محنة لبنان منذ الحرب الأهلية... أبرز الأزمات الاقتصادية والسياسية

أكثر من شهرٍ مضى، ولا تزال التظاهرات تجوب المناطق اللبنانية ضد الطبقة الحاكمة وسط أزمة اقتصادية كبيرة، وغضب شعبوي على السياسيين الطائفيين الذي يسيطرون على الحكومة منذ الحرب الأهلية وحتى اليوم. وتعد هذه المرحلة التي تمر حالياً على لبنان من الأصعب والأسوأ منذ انتهاء الحرب، وذلك بسبب الضغوط المالية التي أفضت إلى ندرة الدولار الأميركي وإضعاف الليرة اللبنانية.

وفي الآتي أبرز الاضطرابات التي شهدها لبنان بعد الحرب الأهلية:

- عام 2005

استُشهد رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 14 شباط إثر انفجار قنبلة ضخمة لدى مرور موكبه في بيروت، وهو ما أدى لاستشهاد 21 آخرين. وتلت ذلك سلسلة من التظاهرات الحاشدة وضغوط دولية أجبرت سوريا على سحب قواتها من لبنان. ونظم حلفاء دمشق في لبنان سلسلة من التجمعات الحاشدة دعما لسوريا.

بدأ لبنان عهدا جديدا بعيدا عن الهيمنة السورية وكان لـ #حزب_الله، تمثيل في الحكومة للمرة الأولى.

- عام 2006

في تموز، خطف الحزب جنديين إسرائيليين من داخل الأراضي المحتلة وقتل آخرين بهدف تحرير الأسرى في السجون الاسرائيلية، وهو ما أدى لنشوب حرب استمرت خمسة أسابيع. وفي تشرين الثاني، انسحب "حزب الله" وحلفاؤه من الحكومة المدعومة من الغرب والتي كان يقودها رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، ثم نظم احتجاجات مناوئة للحكومة.

- عام 2007

واصل حزب الله وحلفاؤه اعتصاما ضد حكومة السنيورة استمر لنحو عام كامل. وكانت مطالبهم المعلنة هي الحصول على الحق في نقض قرارات الحكومة.

وفي أيار، بدأت اشتباكات بين الجيش ومتشدّدين ينتمون لجماعة "فتح الإسلام" داخل مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان، مما أرغم آلافا من اللاجئين الفلسطينيين على الفرار منه. وسيطرت قوات لبنانية سيطرة كاملة على المخيم في أيلول بعد قتال استمر لما يزيد على ثلاثة أشهر وأسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص.

- عام 2008

في السادس من أيار، اتهمت حكومة السنيورة "حزب الله" بإدارة شبكة اتصالات خاصة والتجسس على مطار بيروت من خلال تركيب كاميرات. وتعهدت الحكومة باتخاذ إجراء قانوني ضد هذه الشبكة.

وفي السابع من أيار، قال الحزب إن الإجراء ضد شبكة اتصالاته يعد إعلاناً للحرب من جانب الحكومة، وحدثت اشتباكات بين أطراف عدة في لبنان. وبعد جهود وساطة، أبرم الزعماء المتنافسون اتفاقا في قطر يوم 21 أيار لإنهاء الصراع السياسي المستمر منذ 18 شهرا وانتخب البرلمان قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.

- عام 2011

أُطيح بحكومة سعد الحريري الأولى في كانون الثاني إثر انسحاب "حزب الله" وحلفائه منها بسبب خلاف بشأن المحكمة الخاصة بلبنان والتي تدعمها الأمم المتحدة. وجهت المحكمة لاحقا اتهامات إلى أربعة من قياديي الحزب في ما يتعلق باستشهاد الحريري. ونفى الحزب أي دور له في الاغتيال وجرى توجيه الاتهام إلى عضو خامس في الحزب عام 2013.

- عام 2012

دعم "حزب الله" النظام السوري في مواجهة هجمة المنظمات الارهابية على سوريا.

- عام 2015

اندلعت أزمة بسبب النفايات حينما أغلقت السلطات المكب الرئيسي للنفايات قرب بيروت دون توفير بديل له، مما دفع الناس للخروج في احتجاجات حاشدة بعد تكدس تلال القمامة في الشوارع رافعين شعار "طلعت ريحتكم". وبدت هذه الأزمة إشارة جلية على عجز نظام المحاصصة الطائفي عن تلبية حاجات أساسية مثل الكهرباء والمياه.

- عام 2017

في تشرين الثاني، تدهورت بشدة علاقة سعد الحريري مع السعودية التي أغضبها اتساع نفوذ "حزب الله" في لبنان. وقدّم حينها الحريري استقالته من الرياض، إلا أنّ الرئيس ميشال عون وكلّ الأطراف السياسية في لبنان رفضت الاستقالة، ونتج عنها تراجع الحريري عن استقالته بعد الاجتماعات الدولية التي عُقدت.

- عام 2019

ومع ركود النمو الاقتصادي وتدفقات رؤوس الأموال واجهت الحكومة ضغوطا للحد من العجز الهائل في الميزانية. وواجهت مقترحات لتقليص أجور العاملين في الدولة ومشروع قانون بشأن معاشات التقاعد معارضة شديدة. وتعهدت الحكومة بتنفيذ إصلاحات طال انتظارها لكنها لم تحرز تقدما يسمح بوصول الدعم الأجنبي.

في 17 تشرين الأول، أعلنت الحكومة رسما قدره 20 سنتا في اليوم على الاتصالات عبر الإنترنت، بما في ذلك عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وتطبيق "واتساب"، كما اقترحت زيادة ضريبة القيمة المضافة حتى تصل إلى 15 في المئة بحلول عام 2022. وخرج الآلاف في احتجاجات متهمين الزعماء بالفساد وسوء إدارة الاقتصاد.

وفي 18 تشرين الأول، تراجعت الحكومة عن تلك المقترحات لكن الاحتجاجات استمرت.

وفي 29 تشرين الأول، قدّم الحريري استقالته.