الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

من هو الزعيم الفعلي الجديد لتنظيم "الدولة الإسلاميّة"؟

المصدر: "أ ف ب"
من هو الزعيم الفعلي الجديد لتنظيم "الدولة الإسلاميّة"؟
من هو الزعيم الفعلي الجديد لتنظيم "الدولة الإسلاميّة"؟
A+ A-

لا تزال الهوية الفعلية لخليفة أبو بكر البغدادي، الذي قتل إثر هجوم أميركي، غير واضحة على الرغم من اعلان تنظيم #الدولة_الإسلامية قبل نحو شهرين عن اسمه. وينسحب الأمر كذلك على استراتيجية التنظيم للاشهر المقبلة.

وعين التنظيم الجهادي أبو إبراهيم الهاشمي #القرشي في منصب "الخليفة" الجديد، لكن قلة من المحللين يؤكدون معرفته.

ويقول الخبير العراقي هشام الهاشمي، المتخصص بالتنظيم الإرهابي: "لا يُعرف عنه الكثير عدا عن كونه القاضي الأول في (تنظيم) الدولة الإسلامية ويرأس اللجنة الشرعية".

ولكن البعض يشكك حتى في وجوده، ما يشير إلى أنه لم يتم بعد تعيين الشخص الذي قد يملك الشرعية اللازمة لقيادة التنظيم.

ويرى الأستاذ في معهد العلوم السياسية جان بيار فيليو في باريس، والمتخصص بشؤون العالم العربي: "لقد فوجئ التنظيم بالقضاء المفاجىء على البغدادي. وتم الاعلان حينها عن هوية خلفه الذي لا نعلم حقا إذا كان موجودًا، أم تم طرحه كنوع من فخ فيما تستمر عملية تعيين خلف فعلي في منطقة سوريا والعراق".

بعد تفجير البغدادي حزامه الناسف إثر غارة أميركية، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب معرفة خليفته "بالضبط". لكن مسؤولاً أميركياً رفيع المستوى تحدث بعد فترة وجيزة عن "مجهول تام".

وساد صمت مطبق منذ ذلك الحين. وقال الباحث سيث جونز ،من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية ومقره واشنطن: "أعتقد أن الولايات المتحدة تعرف من هو"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن أي جماعة إرهابية أن تحافظ على سرية بنيتها الهرمية، لا أحد يفلح في ذلك".

ولا يكفي أن يكون عدد من الخبراء وكبار المسؤولين على دراية بالأمر فالتنظيم يحتاج الى وجود شخصية تؤدي دور المرشد والخبير الاستراتيجي.

وجرب التنظيم، في عهد البغدادي الذي ظل متكتما، إدارة "دولة بدائية" وإصدار كتب مدرسية وصك عملة خاصة بها. وتحول التنظيم، منذ سقوط بلدة الباغوز في آذار 2019 ونهاية "الخلافة" بعد سنوات عدة من إرسائها، نحو اعتماد نهج العصابات.

وكي لا يتم التشكيك في سلطة "امير المؤمنين" الجديد، يجب أن يكشف الأخير عن هويته، بحسب جونز. وأضاف: "إنه يحتاج إلى التحدث علنًا" من أجل منح "شكل من أشكال القيادة الاستراتيجية، ما من شأنه أن يلهم الحركة بشكل عام".

فكيف يمكن التنظيم، في ظل غياب "الخليفة" استقطاب المقاتلين الأجانب ومواصلة هجماته وتوحيد التنظيمات التي بايعته ودعمها على الصعيد المادي واللوجستي؟

ويرى المؤرخ جان بيار فيليو أن "مناطق سيناء والصحراء الكبرى تشهد خصوصا نشاطًا دامياً، وذلك بسبب حيويتها الخاصة بها، ولكن أيضا من أجل إتاحة الوقت اللازم للقيادة المركزية لإدارة مرحلة ما بعد البغدادي".

ويشير الباحث في جامعة جورج تاون في واشنطن دانيال بيمان إلى "إنها نقطة تحول بالنسبة للتنظيم. لكن من دون معرفة المزيد عن الزعيم، سيكون من المعقد التكهن بالاتجاه الذي سيتبعونه".

ويرى ان "المرشد" الجديد تتجاذبه الحاجة للخروج إلى العلن ومتطلبات الأمن، كونه يعلم بأنه سيكون هدفا لأعدائه. لكن هذا التكتم باهظ الثمن.

ويضيف بيمان: "نشهد بالفعل انتقادات خطيرة من الجهاديين الآخرين، الذين يقولون إنه لا يوجد خلافة من دون خليفة"، مشيرا إلى أن "هذا الشخص سيواجه الكثير من المتاعب لبسط سلطته". ولفت إلى أن الفراغ في السلطة قد يولد أفكارًا لدى منافسيه.

ولا يمكن التنظيم قط، على الصعيد العملي، أن يأمل في السيطرة على أراض في الحال. إلا أن التنظيم "جنى إيرادات كبيرة من مختلف الضرائب وعمليات الابتزاز التي مارسها على أولئك الذين عاشوا تحت سيطرة الخلافة"، بحسب الباحث في مؤسسة "هيريتج" الأميركية روبن سيمكوكس.

وسيؤدي ذلك إلى ان "يتصرف التنظيم كطرف متمرد كونه لم يعد يسيطر على مناطق. أن ذلك ضرورة".

كيف يبدو التنظيم اليوم؟

لا يزال يتمتع، مع زعيم أو من دونه، بالمرونة، ويحتفظ، بلا أدنى شك، بقوة ضاربة حقيقية. وزعيمه الجديد "بحاجة ماسة لشن هجوم"، بحسب سيث جونز، مرجحا أنه سيستهدف أوروبا، اذ سيلقى ذلك صدى أكبر بكثير من استهداف مناطق في سوريا او العراق، أو حتى في الساحل.

وقال إنه يحتاج إلى حدث يشكل منعطفا، إلى عملية خارجية تثبت حضوره في شكل ما.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم