الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الجيش السوري يستعيد حي الفرافرة وسط حلب... غارات ودمار وقتلى تحت الانقاض

المصدر: "أ ف ب"
الجيش السوري يستعيد حي الفرافرة وسط حلب... غارات ودمار وقتلى تحت الانقاض
الجيش السوري يستعيد حي الفرافرة وسط حلب... غارات ودمار وقتلى تحت الانقاض
A+ A-

استعاد الجيش السوري اليوم حيا كان تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا منذ العام 2012، وفقا لما افاد مصدر عسكري، وذلك بعد ايام من حملة ضربات جوية مكثفة أوقعت العديد من القتلى، وأثارت استنكارا دوليا.


وتجددت الغارات على احياء المعارضة في حلب عصر اليوم، متسببة بمقتل 11 مدنيا على الاقل، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقد استهدفت غارة مبنى سكنيا في حي الشعار، موقعة عددا من القتلى، بينهم طفلة علقت بين ركام الطبقة الثانية.


وسيطرت قوات النظام اليوم على حي الفرافرة في المدينة القديمة في حلب، والذي كان تحت سيطرة الفصائل منذ صيف 2012. وقال مصدر عسكري في دمشق: "استعاد الجيش السيطرة بالكامل على حي الفرافرة الواقع شمال غرب قلعة حلب، بعد القضاء على اعداد من الارهابيين". واوضح ان استعادة الحي "تأتي استكمالا للعملية العسكرية التي تم اعلانها (الخميس)، والمتضمنة جانبا استطلاعيا وجويا ومدفعيا بريا".


من جهته، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "الحي يشكل احدى حارات المدينة القديمة في حلب"، لافتا الى ان "قوات النظام تمكنت من السيطرة على ابنية وشوارع ضيقة فقط". ويقع الحي، وفقا للمرصد، في منطقة تماس مع مناطق سيطرة المعارضة، مشيرا الى اشتباكات مستمرة في المنطقة.


ويعد هذا التقدم الاول للجيش داخل مدينة حلب، منذ اعلانه ليل الخميس بدء هجوم هدفه السيطرة على مناطق الفصائل التي يحاصرها منذ نحو شهرين. وتتعرض الاحياء الشرقية منذ الخميس لغارات جوية عنيفة يشنها الطيران السوري والروسي، واوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى.


طفلة بين الانقاض
بعدما كانت وتيرة الضربات خفت منذ ساعات الصباح، تجددت الغارات عصرا على احياء عدة شرق حلب، وفقا للمرصد، متسببة بمقتل 11 مدنيا على الاقل، ثمانية منهم في حي المشهد. وقد نفذ الطيران الحربي في شكل متزامن الغارات على احياء عدة، بينها حي الشعار، حيث تسببت بانهيار مبنى سكني وتكدس طبقاته فوق بعضها البعض، باستثناء الطبقة الارضية، وفقا لمراسل وكالة "فرانس برس"، وكانت عائلة بكاملها لا تزال تحت الانقاض. وشاهد اطراف فتاة عالقة بين ركام الطبقة الثانية من المبنى، قبل ان يعمل عناصر الدفاع المدني على سحبها.


وروى حالة الذهول التي اصابت والدها الذي كان موجودا خارج المنزل عند مجيئه ورؤية جثة ابنته المخضبة بالدماء، والبالغة خمسة اعوام. وقال انه اصر على عناقها، ورفض تسليمها الى الدفاع المدني، مرددا على مسامعهم: "انها نائمة. انا اعرفها. انها معتادة على النوم في شكل مماثل".
وتسببت الغارات منذ ليل الخميس حتى صباح اليوم على الاحياء الشرقية بمقتل 150 شخصا، غالبيتهم الساحقة من المدنيين، وفقا للمرصد.


ويعيش 250 الف شخص في شرق حلب تحت وطأة الغارات، في ظل ظروف انسانية صعبة، مع ارتفاع اسعار المواد الغذائية الرئيسية، وندرة معظمها من الاسواق. كذلك، تبذل المستشفيات العاملة اقصى طاقاتها لاسعاف مئات المصابين، في ظل نقص في الطاقم الطبي والمعدات واكياس الدم.


وحذرت "منظمة الصحة العالمية" اليوم من ان المرافق الصحية في شرق حلب على وشك "التدمير الكامل".وقالت متحدثة باسم المنظمة في جنيف: "خلال عطلة نهاية الاسبوع وحدها، اصيب اكثر من 200 شخص بجروح، ونقلوا الى مرافق صحية تعاني نقصا في طواقمها". وطالبت بفتح "طريق انساني فورا لاجلاء المرضى والجرحى من القسم الشرقي من المدينة".
هجمات "غير مقبولة
وتثير الحملة الجوية الكثيفة على شرق حلب تنديدا دوليا. واعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن استخدام أسلحة قادرة على الوصول إلى ملاجئ السكان تحت الأرض قد يرقى إلى "جريمة حرب".


واعتبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم، على هامش اجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الاوروبي في براتيسلافا ان "الهجمات المرعبة على حلب ليست مقبولة اخلاقيا على الاطلاق، وتشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي". وقال: "اضم صوتي الى دعوات المجموعة الدولية لروسيا، كي تبذل جهودا ذات صدقية، بهدف اعادة العمل باتفاق وقف الاعمال القتالية، والافساح في المجال امام وصول المساعدة الانسانية الى حلب، وتأمين الظروف اللازمة لاستئناف المحادثات برعاية الامم المتحدة".


واسفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل تجاه ما وصفته بـ"خطوة كبيرة الى الوراء في الايام الاخيرة" في شرق حلب، منتقدة العنف "الوحشي للغاية" الذي قالت انه "موجه بوضوح ضد السكان المدنيين". وقالت: "من الواضح ان على نظام الاسد وروسيا اتخاذ مبادرة لاعطاء فرصة جديدة لوقف اطلاق النار و(ادخال) المساعدات الانسانية".


وكان الكرملين ندد الاثنين بالاتهامات التي وجهها الغربيون الى موسكو على خلفية الغارات على حلب. وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف ان الوضع في سوريا "معقد في شكل استثنائي".


على جبهة اخرى، قتل 12 مدنيا، بينهم 5 اطفال وامرأتان، خلال الساعات الـ24 الاخيرة من جراء اطلاق حرس الحدود الاتراك الرصاص عليهم اثناء محاولتهم العبور من ثلاث نقاط في سوريا الى تركيا، وفقا لما ذكر المرصد اليوم.
وتنفي تركيا باستمرار فتح قواتها النار على المدنيين الذين يحاولون دخولها من سوريا. وتؤكد ان ابوابها مشرعة دائما امام السوريين الهاربين من المعارك.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم