السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

علاجات شافية لسرطانات الأطفال

المصدر: "النهار"
رلى معوض
علاجات شافية لسرطانات الأطفال
علاجات شافية لسرطانات الأطفال
A+ A-

مع التقدم الحاصل البحوث ووسائل العلاج، تخطت نسبة النجاح والشفاء من بعض سرطانات الأطفال الـ90 في المئة بعدما كانت النتيجة لا تتجاوز في الستينات الـ 20 في المئة. أبرز هذه العلاجات، والذي شكل ثورة في علاج السرطان، هو العلاج المناعي اي استخدام الجسم لمحاربة السرطان، والذي يستفيد منه العديد من الاطفال الذين يعانون من سرطان الدم المزمن. عن هذه العلاجات وتلك التقليدية للسرطانات التي تصيب الاطفال حدثتنا الاختصاصية في أورام الدم والسرطان عند الاطفال البروفسورة سمر موقت. 

ابرز العلاجات الرئيسية التقليدية هي الجراحة والأشعة والعلاج الكيميائي. وغالباً ما يعطى العلاج الكيميائي للاورام الجامدة وسرطان الدم، ويتضمن زرع نقي العظم عند الحاجة. ويترافق العلاج الكيميائي أحياناً مع الجراحة أو مع الاشعة او مع الاثنين. وقالت البروفسورة موقت إن نسبة الشفاء من سرطان الدم اللوكيميا في مركز سرطان الاطفال في الجامعة الاميركية في بيروت تتعدى الـ 92 في المئة وهي تقارن بأفضل نسب العلاج عالميا.

وشددت على اهمية العلاجات المشخصنة، وهذا هو التوجه الحالي في العلاجات الحديثة، حيث لكل حالة علاجها الخاص: نفس نوع السرطان يداوى عند كل مريض بجرعات مختلفة من العلاج الكيميائي المختلف لنفس المرض، وذلك بحسب خصوصيات المرض وخصوصيات صحة كل طفل مريض وجسمه وتجاوبه مع العلاجات، وبحسب خصائصه الجينية وكذلك خصائص المرض الجينية. ولكن للعلاجات الكيميائية آثاراً جانبية كثيرة عند الاطفال، ابرزها خفض المناعة الذي يؤدي الى التهابات اكثر، وفقدان الشعر والشهية والشعور بالغثيان والألم، ومنها ما يضر بالقلب او الكلى او خسارة القدرة على الانجاب. ولكن لا تزال العلاجات الكيميائية ضرورية حالياً لمقاومة عدد أكبر عدد من السرطانات والتوصل الى شفائها على الرغم من مساوئها. وهي غالباً ما تعتمد لعلاج سرطانات الدم والأورام الجامدة في البطن وفي العظام والعضلات، وسرطان العين، واورام الدماغ والنخاع الشوكي، والليمفوما.

وهناك العلاج بالاشعة التي تقتل الخلايا السرطانية وتمنعها من التكاثر والمعاودة، ولكن للاشعة مساوئها الخاصة عند الاطفال، فالتعرض لها على الصدر يزيد الاصابة بسرطان الثدي في ما بعد عند الإناث، والاشعة على الرأس تؤثر في النمو ومستوى التطور الذهني، وعلى الغدد الهرمونية، لذلك من المستحسن الابتعاد عن العلاج بالاشعة، خصوصاً لدى الاطفال تحت عمر الثلاث سنوات.

ومن الانواع العلاجية أيضاً الجراحة، وتستخدم خصوصاً للاستئصال الكامل للاورام الجامدة. وتحدثت عن اهمية التخصص خصوصاً في استئصال اورام الساركوما التي تصيب العظام، حيث من الضروري جداً الابتعاد عن البتر كما كان يحصل سابقاً، والحفاظ على الاطراف ووظائفها من خلال اعتماد المفاصل الاصطناعية اذا دعت الحاجة.

وشددت ان طرق العلاج تطورت: "العلاج لا يتم بشكل منفرد بل بتعاون متعدد الاختصاصات ما بين طبيب الامراض والاورام السرطانية وطبيب الاشعة والباتولوجيا والجرّاح والاختصاصي بجراحة العظام وغيرهم من اصحاب الاختصاص والخبرات كل ما دعت الحاجة".

ومن ابرز العلاجات الحديثة العلاجات المهدفة، وهي قسمان، الأول منها يعتمد على مضادات للخلايا السرطانية حيث تضرب هذه الادوية الخلية السرطانية فقط دون تعريض الخلايا السليمة الاخرى المحيطة بها بالضرر، مما يقلل الاعراض الجانبية للعلاجات. والقسم الثاني منها يعتمد على العلاج المناعي اي مساعدة خلايا من نوع "تي" الموجودة في جسم الانسان، لفضح الخلايا السرطانية التي كانت تتخفى منها. هناك أنواع اخرى من العلاجات المناعية التي تقوي جهاز المناعة لدى الاطفال ليقضوا بنفسهم على المرض.

"هذه العلاجات متوافرة لأنواع قليلة ومحددة من سرطانات الاطفال، أبرزها سرطان الدم المزمن "اللوكيميا" ومرض بيركت ليمفوما ولكنها هي المستقبل، ومن المتوقع ان يزيد اعتمادها في علاج سرطانات اخرى، ولكن حالياً لا نزال نستعملها مع العلاجات الكيميائية وغيرها، لانها غير قادرة على قتل الخلايا السرطانية بشكل تام وحدها. ولذلك تستعمل مع العلاجات الاخرى. والتوجه المستقبلي هو للاستفادة اكثر من هذه العلاجات المناعية الحديثة التي لا تؤذي الخلايا السليمة، والتقليل من استخدام العلاجات الكيميائية وأعراضها الجانبية الكثيرة والمؤذية، للتوصل الى نسبة علاج أكبر بضرر أقل".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم