الفيدرالية بين التأييد والمعارضة وتنوّع المقترحات

فرض مصطلح "الفيدرالية" وقعه على الساحة اللبنانية في الأسابيع الأخيرة وتوزّعت الآراء بين مؤيّدة ومعارضة، لكن الملاحظة الرئيسية التي يمكن تسطيرها من التعليقات المستقاة من على منصات التواصل الاجتماعيّ، تكمن في أن شريحة واسعة من المواطنين الرافضين والداعمين للطرح على حدٍّ سواء لا تدرك علميّاً ماذا تعني الفيدرالية. ومِن المعارضين مَن يصوّرون الفيدرالية فزّاعةً انطلاقاً من هواجسهم، ومِن المؤيدين مَن يرسمونها فراشة بحسب تطلّعاتهم. ويغيب عن ظن البعض من المؤيدين والمعارضين أن أساس بناء أي دولة على أسس ناجحة ينطلق أوّلاً من إرادة الشعب وسعيه إلى تدعيم ركائز هذه الدولة، وهي الدرجة الأولى في سُلّم الأولويات قبل القفز إلى درجات أخرى تتناول شكل الدولة، إذ هذا هو التحدي الأساسي الذي لا بدّ من النجاح في استكمال تحقيقه بعدما نزل اللبنانيون إلى الساحات مطالبين بالعيش الكريم ومحاربة الفساد وبسط سيادة الدولة الشرعية على كامل أراضيها.أمّا ربط بعض المؤيدين والمعارضين بين "الفيدرالية اللبنانية" والمعيار الطائفي، هو بذاته حكم مسبق، ذلك أن الفيدرالية لا تعني الطائفية أو المذهبية ولا ترتبط بها وليس من الضرورة ترجمتها لبنانياً انطلاقاً من معايير مذهبية في وقت تتنوع فيه الطروح المتداولة ومنها مثلاً فيدرالية الأقضية اللبنانية (الفيدرالية الجغرافية) على أسس مدنيّة. ويُقصد من هذه المقاربة القول إن أي بحث في الفيدرالية...