الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الميناء تستنفر دعما لابنتها لين الحايك في The voice kids

المصدر: "النهار"
طرابلس - رولا حميد
الميناء تستنفر دعما لابنتها لين الحايك في The voice kids
الميناء تستنفر دعما لابنتها لين الحايك في The voice kids
A+ A-

حركة ناشطة وحملة تعبئة في الميناء- ثالث مدن الفيحاء مع طرابلس والبداوي - دعماً لابنة المدينة لين الحايك- ١٢عاما - التي تخوض المسابقة النهائية في برنامج أحلى صوت Voice Kids


في مواجهة خمسة مشتركين بينهم اللبناني غدي بشارة.


هي غائبة، ووالداها ليسا على السمع. العائلة منهمكة بالاستعدادات للمسابقة الأخيرة، وهي ممنوعة من الظهور، والتحدث وفق العقد الذي تفرضه شروط المسابقة. وهي تلميذة المدرسة الوطنية الأرثوذكسية-مار الياس- في الميناء، حيث تعمل والدتها كريستيان، ووالدها نقولا كمدرسين. ولأنها بحاجة للخضوع لترتيبات المسابقة خارج منطقة سكنها، منحها مدير المدرسة جهاد حيدر، ومنح والدتَها أيضا، إجازة محسوبة، لأن "الواجب أن نشجع ابناء المدينة على النجاح والفوز"، كما قال.


لكن من لا يعرف لين الحايك في مدينتها الميناء؟ يكاد يعرفها كل الناس قبل ظهورها على الشاشة. فقد كانت نجمة الأنشطة المدرسية من حفلات تخرج ومسابقات، وخارج المدرسة، نشطت في المناسبات الاجتماعية والثقافية والدينية، وتترك حضورا واسعا يعرفه كثيرون من أبناء المدينة.


أول محطة توقُف للسؤال عنها كانت عند الميكانيكي ألبر توما، الذي ما إن يسمع السؤال عنها حتى يبدأ بسرد سلالتها من الألف للياء، هي من عائلات جمعت حب الفن منذ الصغر، والدتها من آل القطريب، وجدتها فاديا من آل بندلي. عائلتان يوم تزاوج اثنان من ابنائهما أواسط القرن الماضي، اثمر زواجهما أحد أهم التجمعات الفنية الموسيقية وأكبرها عددا، وهي عائلة بندلي التي تجمع ما يزيد على أحد عشر فنانا وفنانة.


وفي الشارع، كثيرون يعرفونها، خصوصا منهم من انتسب أحد ابنائه أو أشقائه للمدرسة. المهندس غسان بكري صاحب محترف لتصنيع مصغرات السفن قال: عام ٢٠١١، حضرت حفل تخرج شقيقي في مار الياس، وفي كل حفل تخرج، أو مسابقة، تحضر لين لتقدم باقة من الأغاني، وغالبا من نتاج العائلة، فغنت لسلوى قطريب "شو في خلف البحر خبريات"، وأخرى لفيروز. وأذكر أنها أذهلت الحاضرين"، كما قال بكري، وكانت يومها في الثامنة من العمر.


وتقول معلمتها ليلى سابا أنها طالما شاركت في احتفالات المدرسة وكانت مميزة، كما كانت متفوقة في الدراسة دائما: "لا تقل علامتها في صفي في الرياضيات عن ال٥٠\\٦٠، وكذلك في بقية المواد مثلما تخبرني معلماتها عنها". مع العلم أنها في الصف السابع، بحسب ما يفيد أحد طلاب المدرسة.


سابا لفتت إلى مشاركة لين في مسرحية فخر الدين للرحابنة، ولعبت دور فيروز، وكانت تتدخل مع الفريق عندما يخرج أحد أفراده عن الإيقاع، وتعيده للأداء الأسلم. وكل سنة زادت براعتها، وتألقها، وبحسب معرفتي بها، فهي لا تترك فرصة دون أن تغني، إن في البيت أم في المدرسة. لكنها في البيت، كما قيل لي، لا تتوقف عن الغناء.


كيف وصلت للمشاركة في البرنامج، يتذكر مدير المدرسة جهاد حيدر أنها "كانت تشارك في أحد كولونيات الأطفال أكثر من مرة في السنتين والثلاث الماضية، وكان يطلب منها الغناء، وكانت تبرع به، فاقترح القيمون على الكولونيات مشاركتها، ودلوها على الطريق للمشاركة".


الحملة


تعيش الميناء حالة استنفار دعما لطفلتها لين. ترتفع في أحيائها الرئيسية لافتات التأييد لها، وتقول واحدة: "كلنا رح نصوتلك" مع صورتها وشعار البرنامج. كما تبرعت البلدية بعدد من البانويات الكبيرة التي تحمل صورتها، وتعطي الإرشادات لكيفية التصويت لها، وتشجع المواطنين على ذلك، ووصلت الحملة إلى خارج المدينة حيث ظهر بانو في محلة البحصاص على طريق عام طرابلس- بيروت.


كما بادر عدد من المعلمات والطلاب إلى جمع التبرعات لتغطية نفقات تحضير صورها، وكذلك حملة التصويت خصوصا انها "كانت مرتفعة في بداية التصويت"، كما قال أحد طلاب المدرسة، مردفا أن "التسعيرة عادت إلى التسعيرة العادية حاليا".


وعلقت صور مجسمة لها عالياً على جدران المدرسة من الجهتين الشرقية والغربية، ونظم طلاب المدرسة ومعلموها ومعلماتها، بالإضافة إلى زملاء لها من خارج المدرسة، حملة ترويج للتصويت لها، فشكلوا فرقا انتشرت في نقاط الميناء الحساسة، ووزعت صورها بأحجام مختلفة، مع طريقة توضيحية للتصويت لها، وشوهدت صورها مرفوعة على زجاج العديد من السيارات.


الأديب جان توما- استاذ سابق في المدرسة - علق على تجربته مع لين بقوله: "لين الحايك الآتية من المدينة البحرية ميناء طرابلس والمتلالئة بصوتها المالح إلى حدّ العذوبة، ليست غريبة عن الإيقاع الموسيقي، فهي سليلة الطرب الأصيل عند أنسبائها آل القطريب وآل بندلي وآل لحود، ولعلّها استطاعت أن تجمع أبناء مدينتها حولها بمودّة، فخرجوا صادقين مؤيدين لعفوية حضورها، ولرقّة إحساسها. صوت لين الحايك حاكته الموهبة، وأبدعه لين الأوتار الذهبية".


ليست لين وحدها بارعة بالفن في العائلة، فقد "مثّل شقيقها جورج لبنان في مهرجان للأطفال العرب منذ خمس سنوات، وهو اليوم طالب جامعي، كما ان لشقيقتها ريم صوت وأداء جميل مثل صوتها"، بحسب ما لاحظ حيدر.


الكل منهمك بمسابقة لين، والحديث يكاد يقتصر عليها، بانتظار يوم السبت المقبل حيث تنحبس الأنفاس تهيبا للنتيجة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم