الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

المصوّرة جولييت أنييل تصطحب أهرام الفراعنة السود في شمال السودان إلى قصر شومون

المصدر: "النهار"
باريس – أوراس زيباوي
المصوّرة جولييت أنييل تصطحب أهرام الفراعنة السود في شمال السودان إلى قصر شومون
المصوّرة جولييت أنييل تصطحب أهرام الفراعنة السود في شمال السودان إلى قصر شومون
A+ A-

يقام حاليا في قاعات "قصر شومون" المطل على نهر اللوار معرض يضم مجموعة كبيرة من الصور الفنية التي أنجزتها المصورة الفرنسية جولييت أنييل (من مواليد 1973) في السودان. في شهر شباط من هذه السنة، سافرت المصورة في ظروف سياسية دقيقة الى شمال السودان حيث توجد مجموعة كبيرة من الأهرام التي شيدت في الألف الأول قبل الميلاد في زمن حكم ما يعرف بالفراعنة السود ومنهم الفرعون طهارقة، خامس ملوك الأسرة المصرية الخامسة والعشرين التي حكمت مصر وبلاد النوبة.

أمضت جولييت أنييل قرابة الأسبوعين في تلك المنطقة البعيدة والخاوية من البشر، والمأهولة فقط بأهرامات تختلف عن الاهرام المصرية بصغر حجمها وبقاياها الحجرية، لكنها ظلت صامدة على الرغم مما تعرضت له من نهب وتدمير. محصلة وجودها هناك ما يطالعنا اليوم في المعرض ويتوزع على مجموعتين. المجموعة الأولى تتمثل في صور للأهرام والأعمدة ومداها الصحراوي في الليل، بينما تظهر المجموعة الثانية المشهد نفسه في وضح النهار. وفي حين جاءت لقطات النهار بالأسود والأبيض تميزت تلك التي تم تصويرها في الليل بلونها الأسود الموشى بلمحة ذهبية ضاعفت سحر المكان وغرابته، مع التركيز على سماء مليئة بالنجوم، فبدت الصور هنا رحلة في الزمن السحيق وفي ما بناه الانسان عبر العصور وهو يتأمل في رهبة الكون. مجموعة الليل هذه هي نافذة مفتوحة على الحلم وعلى عالم آخر.

تكمن قوة الأعمال المعروضة، بالإضافة الى جماليتها الفنية، في القدرة على جعل المُشاهد يسافر في المكان والزمان ويطرح أسئلة وجودية كبيرة حول نشوء المدن والحضارات وزوالها. كأن رسالة هذا العمل الفني هي حضّ الانسان على الوقوف مع ذاته والتأمل في مصيره كجزء من هذا العالم الفسيح. تؤكد المصورة جوليت أنييل هذا الجانب في حوارها معنا على هامش المعرض. تقول: "هذه الأهرام والمدافن بنيت وفق مواقع النجوم في السماء. أما الأبواب المفضية إليها فجعلها المهندسون المعماريون تتجه نحو نهر النيل طالما أن آلهتهم كانت تعبره في اتجاه الضفاف الأخرى البعيدة، إشارة الى العلاقة المترابطة بين الحياة والموت". تختم المصورة بالقول إنها أرادت من وراء عملها هذا، ومن وراء التأمل في عالم بائد، الإضاءة على قوى خفية في تلك المواقع الأثرية التي تعيدنا الى الجذور والى العلاقة بين المقدس والطبيعة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم