الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نهر العاصي وجهة سياحية مميزة

المصدر: بعلبك – من وسام اسماعيل:
نهر العاصي وجهة سياحية مميزة
نهر العاصي وجهة سياحية مميزة
A+ A-

لدى الفيلسوف الالماني فريدريش شيلر قول مشهور "ان الانسان القديم - آخذاً مثالاً الإغريق - لم يكن في حاجة الى التعبير عن شغفه بالطبيعة عبر الشعر او الفن لأنها كانت تحيط به كليا في حين ان الانسان في العصر الحديث اصبح في حاجة الى التعبير للتعويض عن الطبيعة التي يفتقدها محيطه"غير ان كلام شلير لا ينطبق مع اهالي مدينة الهرمل التي يمتد مداها الطبيعي ضمن سفوح السلسلة الغربية.


حين يؤتى على ذكر الهرمل، فإن الذهن يستدعي بداهة نهر العاصي وانسياب مياها لغزيرة والنقية والشلالات العديدة التي يزخر بها مجراه والمقاهي والمطاعم وأندية الرياضة المائية التي تمتد على طول ضفتيه مندون ان يدركوا ان الصعود داخل الأودية الخلابة حتى أعالي جرود الأودية والسّوَح ومرجحين وجباب الحمر وعميريوغابة الأرز في منطقة السويسة طبيعة ساحرة وفريدة باتت مقصد اًلرواد المشيفي الطبيعة والسياحة البيئية، ولانها وهذا هو الاهم منفس طبيعي من صخب المدن والعيش مباشرة في الطبيعة للتعرف الى نباتاتها فلا باطون مسلح ولا هاتف خلوي ولا ضوضاء بل طبيعة بكر وهدوء مطلق مع نسمات منعشة وباردة.


لم تعد السياحة البيئية هدفا في حد ذاتها في الهرمل بل باتت وسيلة للمساهمة في التنمية في المدينة حيث تكفل التنمية السياحية استغلال المقومات والإمكانات المتوافرة، وتساهم من خلال ذلك في زيادة الدخل وتنويع الانتاج وإثراء التراث والثقافة، وربط المواطن بمجتمعه وبيئته وثقافته وتعزز انتماءه لوطنه.


لذا أخذت البلدية على عاتقها، الى الهيئات الاهلية والمحلية والمدنية، مسؤولية النهوض بهذا القطاع وتطويره وتوفير المزايا والحوافز له من خلال توظيف البيئة من حولهم والتي لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعي الى الخلل لتمثل نمطا من أنماط السياحة التى يلجأ إليها الفرد للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية فتعددت الجمعيات والنوادي التي تعنى بتنظيم رحلات المشي في الطبيعة،ويستغرق بعضها وقتا يلامس 12 ساعة حيث يتم المرور بالقرنة السوداء عبر جبل المكمل وصولا الى الأرز وتكون هذه الرحلة من اطول الرحلات.


خيمة من شعر الماعز او كوخ حجري في احد مشروعي السياحة البيئية في منطقتي "عميرة " و" السوح " و " البويب" في جرد الهرمل شرق جبل المكمل والقرنة السوداءعلى ارتفاع يراوح بين 1500 متر و3089 متراضمن مشاريع عفوية بيئية دون المساس بالبيئة ونباتاتها البرية ومن ضمنها منتجع LazzabEcolodge ضمن غابة تُعدّ من أكبر غابات اللزاب في العالم خصوصا المعمرة منها الذي أنشئه الزميل بومدين الساحلي وحسين دندش في العام 2003 للابتعاد عن صخب المدينة وفيه:تسلق الجبال، النزول على الحبال، دراجات هوائية، التخييم،سهرات النار، مأكولات محلية بيئية، وغرف نوم طين مريحة تحتوي بداخلها على حمام خاص ومجهزة بمياه ساخنة ومُنارة بواسطة الطاقة الهوائية.


من الجرود الى نهر العاصي نشاط رياضي سياحي آخر، فخصوصية نهر العاصي وغزارة مياهه سمحت بممارسة رياضة التجذيف المائي الجماعي الـ Rafting طوال السنة بالاضافة الى رياضات الكانوي –كاياك؛ التجذيف المائي المنفرد على مركب مطاطي خاص مع جميع التجهيزات اللازمة ومتطلباتالسلامة كالملابس الخاصة، الخوذة،وسترة الانقاذ فضلاً عن المجاذيف ذات الوزن الخفيف التي يحركها المشاركون الذين يراوح عددهم في القارب الواحد بين الاثنين والسبعة تحت قيادة مدرب يرشدهم الى كيفية التجذيف والاتجاهات التي سيسلكونها لينطلقوا بعد ذلك مسافة 7 كلم خلال ساعتين من الوقت من التشويق والإثارة وتمر في شلالات يراوح ارتفاعها بين متر وثمانية امتار وأهمها شلالات الدردارة وعند نقطة نهاية الرحلة توجد وسيلة نقل جاهزة للعودة الى نقطة الانطلاقوتبلغ تكلفة هذا النشاط الرياضي25 دولاراً للشخص الواحد.


عاملان فريدان جعلا من نهر العاصي النهر الأول في الشرق الأوسط لممارسة رياضات مائية وهي غزارة مياهه وطبيعة مجراه، اضافة الى تدفقه الدائم ونقائه ووجود شلالات داخل المجرى تمنح رياضة (الرافتينغ – الكانوي- كاياك) متعة إضافية. لذلك وقع الاختيار عليه عام 2003 من الاتحاد الدولي لإنشاء مركز تدريب ونادي الرافتينغ الذي أطلق عليه اسم Sport Nature بعدماكُشف عليه بداية التسعينيات من اول منتخب اولمبي لرياضة الـ Raftingوهذا ما شجع على نوع من السياحة البيئية في منطقة الهرمل وقد ازدادت أعداد تلك المشاريع الرياضية المائية في يومنا الحالي لتصبح سبعة نوادٍ خاصة بهذه الرياضة كمبادرات فردية وذلك في محاولة لإحتواء كمية السياح الذين يتوافدون إلى المنطقة على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم والتي تتزايد أعدادهم سنة بعد اخرى.


امتداد ليس عاديا بل غابات كبيرة من انواع الأشجار الحرجية كالصنوبر واللزاب والشربين والأرز وغيرها تشير الى غنى الطبيعة في هذه المنطقة الجردية وتجذيف مائي جماعي على مركب مطاطي والمغامرة مع تيارات نهر العاصيتستلزم جهود المعنيين للعمل على مجموعة من الخطوات الأساسية التي تدعم هذا التوجهلتؤسس لمرحلة جديدة في تطوير السياحة البيئية التي يجهد أبناء الهرمل من اجل إطلاقها والإبقاء عليها.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم