الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل فعلاً بات "تفاهم معراب" على شفير السقوط تحت وطأة ملف الكهرباء؟

المصدر: "النهار"
ابراهيم بيرم
ابراهيم بيرم
هل فعلاً بات "تفاهم معراب" على شفير السقوط تحت وطأة ملف الكهرباء؟
هل فعلاً بات "تفاهم معراب" على شفير السقوط تحت وطأة ملف الكهرباء؟
A+ A-

في الأيام القليلة المنصرمة سلطت أضواء قوية على موضوع مستقبل العلاقة بين معراب والرابية. وقد مضى بعض المراقبين بعيداً في الاستشراف الى حد الاستنتاج بأن "تفاهم معراب" الذي أبصر النور قبل عام ونيف قاب قوسين من الترنح والسقوط وذلك تحت وطأة الاعتراض الشرس لحزب "القوات اللبنانية" على ملف الكهرباء الذي أعده بعد طول انتطار وزير الطاقة الذي هو من "عظام رقبة" قيادة "التيار الوطني الحر". واللافت أن الاعتراض يأتي على خلفية أن شبهات فساد وسمسرة تحيط هذا الملف، مما أوحى وكأن القوات قد انتقلت الى الخندق المعادي للعهد الرئاسي. 

 واكثر من ذلك ذهب هذا البعض الى الاحتمالات القصوى، عندما شرع في التساؤل عن ماذا بعد هذا السقوط، وأي مشهد سياسي سيترتب عليه لاحقاً؟

أمر استسهال التكهن بدنو أجل التفاهمات والتحالفات السياسية عند أول منعطف أو أول تطور دراماتيكي يفرض نفسه ليس مستجداً على واقع الحياة السياسية اللبنانية، إذ إن تفاهم كنيسة مار مخايل والذي أبرم بين "التيار الوطني" و"حزب الله" أسقط مرات ومرات خلال الاعوام العشر التي تلت ولادته. ربما الأمر ليس بمفاجىء، فراصدو المسار السياسي العام استنتجوا بفعل التجارب ان التحالفات السياسية في لبنان هي ظرفية وعابرة لأنها تقوم على رمال متحركة أو على صفيح ساخن وما تلبث الا ان ينفرط عقدها ويعود طرفاها او اطرافها الى الطرف النقيض ويصير المتحالفون والمتفاهمون على قواسم مشتركة على طرف نقيض. وعليه أضحى الامر وكأنه سمة ظهرت خلال أعوام الحرب الاهلية ثم في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف ثم في مرحلة ما بعد الانسحاب السوري بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري (مثالها الابرز في سقوط التحالف الرباعي). فالتحولات وتبدل الحسابات وشعور الأطراف بأن هناك مراحل انتقالية يعاد فيها تشكل الاوضاع وموازين القوى كلها عوامل حالت دون ديمومة تفاهمٍ أو استمرار تحالفٍ وجعل الميوعة السياسية مظهراً غالباً.

 ولكن صمود تفاهم مار مخايل لنحو عقد من الزمن رغم اصطدامه بعقد متكررة، واستطراداً تمكن قطباه من تحقيق إنجازات موصوفة، شكّل ظاهرة غير مسبوقة في المشهد السياسي وأرسى أسس مدرسة جديدة في العمل السياسي.

 الأمر عينه ينطبق في رأي المسؤول عن التواصل الاعلامي في حزب "القوات" اللبنانية شارل جبور على "تفاهم #معراب" الوليد الأحدث في مخاض التفاهمات والتحالفات. وينطلق من ذلك في اتصال مع "النهار" ليخرج باستناج يبدو جازماً فحواه ان اي كلام يبشر بدنو سقوط هذا التفاهم تحت وطأة الخلاف المستجد على ملف الكهرباء "لا قيمة عملية له" وذلك لاعتبارات عدة ابرزها:

- اننا بلغنا مرحلة يمكننا معها القول إن التفاهمات السياسية التي هي من طبيعة استراتيجية وهو ما ينطبق على تفاهمنا مع "التيار الوطني الحر"، ولن تسقطها او تبددها خلافات وتباينات على ملفات ادارية وحياتية.

- لقد بلغ علم الجميع اننا كحزب قوات لبنانية قد اخذنا من زمن توجهاً راسخاً جوهره اننا لن نهادن او نساوم او ندخل في تسويات في مواضيع وملفات ادارية وحياتية واصلاحية، وهذا الامر سبق وطبقناه بحذافيره مع "تيار المستقبل" عندما بادرنا الى الاعتراض بشراسة على ملف تلزيم الميكانيك رغم ما يربطنا مع هذا التيار من علاقة تاريخية ونطبقه حالياً مع "التيار الوطني" لجهة اعتراضنا الذي يصل الى حد المواجهة لملف الكهرباء رغم التحالف الذي يربطنا معاً.

- صار جلياً عندنا وعند التيار أن "تفاهم معراب" الذي ساهم في طي صفحة الفراغ الرئاسي التي كانت لعامين ونصف عام، اي انه حقق انجازاً وطنياً لا يستهان به يتعين الحفاط عليه خصوصاً ونحن في غمار معركة اقرار قانون انتخاب جديد ينبغي ان يفتح الباب لاستعادة الشراكة الوطنية وفق ما نص عليه جوهر اتفاق الطائف وتلك مهمة كبرى بالنسبة لنا وللتيار.

 انطلاقاً مما سبق يقول جبور إن "تفاهم معراب" هو من طبيعة استراتيجية لن يسقطه اي خلاف او تباين حيال شأن عام، رغم أننا قررنا ان الملفات الحياتية شأن منفصل نتعاطى معها وفق الآليات والمعايير القانونية المرعية الاجراء ونحن لن نساوم او نهادن في شأنها تحت اي اعتبار .

 وفي كل الاحوال، وبعيداً من وجهة حزب #القوات_اللبنانية حيال تبعات ملف #الكهرباء وتداعياته، فالواضح ان القوات وجدت لنفسها خطاً سياسياً تعتقد انه يمنحها فرادة وتميزاً في المشهد العام ويقوم على اساس الاستعداد للدخول في اشتباكات دائرية في مجلس الوزراء حول اي ملف يدرك انه ملح وحساس ويشكل عنصر جذب وإثارة للرأي العام. ففي زمن غياب الشعارات الكبرى، يصير الشغل على ملفات من طبيعة حياتية وإصلاحية تشكل حضورا مدويا وتمايزاً وقضية بحد ذاتها.

 ولأن مثل الخلاف الحالي بين طرفي "تفاهم معراب" لا يفسد للود قضية وفق قول وزراء القوات بعد اجتماعهم الاخير، فغن معراب على ثقة بان التيار البرتقالي هو ايضاً ليس في وضع يشجعه على الانسحاب من التفاهم الحديث، وهو الذي سبق وتحمل نتائج بالغة السلبية ترتبت على خلافات حول ملفات مهمة مع شريكه الأخر في تفاهم مار مخايل اي "حزب الله"، ليس اقلها سير الحزب في خيار التمديدين لمجلس النواب لمراعاة حليفه الآخر اي الرئيس نبيه بري رغم الاعتراض الشرس للتيار على كلا الخيارين، وكذلك عدم سير الحزب جدياً في تبني مشاريع قوانين الانتخاب الثلاثة التي قدمها رئيس التيار الوزير جبران باسيل.

المضمون عينه استشهد به جبور في معرض كلامه ليؤكد ان للأمر سابقة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم