الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أيّ مستقبل لـ"داعش" بعد الموصل والرقة؟

المصدر: "النهار"
امين قمورية
أيّ مستقبل لـ"داعش" بعد الموصل والرقة؟
أيّ مستقبل لـ"داعش" بعد الموصل والرقة؟
A+ A-

عادة، تنتهي الحروب بمنتصر ومهزوم، المنتصر يعلن انتصاره والمهزوم يقرّ بهزيمته. وحدها الحرب على الارهاب تشذّ عن القاعدة التاريخية. وكأن هذه الحرب يراد لها ان تكون حربًا مستمرة او حربًا دائمة تتجدد.


أعلن أكثر من نصف العالم الحرب على تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن، التي خرج من رحمها "قاعدة الزرقاوي" في العراق، التي أنجبت بدورها #الدولة_الاسلامية، ثم جاءت "الذئاب المنفردة"، وزجّت جيوشًا وحاملات طائرات وأجهزة الامن وأحدث تقنيات التنصت والمطاردة في مقاتلة هؤلاء، بينما قوى التطرف لا تزال تنمو وتقاتل، تتبخر ثم تظهر اقوى من السابق، تخرج من مدينة وتضرب بشراسة في اخرى.


ومع اعلان واشنطن، صفرة البداية لمعركة تحرير الرقة من قبضة تنظيم ابو بكر #البغدادي بعد بدء العملية العسكرية على عقر دار التنظيم في الموصل العراقية، تحضر الاسئلة: هل بدأ العد العكسي للقضاء على الارهاب؟ هل طويت صفحة الحرب الدائمة لنشهد عالما جديدًا بلا إرهاب ولنرى دولا مستقرة وموحدة ومغايرة للدول التي شهدت الصراعات الطائفية التي غذت كل اشكال التطرف وصنعت لكل مكوّن من المكونات الوطنية في هذه الدول "داعشه" الخاص والمتطرفين ام ان ما رسم قد رسم، والمعركة الحالية ليست الا فصلا من فصول تتجدد في انتظار الآتي الاعظم؟


الحشود العسكرية تتدفق من كل حدب وصوب نحو الموصل والرقّة تحت شعار القضاء على الارهاب في أبرز معاقله. لكن لكل حشد قضيّته ومراميه . وتكاد التناقضات بين المحتشدين والتنافس على تصدر المواجهة ان تفجر صراعا بينها اشد هولا من الصراع مع المقاتلين المتمترسين في الداخل. فهل ينتظر من يسمّون انفسهم "مجاهدين" في جحورهم انبثاقا جديدا لمعادلة دموية تعيدهم إلى صدارة المشهد، لا سيما انه بالنسبة اليهم، خسارة الارض ليست هزيمة!


هذه الخشية مبررة لان المعركتين في الموصل والرقة تجريان وسط انشطار مذهبي وإتنيّ خطير يغذّيه تسابق خارجي على النفوذ وابتلاع ما بقي من العراق وسوريا. والوحدات المحتشدة هناك لا تحمل فقط السلاح بل ايضا المشاريع المتناقضة والمتعارضة.
وهنا يقدم موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركي 5 سيناريوات محتملة لمستقبل تنظيم "داعش" الإرهابي بعد خوض معركة الموصل ومعركة الرقة المرتقبة.


السيناريو الأول: اختفاء وعودة


ويستند هذا السيناريو على أن "داعش" في إمكانه إعادة تشكيل التنظيم من جديد لبسط النفوذ والسيطرة على مناطق أخرى، ويشبه كثيرًا مرحلة بداية التنظيم في 2014. ويُرجِع المحللون العسكريون الأسباب المؤدية إلى هذا السيناريو، إلى الحرب الأهلية المستمرة في سوريا، والنتائج المترتبة على هذه الحرب وهذا الصراع خلال السنوات المقبلة. كما يرون أن التعاون الحالي القائم بين الحكومة العراقية ، والقوات العسكرية المختلفة المكوّنة من الأكراد والسنّة، ربما لا تصمد خلال السنوات المقبلة وسط التغييرات السياسية، ما يجعل المناخ مهيأ لعودة التشكيلات الإرهابية مثل "داعش واخواته.


السيناريو الثاني: امتداد التنظيم


على مدار السنوات الماضية كوّن "داعش" تجمعات له في غرب أفريقيا وشمالها، وليبيا، واليمن، وأجزاء في سيناء المصرية. وفي ليبيا استقدم "داعش" مقاتلين من سوريا والعراق، بهدف توحيد واندماج المقاتلين تحت لواء الخلافة المزعومة. كما عمل التنظيم على ضمّ مقاتلين من تنظيمات إرهابية منفصلة لصفوفه مثل تنظيم "بوكو حرام"، بهدف إيجاد امتداد أكبر لفكر التنظيم الإرهابي في مناطق مختلفة بالعالم. ويطلق المراقبون على هذه الخطة استراتيجية "بقعة الحبر"، لأن كل فرع سيتسع مثل بقعة الحبر على ورق نشاف. ويعد هذا السيناريو صعبا حدوثه على أرض الواقع في مناطق مثل اليمن، وغرب أفريقيا، بينما يسهل حدوثه في الجزائر وليبيا. ولكن يرى المحللون أن إصرار "داعش" على تكوين خلافة والاستحواذ على مناطق أكثر، والرغبة في الانفراد في قيادة المشروع الإرهابي، يجعل كل الاحتمالات قائمة لتنفيذ عملية التحالف والتعاون مع الأعداء والمنافسين للتنظيم.


السيناريو الثالث: استمرار المقاتلين في سوريا والعراق


يشبه هذا الاحتمال حال حركة "طالبان" في أفغانستان بعد عام 2001، وحال تنظيم "القاعدة" بعد دخول القوات الأميركية إلى العراق، واستمرار مقاتلي "القاعدة" في العراق. ويعد هذا السيناريو هو الأقرب إلى الواقع عن الاحتمالين السابقين، نظرًا لأن القتال هو الخطوة التالية لعملية تأسيس التنظيم، بينما تصبح عملية توسع "داعش" وتمدده ، بعيدة كل البعد عن طبيعة التنظيمات الإرهابية المماثلة للتنظيم في ظروف التشكيل والتأسيس.
وربما يستمر مقاتلو "داعش" في العملية القتالية، التي تمنح عناصر التنظيم دعما شكليا، وتظهر رؤية جديدة مستمدة من الجبهات القتالية الصغيرة مثل "جبهة النصرة"، و"جبهة فتح الشام" في #سوريا.


السيناريو الرابع: اختفاء التنظيم


وماذا يحدث لو قرر المقاتلون في صفوف داعش التخلي عن التنظيم، أو الانتقال والتحرك لخلايا إرهابية بعيدة، ويصدق البعض أن فكرة الدفاع عن الخلافة المزعومة يؤدي إلى اتجاه معاكس عن الهدف المحدد للتنظيم، ليتعرض داعش لضربات عدة في أكثر من جهة، ولا يستطيع مواجهة كل الأهداف.
ويعد هذا السيناريو واردًا، لاعتماده على رصد تعاملات الحكومات مع مواطنيها الذين انضموا الى صفوف "داعش"، ومثال على ذلك عرضت الحكومة الدنماركية على الدنماركيين المنضمين إلى "داعش" العودة لوطنهم من دون محاسبة، ليفقد التنظيم العناصر القديمة الأساسية، ويتحول داعش لكيان منعزل لا يجذب الشباب الأوروبي للالتحاق به.


السيناريو الخامس: الذئاب المنفردة


وهذا السيناريو مرجح الحدوث أيضًا، وفي حالة مراجعة كل العمليات الإرهابية المنفردة لـ"الذئاب المنفردة"، نجد أن الأعداد في تزايد مثل هجمات كاليفورنيا، وسان برناردو، التي وقعت دون علم "داعش"، وأعلن منفّذو الهجمات انضمامهم للتنظيم وقتها.
ويتوقع المحللون أن المشهد يصبح كالتالي، انحسار "داعش" من مناطق السيطرة، مع انخفاض الترويج والدعاية الدائمة للتنظيم، واختفاء اسم التنظيم فترة من الوقت عن وسائل الإعلام، ولكن في الوقت نفسه تستمرّ الذئاب المنفردة في تنظيف هجمات فردية تثير مخاوف بعض الدول.


وهكذا فإن تحرير الموصل والرقة لا يعني بالضرورة حفلة الوداع الاخيرة للتنظيم، ولا يعني وأد الارهاب. فالخشية ان يكون السياق السياسي والامني الذي أحيا التطرف وأنعشه وسيّده على مناطق شاسعة، لا يزال هو هو، لا بل يجري امداده وتغذيته بكل المقويات والذرائع ليبقى على قيد الحياة، او ليخرج برداء آخر فور توافر الشروط والمناخات، وهي اصلا لا تزال صالحة وملائمة وما اكثرها، فما الذي تغير في العراق وسوريا وفي الاقليم حتى تسحب من المتطرفين والمتزمتين حججهم والذرائع؟ وهل القوى التي اسهمت بوجود المشكلة يمكن ان تكون هي صاحبة الحل او انها ستنقل الصراع من مرحلة الى اخرى، خدمة لغاياتها؟


البدايات الاميركية بعد وصول دونالد #ترامب وتصريحاته العنصرية السابقة، وغياب الحلول السياسية والتوافقات الدولية والاقليمية وخصوصا المحلية، كلها لا تبعث على الطمأنينة في هذا السياق الدرامي!


[email protected]
twiter:@amine_kam


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم