الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الشارقة تفتتح معرض الكتاب: الثقافة تنمو بالحرية

المصدر: "النهار"
الشارقة- شربل أبي منصور
الشارقة تفتتح معرض الكتاب: الثقافة تنمو بالحرية
الشارقة تفتتح معرض الكتاب: الثقافة تنمو بالحرية
A+ A-

على وَقْع ثورات تشهدها دول عربية عدة، مطالبُها الإصلاح والحرية ومحاربة الفساد والعيش الكريم، انطلقت ثورة من نوع آخر مسرحها مدينة الشارقة، هي ثورة "الكتاب"، ضمن فاعليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2019، تحت شعار "افتح كتاباً... تفتح أذهاناً"، الممتد من 30 تشرين الأول الجاري حتى 9 تشرين الثاني.

وخلال افتتاح فاعليات الدورة 38 التي انطلقت صباح اليوم الأربعاء بمركز اكسبو الشارقة، في حضور نائب حاكم الشارقة عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، أكد عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أنه لم يكن لقب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب الغاية النهائية للشارقة للوقوف عنده، وستواصل مشوارها الثقافي حتى تستعيد الأمة العربية والإسلامية المكانة التي تليق بتاريخها وتراثها ومنجزاتها التي ملأت العالم نوراً ومعرفة، مشيراً إلى أن الثقافة بنت الصبر، ومشوار الثقافة لم يكن مجرد خيار، بل السبيل الوحيد للوصول إلى الهدف المنشود.

وتابع: "ها نحن اليوم في العام 2019، حيث اختارت الأونيسكو إمارة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، وهي مكانة لا تأتي إلا استحقاقاً للجهد والتخطيط والسهر، لقد وضعت الأونيسكو ومعها مؤسسات دولية عريقة وهي الاتحاد الدولي للناشرين والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، معايير دقيقة لاختيار عاصمة الكتاب العالمية، هذه المعايير استوفتها الشارقة خلال مشوارها الطويل، وها هي مجسدة في كل مشهد في الإمارة، وفي مكتبة كل بيت، وثقافة كل طفل وشاب وشابة، وفي أخلاق المؤسسات وخططها للمستقبل، وفي طموح الأجيال واستقرار المجتمع ورفعته وتقدمه، وفي حجم الفاعليات الثقافية المتنوعة على مدار العام ومدى التفاف المواطنين والمقيمين حولها والإقبال عليها، بل وبمدى التزامها بعمقها الإقليمي وقيمها الإنسانية"، مضيفاً أنّ "أحد المعايير كان يتحدث عن حرية النشر والتعبير، قد جرت العادة أن يسود الاعتقاد بأن منطقتنا تفتقر لهذه القيم، لكن الحقيقة أن الثقافة تحتاج للحرية كي تنمو، إنها مثل النبتة إذا وضعت في إناءٍ أو قالبٍ صغيرة عليها أن تموت أو تتشوه، لكننا منحناها مساحتها وفتحنا لها أفاقاً للمستقبل، وفي المقابل وحتى لا تُستّغل الثقافة للمس بالمجتمع، ربينا المسؤولية في كل نفس، وعززنا انتماء الفرد للمجموعة، وغلبنا المصلحة العامة على المصالح الضيقة، وحرصنا على تشجيع تجربتنا الثقافية الخاصة المرتبطة بجذورنا وتراثنا، فجاءت الحرية مسؤولة وملتزمة بمصلحة المجتمع وداعمة للتنمية والتقدم".

وختم: "رب من يسأل ماذا بعد، إلى أين تسير الشارقة، ونحن نجيب، ولم يكن اللقب غايتنا النهائية حتى نتوقف عنده، وسنواصل مشوارنا الثقافي حتى نستعيد لأمتنا المكانة التي تليق بتاريخها وتراثها ومنجزاتها التي ملأت العالم نوراً ومعرفة".

وإذ رحّب بدولة المكسيك ضيف شرف المعرض، أكد أن "الأمم الواثقة المعزّزة بالعلم لا يمكن المساس بمكانتها، بينما يحط الجهل من مكانة الأمم القوية ولو امتلكت كل معدات الكون وآلياته"، مشيراً إلى أنه "منذ سنوات وما زلنا نعمل على مشروعنا الثقافي في العالم العربي، حيث بيوت الشعر تنتشر في أرجاء الوطن العربي، وملتقى الشارقة للسرد -القصة والرواية- الأبداع العربي للشباب، المسرح ومهرجاناته في كل بلد عربي". 

من جهته، أكّد رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، في كلمته خلال افتتاح المعرض، أنّه "في قراءتنا لتجربة العقود الأربعة الماضية نلمس أن هذا النجاح لمشروعنا الثقافي بتجلياته الواضحة أمامكم اليوم، جاء نتيجة عوامل عدّة، أولها أنه ثمرة التزامنا بإرثنا وتراثنا الإماراتي الذي عملنا على بلورته مشاريع وبرامج وسياسات ليصبح صفةً ملازمة لدولة الإمارات في ساحة الثقافة العالمية، أما العامل الثاني فهو البعد العربي لمشروعنا الثقافي، حِرص سموه على إحياء حركة الشعر والمسرح والرواية في المدن والعواصم العربية، احتضان الشارقة لأحلام المثقفين العرب وطموحاتهم، فكل مشروع ناجح يحتاج إلى حاضنة، وهذه هي حاضنتنا الإقليمية. أما الحاضنة المحلية فهي العامل الثالث، نحن في الشارقة لا نفكر منفصلين، بل نفكر كمجتمع واحد بكل مكوناته أفراداً ومؤسسات".

وبعدها، كرّم الحاكم الفائزين بجوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث نال جائزة الشارقة لأفضل كتاب إماراتي (في مجال الرواية) الكاتب الإماراتي عبد الله النعيمي عن كتابه "شقة زبيدة".

و(في مجال الدراسات) نال الجائزة كلّ من المؤلفين عبدالله سليم عمارة من فلسطين، ولطيفة علي عبيد من الإمارات، وعفراء راشد البسطي من الإمارات عن كتاب "الموجز في تاريخ الإمارات العربية المتحدة منذ عصور ما قبل التاريخ حتى 1971 الحضاري والسياسي"، وفي (مجال النصوص المسرحية) الكاتب الإماراتي صالح كرامة العامري عن مؤلفه "مسرحية خذ الأرض".

وذهبت جائزة أفضل كتاب إماراتي (مطبوع عن الإمارات) للكاتب السوري عزت عمر عن مؤلفه "أثر الحداثة وما بعدها في النص السردي الإماراتي"، و(جائزة أفضل كتاب عربي في مجال الرواية) للكاتب مقبول موسى العلوي من المملكة العربية السعودية عن روايته "طيف الحلاج"، فيما حصد (جائزة أفضل كتاب أجنبي واقعي) الكاتبة الأميركية إيمي س. إدموندسن، عن كتابها "تنظيم بلا خوف" وتسلمها نيابة عنها عامر تشيتوا مدير المبيعات لدار النشر ويلي، أما جائزة (أفضل كتاب أجنبي خيالي) الكاتبة النيجيرية شيلوشي اونيميلوكوي أونوبيا عن كتابها "ابن المنزل".

كما كرّم، الفائزين بجوائز دور النشر، حيث حصد جائزة أفضل دار نشر محلية للعام 2019 "دار الهدهد للنشر والتوزيع"، وفاز بجائزة أفضل دار نشر عربية 2019 "مؤسسة دار المعارف" المصرية، أما جائزة أفضل دار نشر أجنبية للعام 2019 ففازت بها دار النشرAdeva Graz النمسوية.

وجاءت جائزة ترجمان، من نصيب كل من دار النشر الإيطالية من روما "Edizione e/o"، عن ترجمتها لرواية "موت صغير" للروائي السعودي محمد حسن علوان الصادرة باللغة الإيطالية، وفازت "دار الساقي" من بيروت بجائزة الدار العربية صاحبة حقوق نشر الطبعة العربية الأولى للرواية نفسها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم