الليطاني بين حقائق أهل العلم المخيقة بالأرقام والوقائع ووعود أهل السياسة الزائفة

هي ليست المرة الأولى التي يتم فيها ردم نهر الليطاني، لابعاد السموم التي تنفثها مياهه الملوثة عن سكان البلدات على ضفافه.ففي آب الماضي، أقدم أهالي القرعون على ردم قناة الليطاني مما حرم مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لأسابيع من مياه الري. على ضفة بحيرة القرعون اعتصم الاهالي ونصبوا خيما استقبلوا فيها المتضامنين معهم من البلدات والقرى البقاعية ولم ينالوا سوى الوعود.بالامس ردم شباب من بر الياس، في اطار التحرك المدني #ما_بدي_الليطاني_يقتلني مجرى الليطاني عند محطة تكرير المياه المبتذلة لمدينة زحلة وجوارها، في خطوة تحذيرية ذلك انه بعد انفضاض اعتصامهم وقبل مغادرتهم فتحوا منفذا للمياه التي تكفلت بتوسيع مسار جريانها، متوعدين بان يرفعوا الساتر الترابي في المرة المقبلة ما لم يتم التجاوب مع مطالبهم، واولها تحرك النيابة العامة البيئية بحق المعامل التي ترمي نفاياتها الصناعية في النهر، وتشغيل محطة تكرير زحلة. وقبلها كانوا قد قطعوا الطريق الدولية لساعتين من الوقت ايضا في خطوة تحذيرية. والتحرك مستمر في خطواته التصعيدية الى ان يلمس اجراءات ميدانية ذلك انهم لن يكتفوا بالوعود.  من جهته، يقول رئيس بلدية بر الياس مواس عراجي "لم يعد بامكانكم ان تضحكوا علينا، لا حكومة، ولا وزير ولا نائب ولا مدير عام. نحن نموت من السرطان وسببه معروف تلوث الليطاني من المصانع. والادهى ان الماشية والدواجن في المزارع على ضفاف النهر ترتوي من مياهه، في منطقة البقاع الاوسط نشرب ونأكل ونتنفس سموما". ويضيف: "نحن لا نبالغ. سليمان الهندي وابنه توفيا بمرض السرطان واليوم ارملته مصابة بالسرطان". ويلفت عراجي الى انه الى جانب تشغيل محطة تكرير المياه المبتذلة لمدينة زحلة وجوارها، فان "الاجراء الاسرع هو تحرك النيابة العامة باتجاه المصانع التي ترمي نفاياتها الصناعية في النهر، سواء تلك التي لا تستخدم محطات التكرير لديها، او تلك التي تفتقر الى محطات تكرير. لأن السموم والمواد المسرطنة مصدرها المصانع". وعلى ما يبدو، فان أهالي بر الياس محقون في التشكيك بالوعود التي سمعوها في اليومين الماضيين. ذلك أنه استقصاءات "النهار" اظهرت ان كل كلام السياسيين عن تحريك النيابة العامة...