الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

صور... شاطئها الذهبي جعلها مقصداً لـ 500 ألف لبناني عام 2016!

المصدر: "النهار"
صور... شاطئها الذهبي جعلها مقصداً لـ 500 ألف لبناني عام 2016!
صور... شاطئها الذهبي جعلها مقصداً لـ 500 ألف لبناني عام 2016!
A+ A-

الاستقرار الأمني والهدوء النسبي -على الرغم من المناكفات السياسية وأزمة النفايات وحثِّ الدول العربية رعاياهم على تجنب المجيء إلى لبنان نظراً للأوضاع غير المستقرة- مكَّن اللبنانيين من الاستفادة من الموسم السياحي هذا الصيف. جهدُ وزارة السياحة بالتعاون مع البلديات أنعش مناطق عدَّة وجعلها مقصداً لكل راغبٍ في التعرف إلى بلده فنشطت الجولات السياحية الداخلية للأماكن الأثرية والقرى الريفية لمواطنين وجدوا أن بلدهم بات أكثر أماناً من عواصم أوروبية، فيما ساهمت المهرجانات التي عمَّت كافة المناطق في إعادة البهجة والحياة إلى قرى كانت طي النسيان.


نحتاج إلى رعاية دائمة

صور هي إحدى المدن التي استقطبت لبنانيين كثراً هذا الصيف، هذه المدينة التي تُعتبر من الأشهر عبر التاريخ للدور الذي لعبته في الحقبة الفينيقية وسيطرتها على التجارة، والقلعة البحرية الواقعة بمحاذاة الشاطئ الجنوبي الغربي للمدينة التي تطل على الساحل من ثلاث جهات الشرقية والغربية والشمالية.

جهدٌ كبير قامت به بلدية صور، ويرجع رئيسها المهندس حسن دبوق في اتصالٍ مع "النهار" السبب لعوامل متنوعة أبرزها "عامل الأمن والأمان حيث فعَّلنا العلاقة مع السلطات الأمنية لاستتباب الأمن في المنطقة، ثانياً من خلال إيلاء الاهتمام بالبنى التحتية التي تساعد قطاع الخدمات وتنشط حركة المطاعم. اجتماع هذين العاملين كان حافزاً لافتتاح 22 مطعماً على كورنيش الرئيس بري لم يكونوا موجودين سابقاً. إلى ذلك، هناك عوامل طبيعية من بينها شاطىء صور الرملي وهو أعرق شاطىء في لبنان، وقسمٌ من محمية صور الطبيعية. وهذا ما جعل من المدينة مقصداً للزوار من كافة المناطق اللبنانية وليس فقط لأهل الجنوب. نحن نسعى إلى تقديم صور بأبهى حُلَّة من خلال الاحتفالات والمهرجانات أبرزها مهرجانات صور الدولية بإشراف السيدة رندة بري. ولكننا لا نزال في حاجة إلى رعاية دائمة غبر موقتة من قبل وزارة السياحة".

500 ألف زائر خلال الموسم الصيفي

يلفت دبوق إلى أنَّ "شاطىء صور يرتاده من دون مبالغة ما يقرب من 400 إلى 500 ألف زائر خلال الموسم الصيفي من 15 أيار إلى 15 تشرين الأول. الموسم عام 2016 كان ذهبياً وعلى خير ما يرام. فإلى جانب المنتجعات السياحية هناك الشاطىء الشعبي الذي يضمُّ 46 كشكاً يتواجد فيه 18 منقذاً وحراس وعناصر من الشرطة، ونقاط إنعاش نتعاون من خلالها مع الصليب الأحمر اللبناني تتوافر جميع معدات الإنقاذ، إضافةً إلى إرشادات تطلب من الزوار الالتزام بها".

ماذا عن اليونيفل هل هناك إقبال منهم على المدينة؟ يجيب: "هذا مرتبط بالمقياس الأمني في البلد بشكل عام وليس بالمدينة فقط فإذا كانت الأوضاع مستقرة تكون صور أحد أبرز وجهاتهم، وغالباً ما يزورنا عناصر من الكتيبة الإيطالية والماليزية والكورية".


يشتكي زوار المدينة من أنَّ المواقف محدودة، فكيف تعلق على هذه الإشكالية؟ "صحيح، هناك أزمة مواقف لأنَّ المساحة محدودة فلا يمكننا أن نزيد من عددها أو ردم البحر، حالياً نعمل على تحسين الحال عبر إنشاء خدمة الباركميتر، كما أننا بصدد إستحداث موقف ننتظر موافقة اليونيسكو عليه وسيكون على مدخل المدينة".

في الشتاء هل يمكن أن تستفيد المدينة من السياحة أم أنها تقتصر على فصل الصيف؟ "السياحة مواسم، ما من سياحة طيلة 12 شهراً، هي تصل إلى ذروتها في فصل الصيف بسبب الفرص المدرسية والجامعية إضافةً إلى مجيء المغتربين من الخارج فصور من أكبر الأقضية التي لديها مغتربون في القارات كافة. وشتاءً طبعاً تقتصر السياحة على محبي الآثارات والمواقع الأثرية أو المطاعم والمقاهي".

الهدوء بعيداً من صخب الحياة

محبو النقاهة والسباحة، شكَّل منتجع Turquoise السياحي بوصلة لهم ودفعهم إلى زيارة مدينة القليلة في قضاء صور. هذا المنتجع الذي افتُتحَ عام 2012 يضمُّ مسابح ومطاعم وفندق خمس نجوم يسوده الهدوء لكل باحث عنه بعيداً من صخب الحياة، وكان عامل جذبٍ لمنطقة لم تتواجد على الخريطة السياحية الصيفية سابقاً. يخبر أحد مالكي منتجع Turquoise علاء عزالدين في حديث لـ"النهار" أنَّ "والده كان مغترباً في الكويت إلاَّ أنه طمح دوماً للعودة إلى لبنان والاستثمار فيه وأنا كذلك. درست في سويسرا إدارة الفنادق والسياحة ومن ثمَّ فكرنا أنا وشقيقي في تأسيس مشروع في مدينة صور، بحثنا عن فكرة ودرسنا اهتمامات الناس في المنطقة. بدأنا بميزانية معينة ولم نتوقع أننا سنصل إلى ما نحن عليه. بات هناك إقبال على منتجع Turquoise، ما أثار حماسة الناس لزيارة المدينة وأتاح لهم فرصة التجول فيها والتعرف إلى الآثار. حتى أنَّه شكل عامل استثمار حيث افتُتحت محال ومطاعم لم تكون موجودة. نحن نسعى إلى تطوير المنتجع وإضافة حوضي سباحة واحد منهم للصغار ومنتجع صحي في السنة المقبلة، إذ مع تقدم الأعوام يتحسَّن الموسم السياحي أكثر مقارنةً بالسنوات السابقة وبات الناس يتشجعون ويتحمسون للمجيء إلى المنطقة".


بيت ضيافة

أما محبو الهدوء والاستجمام في إطار بسيط شبه قروي بالقرب من البحر، قدمت لهم صور أيضاً هذا الخيار من خلال عقار قديم لفت انتباه السيد فيليب تابت فأبتاعه كمنزل له وبدأ ترميمه، وبعد مراقبته لمحيط المنزل خطرت في باله فكرة تحويله إلى فندق سُمِّيَ "دار ألما". يشرح تابت في اتصال مع "النهار" أنَّ "فكرة بناء الفندق وتحديثه بدأت عام 2012 لنفتتحه في آذار من العام 2015، حيث جرى الترميم من خلال مواد قديمة كانت متوافرة في منازل بمنطقتي مار مخايل والجميزة وأعدنا استخدامها. في البدء كان دار ألما لا يزال مجهولاً من قبل اللبنانيين الذي صنفته وزارة السياحة كبيت ضيافة لأنه يتكون من عشر غرف. وفي فترة قصيرة أي من حزيران 2015 شغل الفندق بنسبة 50%، وساعدتنا مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فايسبوك" و"انستاغرام" على الانتشار ليصبح الشغور في الفندق بنسبة 100% صيفاً، و50% شتاءً". 

نسأل تابت عن سر النجاح في استقطاب الناس في فترةٍ زمنية قصيرة؟ فيجيب: "بات اللبنانيون يولون اهتماماً للسياحة الداخلية وازدادوا فضولاً لاكتشاف مناطق كانت مجهولة بالنسبة إليهم، ومدنية صور لها سحر خاص لناحية شوارعها الضيقة ومنازلها الملونة. كما أنَّ أماكن مماثلة لم تكن متوافرة سابقاً إلاَّ أنَّ المستثمرين باتوا يولون أهمية أكثر لهذا المجال. وأصبح الناس يفضلون المبيت في فنادق صغيرة تقدم خدمة خاصة ومميزة لكل شخص وتتجاوب مع تطلعاتهم".


أثبت اللبنانيون من جديد أنَّ الحياة تليق بهم، وأنَّ الاستقرار الأمني يحثُّ أبناء المناطق المختلفة إلى اكتشاف بلدهم بدلاً من تحمُّل عناء السفر في ظل الهجمات الإرهابية التي تطال عواصم غربية.   


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم