السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"دعمكُن بيرجعلكن"... ماذا يخبر متطوعون عن تجربتهم في الصليب الأحمر؟

المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
"دعمكُن بيرجعلكن"... ماذا يخبر متطوعون عن تجربتهم في الصليب الأحمر؟
"دعمكُن بيرجعلكن"... ماذا يخبر متطوعون عن تجربتهم في الصليب الأحمر؟
A+ A-

يحتفل الصليب الأحمر والهلال الأحمر بـ "اليوم العالمي للصليب الأحمر" في 8 أيار من كل عام. ويمثل هذا التاريخ يوم مولد هنري دونان مؤسس ومطلق فكرة حركة الصليب الأحمر التي تضم 190 جمعية وطنية موجودة في 190 دولة، وما يربو على 20 مليون متطوع حول العالم. ويتخذ الصليب الأحمر اللبناني من هذا التاريخ موعداً ومناسبة لإطلاق الحملة المالية السنوية للجمعية التي تستمر طوال شهر أيار. هذا العطاء الذي لا يتوقَّف ساهم في تلبية مليون خدمة إنسانية عام 2016.  

مساندة ومناصرة الصليب الأحمر

"هذا العام رفع الصليب الأحمر اللبناني شعار "دعمكن بيرجعلكن" لأنَّ أي مساهمة أو دعم أو تبرع تترجمُ خدمة وعناية وإغاثة وتلبية في كل خدماته ونشاطاته من إسعاف وطوارىء ونقل دم وخدمات طبية واجتماعية وأنشطة وبرامج الناشئين والشباب وإدارة الكوارث وما إلى ذلك من بث ونشر مفاهيم ومعايير ومبادىء حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ونبذ العنف والسلام واحترام الآخر على كامل أرض لبنان"، وفق مدير الإعلام والعلاقات العامة في الصليب الأحمر اللبناني إياد المنذر في حديثه لـ"النهار".

هذه الحملة هي "مناسبة لمساندة ومناصرة الصليب الأحمر، وتشكِّل فرصة لكل شخص ومؤسسة يشعر أنّه يملك قدرة على دعم ومساعدة الصليب الأحمر اللبناني. في هذا الشهر ينتشر المتطوعون على الطرقات الموجودون في 32 فرعاً على كامل الأراضي اللبنانية في عطلة نهاية الأسبوع (جمعة، سبت، وأحد) على كامل أراضي لبنان لجمع التبرعات دعماً لاستمرار هذه الجمعية برسالتها وعطائها. ونعتمد على جهود وتضحيات 8 آلاف متطوع على كل أراضي لبنان لتلبية نداء كل محتاج وفق الإمكانيات والقدرات".


هل تشكل هذه الحملة مصدرَ دخل أساسي للصليب الأحمر؟ فيجيب: "لا نريد الحديث بالأرقام، بل جلّ هدفنا من التبرع يكمنُ في المناصرة، وكل إنسان بحسب قدرته. في النهاية، الصندوق موجود أمام الناس لمدِّ يد المساعدة، ولكنَّ التبرع ليس تعداداً بل محبة. وعلى الرغم من أنه لا يشكل نسبة كبيرة من موازنة الصليب الأحمر على مستوى لبنان ولكن كما يقول المثل الشعبي "البحصة بتسند خابية".

كيف يتفاعل الناس مع هذه الحملة؟ "لا ننظر إلى التجربة المالية بل إلى محبة الناس، التي تترجم إلى رضا وقبول واحترام يتمتع به الصليب الأحمر من كافة شرائح المجتمع. ونتطلع إلى احترام ومحبة الناس للصليب الأحمر اللبناني".

لهفة تجاه الآخر وحب المساعدة

جنودٌ يقفون خلف المهام الصعبة الإنسانية للصليب الأحمر اللبناني، نور ورزان فتاتان خاضتا تجربة التطوع، كل منهما في منطقة لبنانية بعيدة من الأخرى، لكنَّ العطاء والتضحية جمعتهما، فكيف تصفان وتختصران تجربتهما.

مرض والدة نور ورحيلها كانا الدافع الأساسي لها للتطوع في الصليب الأحمر اللبناني. تخبر "النهار" أنه "أثناء تعب والدتي وقف الصليب الأحمر إلى جانبنا، فتطوعت منذ 5 سنوات، من باب الوفاء لتعبهم معنا أثناء مرض والدتي. بطبيعتي أحب الأعمال التطوعية، وتطوعت في أماكن عدَّة ولكن لا شكَّ في أنَّ للتطوع مع الصليب الأحمر ميزة مختلفة. لا نتعلم فقط العمل من دون مقابل بل أن نكون مع الناس في لحظات الخطر، ننقذهم عوضاً من أن نتركهم لمصيرهم أو الموت. يتعلق الناس بنا ويصبح أملهم فينا، فنرى الأمل في عيونهم. ليس هناك أجملُ من رؤية عجوز يدعو لكِ، أو امرأة تساعدينها في لحظة الولادة لتكوني أول من يحمل الطفل بين يديه". وتضيف: "الصليب الأحمر قيمة مضافة في حياتي، التجربة تقوي الشخصية، وتعطي حافزاً للحياة. تدركين أنْ لا قيمة للمال، وأنَّ الوقت الذي تمضيه في التطوع على الرغم من أنه متعب ومرهق خصوصاً بين جامعتي وعملي وواجباتي المنزلية يصبح نوعاً من الإدمان، لا يمكنني التخلي عنه أقله في الوقت الحالي. ولا يمكنني أن أرى أحداً إلاَّ وأقترب منه وأساعده، فالتطوع مع الصليب الأحمر يولِّد لهفة تجاه الآخر وحب المساعدة، وينمي روح العائلة. ففي مراكزنا نشعر بأننا عائلة واحدة مجتمعة تضمُّ أناساً من شخصيات وخلفيات مختلفة ولكنَّ بمهمة واحدة تجمعهم ألا وهي مساعدة الناس. الصليب الأحمر بالنسبة إلي مقدس والعمل الذي يقومون به مقدس أيضاً، ومحظوظ من يمكنه ترك بصمة له في الصليب الأحمر".

عائلتنا الثانية

رزان بدورها تطوعت في الصليب الأحمر اللبناني بعد رؤيتها المتطوعين يقفون على الطرق في شهر أيار من كل عام، ما شكَّل حافزاً لها. تخبر "النهار" أنَّ "صديقاً متطوعاً أخبرني كم هو جميل أن تكوني فرداً من الصليب الأحمر، انتسبت وبدأت العمل، وبدأت أنتظر الخروج في مهمات، هذا الشعور الذي يسكنك حتى خارج ساعات الدوام. وعندما ترين أنَّ الناس معتمدون عليك ومرتاحون أكثر لوجودك فتشعرين بالثقة التي يعطيها إياك المريض وأهله، وبالفخر بأنك جزءٌ من المساعدة". بالنسبة إلى رزان فإنَّ "قرار مغادرتي الصليب الأحمر كان من أصعب القرارات التي اتخذتها، لأنك تشعرين بأنك عالقة فيها ولا يمكنك تركها. كما أنك تدركين قيمة الوقت لأنه في المهمات يجب أن تقومي بأمور عدة مع بعضها بطريقة سريعة، وقد تعلمنا القول: السرعة وعدم التسرع. ومساعدة الناس مهمة بالنسبة إليّ ومؤثرة جداً، ولدى مساعدة غيري أفرح وأشعر بالرغبة في المساعدة أكثر. ومع الصليب الأحمر لا تشعرين بالبُعد عن أهلك إذ يصبح الصليب الأحمر عائلتك الثانية، وتتقاسمين معهم كل شيء. وعلى الرغم من ابتعادي عن العمل التطوعي، إلاَّ أن هذا الحافز لا يزال في داخلي، وأقول لكل شخص يملك وقتاً أن ينتسب إلى الصليب الأحمر لأنَّ هذه التجربة تصنع شيئاً مميزاً في داخل كل منا".

"انشالله ما بتعوزونا" هي الجملة الوحيدة التي تسمعها من متطوعي الصليب الأحمر أثناء تبرعك، هم المستعدون دوماً لتلبية أي واجب إنساني وإنقاذ حياة من دون أي مقابل، فلنقف إلى جانبهم في هذا الشهر كدعمٍ لأنفسنا بشكلٍ غير مباشر، ففعلُ العطاء نموذج يقدمه الصليب الأحمر فلنبادلهُ إياه!


[email protected]

Twitter: @Salwabouchacra


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم