كيف أوقف المتهم بقتل ايف نوفل؟

علمت "النهار" ان عملية القاء القبض على شربل ج.خليل المتهم بقتل الشاب ايف نوفل تمت من خلال عملية خاطفة نفذتها فرقة من القوة الضاربة في قوى الامن الداخلي من خارج المنطقة بمؤازرة من  مخابرات الجيش في منطقة بعلبك. كما علمت "النهار" ان خليل كان يقيم في منزل المدعو ح.م عند أطراف بريتال، وقد رصدت "المعلومات" اتصالاً بينه وبين خليل كان الدليل الى تعقب المتهم. ووصف مصدر أمني العملية التي جرت مساء الاربعاء بالنظيفة وبالانجاز النوعي بحيث جرت من دون اصابات وعن طريق المباغتة في خلال دقائق قليلة. 
وضبطت مفرزة تحري جونية جيب الرانغلر في بقعاتة عشقوت الذي استعمله المسلحون في عملية مقتل أيف.

وكشف وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ"النهار" أنه كان قد قدم العزاء لوالدة ايف في يوم العملية عينه واعداً اياها بتوقيف المتهم في غضون 48 ساعة، وقد قام مساء بابلاغها بنفسه بالعملية التي وصفها بالانجاز النوعي لشعبة المعلومات.  وخلال اللقاء المؤثر أكدت له والدة الضحية أنها تطلب العدالة وليس الثأر كي يمتنع هذا القاتل أو أي قاتل آخر عن إستغلال غياب الدولة لإرتكاب جريمة جديدة.

وأمل المشنوق إنطلاقة فاعلة للخطة الأمنية في البقاع الشمالي خلال وقت قصير. 

وتحدث صهر العائلة ريمون نهرا لـ"النهار" معتبراً ان "رسالتنا مستمرة قبل القاء القبض على المتهم وبعدها، وهدفنا ان تتحوّل قضية ايف الى وسيلة للوصول الى مجتمع خالٍ من السلاح ينبذ الوسائل العنفية".
وقال ان "قضية ايف تحركت بفعل وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وتفاعل الناس الكبير الذي ينم عن وعي في المجتمع ينحو صوب الرغبة في الاصلاح ونبذ السلاح الذي يزهق أرواح الناس على الطرق".
وأكد "اننا لا نملك أي سلبية تجاه عائلة خليل التي نحترمها، وان ثبت تورط أحد من أفرادها في قتل ايف فهذا لا دخل للعائلة فيه".
ورأى ان "المشتبه فيهم فقدوا أي غطاء يمكن ان يستخدموه بفعل الضغط الذي مورس في الاعلام ووسائل التواصل، بحيث لا يمكن لأي كان ان يحمّل ضميره عبء حماية الجناة".
وشدد على ضرورة متابعة الملاحقة الأمنية لتوقيف باقي المشتبه فيهم.
ورداً على سؤال حول قول محامي المتهم شربل ج.خليل انه سلّم نفسه، أجاب نهرا: "لا أعرف ان كان سلّم نفسه، نتمنى ان يكون ضميره استفاق بأي حال، واذا كانت شعبة المعلومات هي من قام بالانجاو فنقدر لها هذا الانجاز".

من جهته، علّق الفنان جاد شويري، قريب ايف، في اتصال مع "النهار" على توقيف المتهم بالتعبير عن رضى العائلة عمّا أسماه خطوات أولية بالقاء القبض على متهم واحد و"لكن بالنسبة لنا هناك محرضون وهناك من حمى المشتبه فيهم لفترة، وقد اضطر لرفع غطائه بفعل ضغط الاعلام والرأي العام". وأضاف ان "العائلة تتطلع الى تحقيق العدالة، والعين الآن على القضاء  لرصد الحكم الذي سيصدر". 

وكان ايف ابن الـ26 عاماً الذي قضى في مكمن مسلح في عيون السيمان رصدته كاميرات المراقبة وعُرض على شاشات التلفزة، قد تحوّل الى قضية رأي عام حيث عمت المطالبات بالقاء القبض على المتورطين في جريمة قتله، ودعي الى اعتصام  للمطالبة بتوقيفهم يوم الأحد المقبل امام قصر العدل. 

وبعد القاء القبض على المتهم، أعلنت العائلة ان الاعتصام مستمر في موعده وهدفه الضغط ورفع الصوت لتحقيق العدالة التامة.

وكان مصدر أمني أكد لـ"النهار" ان جميع القطعات الامنية عملت بجدية كبيرة في قضية تعقب المتهمين لأن المطلوب توقيف القتلة بأي شكل كان، وقد صدرت تعليمات عليا لجميع القطعات تشير الى ان اي تلكؤ وأي تراخ في هذه القضية ممنوع وسيعرض المتورط بذلك للمساءلة، وأكثر من ذلك فان التعليمات تضمنت توجيها واضحا للجميع بأنه عند الوصول الى اي عقبة، بضرورة عرضها على القيادة الامنية مباشرة لحلحلتها، واكمال الطريق، وصدر تعميم واضح يطلب الى كل القطعات الامنية، بذل جهود اضافية في هذا السياق لتوقيف القتلة وتقديمهم للمحاكمة بأي طريقة كانت.

وتحدثت مصادر كسروانية لـ"النهار" عن محاولات المتهمين للهروب الى سوريا من خلال شخصيات نافذة، لكنها باءت بالفشل.