"حماس" في ضيافة القيادة الروسية، ما الأبعاد وما الدلالات؟

حركة "حماس" ضيفة معزّزة مكرّمة في موسكو خبر ليس بالعادي إطلاقاً إن لجهة التوقيت وإن لناحية الشكل والمضمون، فهو بالجملة حدث استثنائي حاشد بالدلالات بكل المعايير. فوفد الحركة الفلسطينية الذي وفد أخيراً إلى عاصمة القياصرة كان برئاسة أعلى رأس بالهرم القيادي والتاريخي فيها أي رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية، والقيادة الروسية ممثلة بوزارة الخارجية نظمت استقبالاً رسمياً له على أعلى المستويات، سامحة بإلقاء الأضواء على محطات الزيارة وتفاصيلها إضافة الى المواضيع والبنود التي تناولتها. الحدث بحدّ ذاته يلبي ولا شك رغبة الطرفين، ويخدم إلى حد بعيد رؤاهما وتوجهاتهما وحساباتهما الراهنة والاستراتيجية. فلم يعد خافياً ان الحركة الإسلامية التي تقبض منذ أعوام بيد من حديد على السلطة في قطاع غزة المحاصر وتدير صراعاً دموياً مع الكيان الصهيوني وتدير في الوقت عينه الحياة اليومية لما يقارب من مليوني فلسطيني وسط ظروف بالغة الصعوبة، بدأت كما هو معلوم منذ نحو ثلاثة أعوام انعطافة حادة في مسيرتها وسيرتها السياسية، أرادت من خلالها الإثبات أن هذه الحركة تغادر مرحلة لتنطلق في رحاب مرحلة اخرى، وبمعنى آخر أرادت هذه الحركة أن تثبت أنها خرجت من جلدها الاساسي وبيئة النشأة والتكوين أي بيئة "الأخوان المسلمين" وأنها استطراداً قد تحررت من شرنقتها الأولى وأنها على أتم الاستعداد لرفع لواء سياسسات أخرى. ولعل أبرز...