ عن استعمال الوشوم و"البيرسينغ" والفنانات في عروضه.

أنت تبدع منذ مراهقتك، ألم تتعب بعد؟

ربما سيأتي هذا اليوم ولكن حتى الآن لم أشعر به، فلدي دائما الكثير من الأفكار والخيال.

عملت فترة طويلة لدى "بيار كاردان" ما الذي اختبرته هناك؟

اختبرت الحرية، كنت يومها في الثامنة عشرة من عمري وقد آمن بيار كاردان بموهبتي فعلمني يومها بأن كل شيء معقول.

موضوع مجموعاتك غالباً ما تكون نتيجة تأثرك بمختلف الحضارات، لماذا؟

أتأثر بكل ما يحيط بي ابتداء من الشارع الى المتاحف الى الكتب والمعارض وتاريخ الموضة والمسرح والسينما...

لكونك تتكلم على المسرح والسينما فقد صممت الكثير للتمثيل، فأين تجد نفسك أكثر في الخياطة أم في الثياب المسرحية؟

ثمة اختلاف بين الاثنين. عندما أعمل في الخياطة أكون مخرجاً مسرحياً، وعندما أعمل للمسرح أو للسينما أحاول هنا أن أتأقلم مع السيناريو المكتوب.


هناك دائماً غرابة في تصاميمك، لماذا؟

أنا أعشق الغرابة وأعتبر نفسي أنني أمرح مع الموضة. لا أحب العادي والروتيني، لذا أحرص على إضفاء طابع المرح على جميع خطوطي.

بعد توقفك عن تصميم الألبسة الجاهزة والاكتفاء بالأزياء الراقية، ألا يخطر على بالك من وقت لآخر أن تعتزل نهائياً؟

حتى اليوم كلا، ولكن لا أخفي عنك أنني مررت في هذه اللحظة عندما توفي صديقي فرنسيس، لقد أصابني الاكتئاب ولكن قررت بعدها أن أكمل مسيرتي في الحياة.

وعلى سيرة الأزياء الراقية، هل تعتقد أنها في طريقها الى الزوال؟

كلا، بالعكس فهناك عودة الى الى "الهوت كوتور" مع زبائن جدد يأتون من مختلف أنحاء العالم مثل المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط وأميركا واليونان وروسيا وحتى فرنسا وانكلترا. والزبائن لسن كبيرات في السن بل تراوح أعمارهن بين 30 و35.

كيف تنظر الى المرأة الشرقية؟

إنها امرأة أنيقة جداً وتعشق التجدد، لديها جمال خاص يميّزها عن باقي نساء العالم. فهي جذابة بسمرتها وعينيها السوداوين ودفئها الروحي اللافت، اضافة الى سخائها على ثيابها وشكلها لكي تبدو بكامل أناقتها. كما لديها ذوق عال في اختيار ملابسها، واللافت فهمها لكل أنواع القماش وتفاصيل الخياطة ولا سيما الأزياء الراقية.


ماهو تأثير الشهرة عليك؟

عندما بدأت في هذه المهنة لم يكن ينظر الينا الناس كمشاهير، لكن هذا الأمر أصبح واقعاً مع بداية الثمانينات، فاحتل المصمم المواقع الأولى في العالم. من هنا تسابق الشباب على مزاولة هذه المهنة ومحاولة أن يصبحوا مبدعين لبلوغ الشهرة. هذا لم يكن واقعي أنا، همّي الأول كان ولم يزل أن أسعى لعيش مهنتي بشغف.

هل تعتبر تصاميمك هي انعكاس طبيعي لشخصيتك؟

طبعاً، فأنا إنسان مرح بطبعي، لا أكتئب أبداً. لذا تأتي أزيائي مرحة متجددة وجميلة، بخاصة أنني أتوق دائما للمرأة المتجددة .

هل تعتقد أنه مع تقدم السن تشيخ المخيلة أيضاً؟

لا يمكنني أن أجيب عن هذا السؤال، لأن لكل حالة خصوصيتها. فأنا مثلاً محظوظ لأنني أحتفظ حتى الآن بروح الطفولة واتمتع كثيرا حين أصمم مجموعتي من "الهوت كوتور" من شراء اللوازم واختيار القماش ورسم الخطوط... هناك أمور متعبة جسدياً، إذاً من الطبيعي أن نصل الى وقت نقرر فيه التوقف.

هل تخاف من الشيخوخة؟

أعتبر نفسي محظوظاً لأنه كان لدي جدة فريدة من نوعها، كانت مسنة لكنها كانت رائعة لأنها كانت منفتحة على العالم، نشيطة، دينامية جداً، وكنت أعشقها، لذا حصلت على صورة جميلة للشيخوخة . فبالنسبة إلي الشيخوخة ليس أن يكون الفرد منبوذاً أو مبعداً وانما العكس، فنحن نتعلم أشياء ونرى أشياء كما تحدث أشياء معنا خلال مسيرة حياتنا وهذا الأمر لا يخيفني. صحيح أننا قد نصاب قليلاً بالصدأ، انما الشيخوخة يجب أن تكون جميلة، ويجب أن يدمج المسنون في المجتمع.

مذا تفعل في أوقات فراغك؟

أذهب الى السينما مرتين في الأسبوع، وفي شهر تموز أقصد المهرجان المسرحي في "أفينيون" كما أعشق منطقة "الباسك" الفرنسية، وأضواء جزر اليونان.






























حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم