الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فاماغوستا... مدينة مهجورة تنتظر محادثات السلام في قبرص

المصدر: "ا ف ب"
فاماغوستا... مدينة مهجورة تنتظر محادثات السلام في قبرص
فاماغوستا... مدينة مهجورة تنتظر محادثات السلام في قبرص
A+ A-

هل تعود الحياة قريبا الى الشواطئ المهجورة في فاروشا، قرب فاماغوستا، منذ اربعين عاما بعدما كانت قبلة للسياح في قبرص؟ هذا ما يامله سكانها السابقون مع انطلاق مفاوضات السلام مجددا الجمعة بين زعيمي شطري الجزيرة المقسمة.
الاسلاك الشائكة التي تمتد على كيلومترات عدة والجيش التركي يمنعان الوصول الى "ريفييرا قبرص" او "سان تروبيه القبرصية" السابقة الشهيرة بمياهها الفيروزية ورمالها البيضاء.
البيوت المهدمة والمباني المهددة بالانهيار تطغى على المشهد. الخراب نفسه في كل مكان. محطة الوقود ليست سوى هيكلا من الخردة الصدئة. الوضع مهمل جدا، الاعشاب تغطي الطرقات، وتغزو واجهات المباني السكنية التي كانت توصف يوما بالفاخرة.
كانت فاروشا، الحي الاكبر في فاماغوستا حيث كان يسكن 45 الف شخص، تعتبر "لؤلؤة" قبرص. صوفيا لورين كانت تملك منزلا هناك. والسياح، خصوصا من الدول الاسكندنافية، كانوا يتسابقون للاستمتاع بشواطئها ومياهها البلورية.
لكن في عام 1974 غزت القوات التركية الثلث الشمالي لقبرص بعد انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون بهدف ضم قبرص الى اليونان، ما تسبب في هروب القبارصة اليونانيين الى الجنوب. اما منازلهم التي تركوها في "جمهورية شمال قبرص التركية" فاحتلت تدريجيا من قبل القبارصة الاتراك او الاتراك، واغلق الجيش التركي فاروشا بالكامل وشيد حولها سورا، مانعا اي كان من الوصول اليها.
شكلت خسارة فاروشا صدمة للقبارصة اليونانيين.
يتذكر جورج فيالاس الذي كان يبلغ من العمر 18 عاما في 1974 قائلا "لقد كانت افضل سنواتي، سنوات الحرية".
واضاف "كنا حقا شبابا مرحا. لدي ذكريات لاصدقاء يتنقلون بين الملاهى الليلية كل احلامنا تلاشت" بالغزو التركي.
اميلي ماركيديس فقدت منزل الطفولة ايضا. ومنذ ذلك الحين لم تتوقف المدينة عن "مطاردتها". تقول هذه الخمسينية انه الى جانب الشواطئ الرائعة والحياة الثقافية "ما كان مميزا جدا في فاروشا وجود اشجار البرتقال والياسمين في كل مكان".
واقتناعا منها بان المدينة ستعود الى سكانها يوما ما، قدمت مشروعا عام 2006 للامم المتحدة بدأ يتبلور قبل عامين بتحريض من ابنتها فاسيا.
فكرة المشروع تقوم على تحويل فاماغوستا الى مدينة بيئية بمجرد التوصل الى اتفاق بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك لاعادة فتح فاروشا. ويقوم معماريون ومهندسون واقتصاديون ودعاة حماية البيئة، الذين يسكنون على جانبي "الحدود" بالعمل معا على هذا المشروع الذي اطلق عليه اسم مدينة فاماغوستا البيئية.
ووفقا لماركيديس، "سيتم هدم معظم المباني لانها معرضة للانهيار"، لكن الكيلومترات الست المربعة التي تمتد عليها فاروشا، تشكل "فرصة فريدة" لانشاء "مدينة ذكية"، عبر الاستفادة من موارد الجزيرة، كالشمس، او شبكة السكك الحديد الموجودة في فاماغوستا.
والفكرة تكمن ايضا في تجنب اخطاء التخطيط التي ارتكبتها قبرص، خصوصا في فاروشا، حيث كانت تحرم المباني من الشمس منذ منتصف النهار.
واذا اتخذ قرار اعادة فتح فاروشا، فان الجدل والنقاش مستقبلا سيكون حول ماذا يجب ازالته؟ من سيملك ماذا؟ ومن سيمول اعادة الاعمار، المالكون؟ او تركيا التي تعتبر مسؤولة عن تدهور المكان؟ ام المستثمرون؟
واذا كان تقييم تكلفة اعادة البناء قبل ان يتم السماح للخبراء بدخول فاروشا "صعبا للغاية"، فان الخبيرة الاقتصادية فيونا مولن تؤكد ان التقديرات تشير الى مبالغ حجمها خمسة مليارات يورو لاعادة اعمار فاروشا وحدها، وتصل الى حوالى 15 مليار يورو لمشاريع التنمية الضخمة.
ورغم القلق الناجم عن امكانية التغيير في فاماغوستا، فان غالبية الناس التي تعبت من العيش قرب مدينة ميتة والحرمان من دخول اجمل شواطئ المدينة، تأمل في اعادة فتح فاروشا.ولكن بحسب فيالاس، حتى لو حصل الاتفاق، فسيستغرق الامر ما لا يقل عن خمس الى سبع سنوات لاعادة الاعمار.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم