الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نساء "الأخوان المسلمين" بمصر... "طبيعة شرسة" و"عقول مكبّلة"

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسر خليل
نساء "الأخوان المسلمين" بمصر... "طبيعة شرسة" و"عقول مكبّلة"
نساء "الأخوان المسلمين" بمصر... "طبيعة شرسة" و"عقول مكبّلة"
A+ A-
وما يضاعف من أهمية الحديث عن نساء "الأخوان المسلمين"، أنهن يشكلن غالبية أعضاء التنظيم، وهن الأمهات اللاتي يربين أجيالاً جديدة من عناصر الجماعة التي تصنفها القاهرة تنظيماً إرهابياً، كذلك فإن صفوفهن لم تشهد أي انشقاقات تذكر، ولم تخرج أي منهن بمراجعات أو مبادرات للتصالح مع النظام الحاكم في مصر، أو تعلن الإقلاع عن مزاولة العمل السياسي، مثلما فعل بعض أعضاء التنظيم من الذكور، بخاصة شباب "الأخوان" داخل السجون المصرية، وخارج الدولة.

ووصف القيادي الأخواني المنشق إبراهيم ربيع، قبل أيام قليلة، نساء الجماعة بأنهن "أكثر شراسة من الرجل"، وقال إن الجيل المؤسس لقسم "الأخوات المسلمات" وعلى رأسه لبيبة أحمد وزينب الغزالي "هن من أخطر الأجيال، لأنهن تعرضن للحقن بكم كبير من العدوانية والكراهية والحقد ضد المجتمع".

وأضاف خلال حديثه مع الإعلامي محمد البازر في برنامجه "90 دقيقة": المرأة الأخوانية أكثر شراسة من الرجل. دع أحدهم يتعامل مع إحداهن" (ليرى ذلك بنفسه).

"عصب التنظيم"

ويقول عمرو فاروق الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية لـ"النهار": "إن من بين أسباب بقاء جماعة الأخوان المسلمين، حتى اليوم، رغم كل ما تعرضت له من ضربات أمنية وسياسية (منذ إطاحة حكمها بمصر في 30 حزيران من العام 2013)، هو وجود كتلة كبيرة من نساء الجماعة، هذه الكتلة تمثل عصب التنظيم".

ويضيف فاروق: "لقد استجابت الجماعة للضغوط المتزايدة من قسم الأخوات المسلمات، فعدلت اللائحة المنظمة لعمل القسم بحيث تتيح زيادة تمثيل الأخوات في الهيكل التنظيمي للجماعة، عند حدود ما يعرف بمكتب إداري المحافظة، ويمثلهن فيه أحد الرجال. لكن ظلت عضوية مكتب الإرشاد، ومجلس شورى الجماعة، بعيدة من عضوية الأخوات".

ويشير فاروق إلى أن "اللائحة توضح الدور الذي تؤديه المرأة الأخوانية في تشكيل الأجيال الجديدة من عناصر الجماعة، فهذا القسم هو المسؤول عن (العمل على صياغة الشخصية النسائية صياغة إسلامية متكاملة، وفق تعاليم الإسلام ومنهج الجماعة، والعمل على الارتقاء التربوي والدعوي بالأخوات، والاستفادة منهن في نشر الدعوة، وكذا المساهمة في تكوين الرموز والداعيات لريادة العمل النسائي، محلياً وعالمياً، في المجالات الدعوية المختلفة، وأيضاً العمل على بناء البيت المسلم والتصدي للدعوات الهدامة التي تستهدف المرأة والأسرة المسلمة، والمساهمة في حل مشاكل المرأة، والرقي بها وبدورها في المجتمع في جميع مراحلها السنية".

ويضيف: "هذا إلى جانب (الاهتمام بمرحلة الطفولة - قبل المراحل التعليمية - وتقديم الدعم الفني للمؤسسات المعنية بالعمل النسائي، وكذلك المتابعة الفنية للجان الأخوات بالمحافظات، وتقديم الدعم الفني لها، كل ذلك بالتنسيق مع أقسام الجماعة ذات الصلة، والاستفادة من الدعم الفني المناسب الذي تقدمه هذه الأقسام المتخصصة)، وفقاً لما جاء في اللائحة".

"مجرد ديكور"

ويرى شريف الدواخلي الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية: "أن الجماعة لا تعترف بالنساء، فهن مجرد (ديكور) فقط".

ويقول الدواخلي لـ"النهار": "الملاحظ لأدبيات الجماعة يكتشف بجلاء أن ثمة تبديلاً طفيفاً للغاية فرضه السياق المعاش وتطور أحوال النساء في المجتمع، لكن يبقى أن التغيرات لامست القشور فقط، فغابت الأخوات عن أي تأثير في ما يخص هيكلة القرار ومجالسه، وحتى ترشيح بعض المنتسبات للجماعة - قبل سقوطها- كان ديكوراً لا يعكس أي تغيير في وجهة النظر السائدة تجاه المرأة".

الإقصاء يطول المرأة الأخوانية، بحسب ما يؤكد الباحث "فلا يوجد عنصر نسائي واحد في مجلس شورى الجماعة، ولم يتم تمثيل المرأة في انتخابات مجلس الشعب (مجلس النواب، حالياً) التي خاضها الأخوان إلا بعد عام 2000، في دورة 2005، حيث خاضت المرشحة الوحيدة مكارم الديري إلى جانب عصام مختار المعركة الانتخابية عن دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر، ولكنها لم تفز".

"ليس سراً أن تهميش المرأة ظل بنفس الوتيرة منذ عهد البنّا" يقول الدواخلي، "فهو الذي رأى أن كشف وجه المرأة ويديها حرام، إلا إذا أمِنت الفتنة، فيجوز لها ذلك، ويذكر أن الإسلام حين شرع للمرأة ألا تختلط بالرجل، وألا تسافر معه مسافة القصر إلا مع محرم، وأن تقوم بوظيفتها الطبيعية من تنظيم مملكة الأسرة، كما حرم البنّا على المرأة الاختلاط والاحتفالات والتبرّج والتمرّد على الأزواج ودخول ميدان العمل، هذا على الرغم أن الجماعة أنشأت في 1932 قسم الأخوات، بعد 4 أعوام فقط من نشأة الأخوان المسلمين".

"أمراء المؤمنين"

وتقول صحافية كانت تعمل في جريدة "آفاق عربية" قبل ثورة 25 كانون الثاني 2011 لـ"النهار": "إن عملي في الصحيفة التابعة للجماعة، أتاح لي النظر من قرب إلى حياة بعض القياديات في تنظيم الأخوات، لقد كانت إدارة التحرير ترسلنا لإجراء حوارات مع بعضهن، بخاصة أساتذة الجامعات منهن، وكن في الغالب زوجات قياديين بالتنظيم، ورغم هذا القرب، ظل عملهن التنظيمي، وأدوارهن داخل الأخوان المسلمين، صندوقاً أسود لا نعرف عنه شيئاً".

وتضيف: "لقد اكتشفت أن تلك السيدات، رغم ما حصّلنه من علم وشهرة في صفوف التنظيم، يملكن عقولاً مكبّلة، لا تعمل بصورة مستقلة أبداً، ولا يتحركن إلا بتعليمات وأوامر محددة. أتذكر أنني سمعت إحداهن تخطب في جمع من القياديات النسائية بقسم الأخوات المسلمات، عن ضرورة تربية أبنائهن على أنهن سوف يصبحن أمراء للمؤمنين".

"تصادف أن ارتبط ابن هذه السيدة بابنة سيدة أخرى أعرفها من قرب" تقول الصحافية المصرية، "أم الفتاة التي تمت خطبتها أخوانية أيضاً، وهذا طبيعي، فهم يتزوجون من بعضهم البعض، وقد علمت لاحقا كم أن الكلام الرنان الذي سمعته في خطاب والدة هذا الشاب، لم يكن سوى كلام فارغ من المضمون، ولا يتم تنفيذه في الواقع، فابنها هذا كان متكبّراً وتافهاً للغاية".

وتروي الصحافية أن "خطيبة هذا الشاب كانت تهتم به بدرجة كبيرة، في أول الخطوبة، وتعد له طعاماً خاصاً عند زيارته منزل أسرتها، لكنها فوجئت بأنه يزورهم كل يوم، لذا بدأت تفقد اهتمامها به، وتقدم له ما هو متاح من الطعام، وعندما حدث هذا، غضب الشاب وقال لأمها: (أنا أمير المؤمنين -في المستقبل- كيف تتم معاملتي على النحو المهين؟!)".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم