الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مكب برج حمود الى الواجهة... غموض وأسئلة

المصدر: "النهار"
محمد نمر
مكب برج حمود الى الواجهة... غموض وأسئلة
مكب برج حمود الى الواجهة... غموض وأسئلة
A+ A-

لا تزال خطة وزير الزراعة أكرم شهيّب لحلّ أزمة #النفايات على الأوراق وبين جدران مجلس الوزراء واللجنة الاستشارية، أما المناطق المستهدفة كعكار، المصنع، برج حمود ورأس العين لم يصلها أي دراسة أو معطيات توضح تفاصيل المشروع المنوي القيام به، ما دفع البعض إلى الاسراع في الاعتراض كبلدية مجدل عنجر التي رفضت اقامة مطمر في منطقة المصنع "مهما كلف الأمر".


بلدية #برج_حمود سمعت بالخطة عبر وسائل الاعلام ولم تصلها أي وثيقة أو معطيات في شأن المكبّ هناك، بل سمعت بالمقرّر الآتي على لسان شهيّب: "استكمال دراسة استخدام مكبّ برج حمود في المرحلة المقبلة في إطار خطة تأهيله بما يخدم إنماء المنطقة وفق الدراسات، التي تعدّ لهذه الغاية مع البلدية والجهات المعنية". وليس لدى رئيس البلدية انترانيك مسرليان أي أجوبة في هذا الأمر، ويسأل: "ماذا يعني استخدام المكبّ؟ وبماذا؟ هل من أجل رمي النفايات فيه أو المعمل؟" ويقول لـ"النهار": "ليس لدينا أي رأي حالياً بالموضوع. ونواب المنطقة مع المجلس البلدي سيدرسون القضية وبعدها نعطي قرارنا".



أما في شأن إعادة فتح المكبّ، فشدد مسرليان على أن "ذلك سيتسبب في مشكلة ولولا ذلك لما اتّخذ القرار بإقفاله في العام 1997، ولم تصلنا أيّ معطيات أو تفاصيل عن خطتهم تجاه المكبّ، وسندرس الموضوع ونعطي موقفنا". ويذكّر بأن "المكبّ لا يزال يشكل الضرر على الناس والجبل مخيف ومن المفترض التقليل من حجمه".



مسودة مشروع برج حمود
الخطة في شكل عام جيّدة طالما أن نتائجها واضحة على المدى القصير والبعيد، لكن يبقى الخوف من التزام الدولة في تطبيق الخطة. وبالنسبة إلى برج حمود فلا يزال الاقتراح المتعلق بها غير متوافق عليه في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، واتخذ القرار باستكمال الدراسة في شأنه، بحسب ما أكدت مصادر من داخل اللجنة الاستشارية لـ"النهار". وتضمّنت مسودة الاقتراح: "اعتماد مواقع عدّة تنقل اليها النفايات المنتجة في منطقة الخدمات التي تتولاها مجموعة "افيردا" حالياً (حوالي 3,250 طن يومياً)، وتشكل هذه المرحلة الانتقالية فرصة لمعالجة بعض المواقع المشوهة بيئياً اصلاً والاستفادة منها في المساهمة في الحلول المقترحة في المرحلة الانتقالية"، ومن هذا المنطلق جاء في اقتراح اللجنة الآتي:



- "يتخذ مجلس الوزراء قرارًا في الجلسة التي ستخصص لمعالجة أزمة النفايات يتضمن عناصر الخطة بما فيها تأهيل مكتب برج حمود.
- خلال الأشهر الستة الأولى من المرحلة الانتقالية يبدأ العمل بإنشاء حاجز بحري لحماية المنطقة المجاورة للعمل، ويبدأ فرز جبل النفايات واستحداث خلية صحية لاستيعاب المواد المفروزة من الجبل والمراد طمرها في الخلية الصحية، إضافة الى البدء بردم المساحة المائية المستحدثة بالمواد المناسبة المستخرجة من الجبل.
- بعد الأشهر الستة الأولى تبدأ الخلية الصحية المستحدثة باستيعاب قسم من النفايات المنتجة من منطقة برج حمود وجوارها، وذلك كمساهمة في الحل خلال هذه المرحلة الانتقالية علماً ان استقبال النفايات من خارج جبل النفايات محصور بمدة زمنية لا تتعدى 12 شهرًا وبكمية إجمالية لا تتعدّى الـ 350 ألف طن خلال هذه الفترة.


- يستكمل مشروع تأهيل الموقع بعد انتهاء فترة استقبال الخلية الصحية للنفايات من خارج الموقع".



أما نتائج عملية التأهيل فستكون "ازالة جبل النفايات وتأثيره السلبي على البيئة والصحة العامة. اكتساب مساحة أرض جديدة. اكتساب رقعة خضراء فوق الخلية الصحية والى جانبها حديقة عامّة للبلدية. اكتساب حوافز للبلديات المحيطة بالموقع وخاصة بلدية برج حمود وذلك تطبيقاً للقانون رقم 280/ 2014. يمكن الاستفادة من هذا المشروع لاطلاق دينامية للبدء بمشروع "لينور". تحسين مقارنة استخدام الاراضي في الواجهة البحرية لمنطقة برج حمود مما يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية". وبالتالي فإن الاقتراح لا يعني نقل أي نفايات إلى المكبّ إلا بعد 6 أشهر من بدء الخطة وذلك بعد استحداث الخلية الصحية لطمر النفايات الموجودة في المكبّ.



7 أيام في الناعمة لا تكفي؟
اعادة فتح #مطمر_الناعمة لسبعة ايام كانت كفيلة بتأكيد نظرية الخبير جاسم عجاقة الذي يقول لـ"النهار": "ليس هناك من حلّ آخر، سوى إعادة فتح المطمر إلى حين تجهيز المعامل والمطامر وعلى الاقل يجب فتحه ثلاثة أشهر، واليوم هناك نحو 120 ألف طن من النفايات تقريبًا في بيروت، وسيتمّ نقلها إلى الناعمة وقد يكون إغلاق المطمر محاولة من الذين أغلقوه للاحتجاج على طمر النفايات بشكل عشوائي".



وفي العودة إلى برج حمود، فيذكّر عجاقة بأن "المطمر تطمر فيه النفايات بطريقة صحية معينة، أما المكبّ فتكون فيه النفايات فوق الأرض ومن المفترض ألا يكون المكبّ مكاناً للنفايات لمدة طويلة، بل توضع فيه استعداداً إلى توزيعها أكان نحو إعادة التدوير أو التسبيخ أو الطمر". ويسأل: "ماذا يعني إعادة تأهيل مكبّ برج حمود، هل سيقتصر استخدامه على عملية التسبيخ أو الفرز أيضاً؟ لا تزال الأمور ضبابية وغير واضحة بعد".
ويصف عجاقة حال مكبّ برج حمود بـ"التعيس جداً، ومن المعيب ما يحصل هناك، روائح كريهة وانبعاثات"، وأعرب عن تخوّفه من "رمي النفايات التي وضعت في نهر بيروت في المكبّ بحجّة أن عملية نقلها تحتاج وقتاً، ولا بد من رفعها قبل الأمطار"، وأضاف: "إذا كان السيناريو على هذا النحو فمن المفترض أن توضع النفايات في شكل موقت إلى حين المعالجة واعادة ارسالها إلى الطمر".



ما مصير النفايات؟



ويلفت إلى أن "تأهيل المكبّ لتتم فيه المعالجة قد يحتاج إلى اشهر، كما أن المعامل التي ستولد الطاقة تحتاج على الاقل إلى 6 اشهر، والسؤال الأساسي: ما مصير النفايات خلال هذه الفترة؟ لهذا أتخوّف من استخدام برج حمود كمكبّ من دون معالجة النفايات، فلا بد أولاً من معالجة الجبل الحالي لأنه لا يسع المزيد من النفايات وإلا سنشهد مجزرة بيئية".



ويقول: "إذا كان الهدف من المكبّ هو فقط لتسبيخ النفايات، فالآلات جاهزة لذلك وقد يأتون بأخرى حديثة، أما اذا احتاجوه لعمليات أخرى كالفرز الصناعي فيجب الاطلاع على وضع المكبّ لأنه لم يعمل منذ أكثر من 15 سنة"، لافتاً إلى أن "المنطقة المائية القريبة من المكبّ تخلو من النباتات والاسماك بسبب  رواسب النفايات في المياه، فضلاً عن انبعاثات الغاز وهذا سيشكل خطراً ليس على برج حمود فحسب بل على الرياح التي قد توصله إلى بيروت".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم