الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

صرخة بلدية الشويفات عبر "النهار": الوضع يخرج عن السيطرة، الحجر متعذّر، ومصابون يهدّدون!

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
صرخة بلدية الشويفات عبر "النهار": الوضع يخرج عن السيطرة، الحجر متعذّر، ومصابون يهدّدون!
صرخة بلدية الشويفات عبر "النهار": الوضع يخرج عن السيطرة، الحجر متعذّر، ومصابون يهدّدون!
A+ A-

سجِلت 38 إصابة جديدة بكورونا في تقرير أول من أمس لوزارة الصحة في العمروسية بالشويفات، فبلغت الإصابات المسجّلة حتى اليوم حوالي 200 حالة في المدينة، بحسب رئيس المكتب الإعلامي في بلدية الشويفات ورئيس لجنة متابعة "كورونا" طارق أبو فخر الذي يؤكد أن عدد الإصابات يرتفع بشكل متواصل ومرعب، ما يدعو إلى دقّ ناقوس الخطر لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في المدينة في حال استمر الوضع على حاله.

من الواضح أن مدينة الشويفات التي يصل عدد سكانها إلى ما يقارب الـ800 ألف نسمة، تشكو من معضلتين أساسيتين لا بدّ من تسليط الضوء عليهما. فبين استهتار المواطن من جهة وضعف الإمكانات المتوافرة للبلدية من جهة ثانية، يتفاقم الوضع بشكل يدعو الى القلق وينذر بتفلت كبير في المنطقة.

تسجّل إصابات جديدة بشكل متواصل مع الفحوص التي تجرى بوتيرة متسارعة سعياً إلى احتواء الوباء، "نحن لا نوّفر جهداً بالتعاون مع الجهات المعنية كافة والوزارات التي تظهر تعاوناً دائماً. لكن ثمة حاجة ليتعاطى المواطنون مع الواقع بمسؤولية لأننا الآن في دائرة الخطر. والمطلوب أن يتعاطى كل مواطن مع الآخر وكأنه مصاب فيتخذ التدابير الوقائية اللازمة للحدّ من انتشار الوباء أكثر بعد".

بين استهتار المواطن وضعف الإمكانات

يشير أبو فخر إلى إحدى الإصابات من العاملين الأجانب، والتي لا مكان لحجرها، ورغم المساعي والجهود لم يكن ممكناً تأمينه لها. فما من مستشفى يستقبلها باعتبارها ليست من الحالات الحرجة ولا مركز حجر في الشويفات أصلاً، على الرغم من الجهود والمساعي للحصول على رخصة لهذه الغاية. فالمكان موجود بحسب أبو فخر، لكن حتى اليوم لم تؤمّن الرخصة المنتظرة من أشهر على الرغم من الحاجة الماسة إلى المكان. فثمة مصابون لا مكان ليحجروا أنفسهم فيه سواء كانوا من المقيمين من لبنانيين أو أجانب أو من الوافدين. 

من جهة أخرى، يشير إلى حجم المأساة لجهة ازدياد الضغوط على الصليب الأحمر لارتفاع أعداد الإصابات في الأسابيع الأخيرة. فسيارة الإسعاف يجب أن تعقم كل 6 أو 8 ساعات ونتيجة الضغط المتزايد أصبحت تلبية الحاجات في غاية الصعوبة، وهذا يشكل جزءاً من المعاناة في المنطقة أيضاً. وعلى سبيل المثال، "يتعذّر نقل مصاب في حالة حرجة، والاتصالات مستمرة لتأمين نقله إلى أحد المستشفيات".

البلدية من جهتها، ومنذ بداية انتشار الوباء، لا توّفر جهداً لاحتواء الوباء من الجهات كافة، على حدّ قوله، سواء من خلال التوعية أو من خلال تأمين الحاجات أو غيرها من الأمور لكن ضعف الإمكانات يبقى المشكلة الأساسية التي يصعب تخطيها، تضاف إليها قلة الوعي، فيذكر مثلاً أن "ثمة مواطنين مصابين يطلب منهم الالتزام بالحجر، وبدلاً من التقيّد بإجراءات الحجر الصحي، يأتون مهددين بنقل العدوى إلى الآخرين ما لم تنفذ طلباتهم فتكون هناك حاجة إلى اللجوء إلى مرجعياتهم السياسية أو الدينية، خصوصاً أنه ليس للبلدية قدرة على فرض الحجر أو التقيّد بالتدابير".

وفي أيام التعبئة، أظهر البعض تجاوباً في المنطقة وتقيّد بالتعليمات، لكن من جهة أخرى برز تفلت واضح ومقلق برّره كثيرون بالوضع الاقتصادي المتردي الذي لا يسمح بالالتزام. فمن أقفل محله خلال أكثر من أسبوع بسبب إصابته، يصرّ على إعادة فتحه إذا لم تكن لديه أعراض ليتمكن من تأمين لقمة عيشه. "حاولنا طوال الأشهر الماضية، وعلى الرغم من ضعف الإمكانات لدينا، أن نواكب متطلبات هذا الواقع حفاظاً على سلامة المواطنين لاعتبارها أولوية. لكن يوماً بعد يوم يزداد الوضع سوءاً بشكل يدعو إلى إطلاق صرخة ليتحمل كل مواطن المسؤولية من جهة ولتتدخل الجهات المسؤولة من جهة أخرى لمساعدتنا كون الاستمرار صعباً في مثل هذه الظروف".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم