قصة حاتم الذي جار عليه الزمن حتى وصل به الحال إلى تناول الطعام من القمامة

مقطع فيديو لرجل مسن يجلس أرضاً أمام حاويات النفايات، يتناول طعامه من القمامة، أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تشاركوا الفيديو، معبرين عن سخطهم من دولة لا تُعير أية أهمية للفقراء، طالبين معرفة عنوان الرجل لمد يد المساعدة إليه.

مشهد مؤلم

من كان في هذا المشهد المؤسف هو حاتم س. من سكان السويقة ـ طرابلس، عاكساً صورة آلاف الناس الذين لا يجدون قوت يومهم في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، قبل أن تضرب كورونا العالم وتزيد من تداعياتها، بعد إعلان التعبئة العامة وفرض الحجر المنزلي على السكان، ليزداد الفقراء فقراً وليصبح تأمين لقمة العيش ضرباً من الخيال عند الكثير من الناس... حاتم واحد ممن جارت عليه الحياة، ذاق ويلاتها على مدى سنوات وبحسب ما قالته شقيقته نجاح لـ"النهار": "صُدمنا بعد تداول مقطع الفيديو له وهو بهذه الحال، لا أعلم لماذا أقدم على ذلك، وعندما سألته عن السبب لم يجب". وأضافت: "نحن نعيش سوية في منزل واحد، حاتم منفصل عن زوجته منذ سنوات طوال، أنا ربيت ابنه الوحيد، بعدما طلبوا شقيقي للخدمة العسكرية في سوريا، كونه يحمل جنسيتها، على الرغم من أنه ولد وترعرع في لبنان، وقد هرب من أداء الخدمة، الأمر الذي تسبب بسجنه على مدى أعوام، ما أثر كثيراً على صحته النفسية والعقلية".

فقراء ولكن

"قبل الثورة كان حاتم يعمل في محل للقشطة أمام البيت، صُرف من العمل ليجد نفسه من دون مصدر رزق يقتات منه، كذلك ابنه البالغ من العمر 25 سنة عاطل عن العمل، وضعنا الاقتصادي مزرٍ، ومع ذلك لا يستدعي اللجوء إلى القمامة لتناول الطعام". قالت نجاح قبل أن تضيف: "نعم نحن فقراء لكن لدينا عزة نفس تحول دون مد يدنا لأحد، وحده الله الذي نلجأ إليه، طالبين منه ان يرأف بحالنا ويرزقنا من حيث لا نحتسب". وختمت: "أتمنى أن تمر هذه المرحلة الصعبة التي تعصف بلبنان، وأن لا ينام إنسان من دون طعام، فالله وحده يعلم كم من عائلات لا تجد كسرة خبز تسد بها جوعها طوال اليوم".