الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عقيد درزي منشق لـ"النهار": النظام سيتخلّى عن السويداء ولا أحد يُعلّمنا كيف نمارس ديننا

المصدر: "النهار"
محمد نمر
عقيد درزي منشق لـ"النهار": النظام سيتخلّى عن السويداء ولا أحد يُعلّمنا كيف نمارس ديننا
عقيد درزي منشق لـ"النهار": النظام سيتخلّى عن السويداء ولا أحد يُعلّمنا كيف نمارس ديننا
A+ A-

ارتفع حجم الاستغلال السياسي في لبنان لحال الدروز في سوريا، وكثر الغيارى على طائفة لم يشهد التاريخ أنها خسرت الكثير من المعارك. في الوقائع، هدأت الأوضاع في إدلب بعد تدخّل حركة "أحرار الشام" وحلّ الاشكال الذي أدى إلى جريمة افتعلتها "جبهة النصرة". اما في السويداء فالأجواء مختلفة، حيث يعيش الدروز تحت مظلّة القمع الأسدية، ويواجهون التمدّد الداعشي من شرق المحافظة، فيما تبقى الاشتباكات التي تقودها "الجبهة الجنوبية" مقتصرة على السيطرة على القواعد العسكرية، ليصبح الدروز هناك بين فكّي النظام السوري و"داعش".


مروان الحمد عقيد درزيّ، انشق عن النظام في 12 - 8 - 2012، شكّل "المجلس العسكري الثوريّ" في السويداء، وبسبب غياب الدعم استقال وواصل نشاطه مع "الجبهة الجنوبية". هو حالياً في الأردن وعلى تواصل مباشر مع قيادات "الجبهة"، وحينما تستدعي الامور تواجده في الميدان سيعود ببندقيته.
الحمد كان رئيس قسم الوثائق والشيفرة في الفيلق الأول بالجيش السوري النظامي، وهو على اطلاع بحال الدروز في السويداء التي أصبحت برأيه "بين الثوار وداعش". ويقول: "إنها جزء من سوريا والجبهة الجنوبية، واي خطر عليها يعني الخطر على الوطن، واليوم يتمثل الخطر عليها بـ"داعش" والنظام".


النظام و"داعش" والمعارضة
يحاول تنظيم "داعش" التقدّم من ناحية شرق السويداء، ويوضح الحمد: "بعد سيطرة تنظيم الدولة على تدمر والبادية السورية وصل إلى حدود التنف ومنطقة القصر، وبات الخطر واضحاً على السويداء من ناحية الشرق، بل ضربوا أحد المنازل في قرية الحفص في السويداء، لكن الأهالي (الدروز) واجهوا التنظيم وعطّلوا تقدّمه، ليبقى تواجد "داعش" في منطقة القصر".


النظام يخنق الدروز في السويداء ويمنع أي معارضة من الظهور، فالمحافظة لا تزال تحت سيطرته، أما "الجبهة الجنوبية" فإنها تريد ضرب الأهداف العسكرية فقط، ويوضح الحمد أن "تقدم الثوار من درعا يقتصر على ضرب القواعد العسكرية المتواجدة في المنطقة الشرقية من درعا، والتي تعتبر أيضاً الغربية بالنسبة إلى السويداء، ففي هذه القواعد (منها الثعلة وتل الحديد) راجمات صواريخ وأفواج مدفعية تقصف الجبهة الجنوبية والقرى الشرقية من درعا"، مشدداً على أن "الجبهة لن تدخل على المدنيّين في السويداء، وتقدم مقاتليها باتجاه مطار الثعلة حقّ مشروع ليحموا ظهرهم في حال حصل تقدم في اتجاه دمشق أو ريفها، ولن يقتربوا من المدنيين ولن يقصفوهم، كما أن الجبهة قدّمت تطمينات للدروز في السويداء، ومن حقّ الجبهة ضرب كل الاهداف العسكرية"، داعياً الدروز في السويداء إلى "اتخاذ القرار الصائب والالتحاق بالثورة لأنه على مرّ العصور لا يحمينا سوى الانتماء الوطني والهوية الوطنية".


مصادرة أسلحة النظام
هذا العقيد الذي يواكب أخبار السويداء من موقعه، يؤكّد خبر مصادرة الشيخ وحيد البلعوس ومجموعته أسلحة كان النظام يريد سحبها باتجاه دمشق، ويقول: "نتمنى ألا تكون الخطوة بصفة دينية ضيّقة بل سورية وطنية، وما علمناه أن الأسلحة عبارة عن منظومة صواريخ "م ط" مضادة للطائرات، تمت مصادرتها، لكنها لا تُغني ولا تُثني، فهي بحاجة إلى محطات للاطلاق ولا تنفع في ثورة، ولا نعلم إذا كانت هناك أسلحة أخرى".
ويفسّر سبب محاولة النظام اخراج هذا النوع من الاسلحة بقوله: "النظام أصبح متهاوياً، وبعد سقوط اللواء 52 واستيلاء الثوار على الاسلحة الثقيلة، بات يخشى من ان يتم الهجوم على القواعد ووقوع الاسلحة بيد الثوار لهذا يحاول اخراجها، أما الشيخ وحيد فيرى ان هذا السلاح من دماء ابناء الوطن ولا يحقّ للنظام اخراجه". ولا يخفي الحمد خوفه من "ان يسلم النظام السويداء لداعش، فهو سبق ان سلّم الرقة وتدمر وعين عرب لهذا التنظيم".


معارض ومؤيد في السويداء
في السويداء هناك المؤيد للنظام والمعارض له، لكن الحمد يؤكد أن "من يحملون السلاح في الداخل هم القسم الموالي للنظام من لجان شعبية أو لجان دفاع وطني أو مجموعة تتبع لأشخاص معينين، لأن المحافظة لا تزال تحت الاحتلال الأسدي وفيها القمع الأمني والعسكري، والنظام لا يسمح سوى لمؤيديه بحمل السلاح، اما المعارضون فلا يجرؤون على حمل السلاح، وان وجد فسيتمّ اعتقال حامله وتصفيته".
وعن مصير المحافظة، يرجح العقيد أن "يتخلى النظام عن السويداء كما تخلى عن أماكن أخرى، فهو يهمه الكرسي أكثر من دمار البلد، وقد قالها النظام سابقاً: "الأسد او نحرق البلد"، وسيكون قرار مصير السويداء بيد ابنائها ليتخذوا القرار الصائب والوطني، فالنظام بدأ يتهاوى وعلى الدروز أن يلتحقوا بركب الثورة".


إدلب والغريب
يدين الحمد بشدة "المجزرة" التي حصلت في إدلب، ويقدم التعازي للاهالي، مشدداً على أن "كتائب الجيش الحر في المدينة تدخّلت لمنع توسّع ما حصل، وفصلت النصرة عن هذه القرى"، مشدداً على أن "كل فصيل يحمل السلاح في وجه النظام لا ننتقده، أما أيّ فصيل إن كان نصرة أو غيرها، يوجه السلاح في وجه المدنيين العزل أو الثوار الذين يقاتلون النظام فبالتأكيد لن نلتقي معه ولسنا على الخط نفسه"، داعياً "النصرة" إلى "البقاء على كلمة أميرهم بحماية القرى الدرزية، وعليها ان تتوقف عن قتل المدنيين واخوتهم الثوار، وأن توجه سلاحها باتجاه النيران".
يرفض العقيد الدرزي "أي وجود للغريب على الأراضي السورية أكان من صفوف النصرة أو حزب الله أو الحرس الثوري الايراني او ابو الفضل العباس أو داعش، فأيّ غريب يدخل لتمزيق الوحدة الوطنية في سوريا والنسيج الوطني فنحن ضده".


"لا حراس لـ الله"
وتوقّف عند ما تفرضه "النصرة" على الدروز في إدلب، مؤكداً أن "الدروز هم طائفة الموحدين وهم مذهب من المذاهب الاسلامية ولا يحقّ للفصائل المتشدّدة ان تفرض على غيرها ما تفعل، كما انها لا تكفّر الدروز فحسب، بل هناك الكثير من السنّة ذبحهم وقتلهم داعش". أضاف: "الحضارة السورية من اقدم الحضارات في التاريخ، وسوريا دولة عريقة ومتعايشة ومتجانسة من آلاف السنين، ولا نريد مَنْ يعلّمنا كيف علينا القيام بديانتنا او اعلامنا بالصح او الخطأ، فمن تعايش من آلاف السنين ليس بحاجة لأي فصيل أن يعلمه دينه، والدروز في ادلب يعيشون أبعد ما يكون عن الطائفية والتشتّت الاخلاقي والفكري".
وشدد على أن "لا حراس لـ لله في الأرض، فالكل يقوم بواجباته الدينية والوظيفية بتعايش سلمي وكانت سوريا مثل التعايش والانسجام، أما الغرباء الذين دخلوا أرضنا فيريدون ايصال الفكرة التي حاول النظام أن يُطيل عمره عليها، هذا النظام الطائفي والصفوي، هو من أدخل الأرجل الغريبة إلى البلد، وبدأت بسن قوانين دينية لتفريق النسيج السوري"، مؤكداً أن "كل الثوار في سوريا يرفضون الغريب في أي مكان كان وتحت أي مسمى".


بين وهاب وجنبلاط
الحمد اطلع على موقف الوزير السابق وئام وهاب، واستعداده لإنشاء جيش من 200 الف شخص لحماية السويداء، وقال: "انه بوق من ابواق النظام السوري... من سيستجيب لدعوته؟ بالطبع المرتزقة ولا اعتقد أن هناك عاقلاً يسمع لوهاب الذي يتحدث عن نظام ساقط اخلاقياً ويرمي براميل الموت على شعب. نحن دخلنا في العام الخامس من الثورة وبات هناك أكثر من 100 الف شهيد غير الجرحى والمعوقين، ورغم ذلك لا يزال هناك شخص مثل وهاب يدعو إلى التسلّح وجلب المقاتلين للدفاع عن النظام". كما تابع: "وهاب لبناني وليس سورياً فبأي صفة يدعو إلى انشاء جيش؟".
أما عن موقف النائب وليد جنبلاط، قال الحمد: "موقفه واضح من الثورة، لكنه يتخذ سياسة النأي بالنفس، التي اتفق عليها في لبنان، وهو يعرف جيداً النظام السوري منذ تواجد الاخير في لبنان ولديه تجربة مريرة معه فالنظام قتل كمال جنبلاط".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم