كيف تستقبل العام الجديد بإيجابيّة وواقعية؟ (فيديو)

كيف تستقبل العام الجديد بإيجابيّة وواقعية؟ (فيديو)
تعبيرية.
Smaller Bigger

فواصل زمنية عديدة تدفع المرء إلى تغيير حياته أو جزء منها، أو وضع أهداف جديدة لبلوغها، ومنها الإقبال على سنة جديدة، إذ يرى كثيرون أنّ سنة جديدة هي صفحة جديدة في حياتهم، يرسمون فيها تطلعاتٍ وأحلاماً يحاولون بلوغها لعلّها تكون أفضل من السنة الفائتة. فالأمل بالمجهول هو دائماً خير. 

لكن كيف يمكن استقبال العام الجديد بإيجابية؟ 

تقييم العام الفائت أمر أساسي يجب أن يقوم به كل فرد حتى من دون انتظار انتهاء العام. وإن كان يعمل على هدف ما ونجح في تحقيقه، فعليه تقييم هذه التجربة لمعرفة الاستراتيجية التي اتبعها. وحتى إن أخفق في تحقيق أحد أهدافه، فلا بدّ من تقييم هذه التجربة لكشف الخلل، توضح المدربة في الوعي وتطوير الذات نادين عز الدين في حديثها لـ"النهار".

 

ويجب ممارسة التقييم الإيجابي لكلّ ما مرّ في العام الفائت عبر التعلّم من التجارب غير الناجحة وعدم اعتبارها فشلاً، وفق عز الدين، "فجلد الذات يبقي الشخص مكانه ويعوقه عن التقدّم، والكمال غير موجود والإنسان في مراحل تطوّر مستمرّ في جميع مراحل حياته". فتقييم الأهداف والممارسات والتجارب هو من أساس التطوير الذاتي.

كذلك يجب أن يؤمن الشخص بهدفه وقدراته وثقته بنفسه، وإدراك أنّ بلوغ أيّ هدف يحتاج إلى وقت وعدم التعلّق بالتوقعات، فعدم التعلق بهذه الأهداف والتوتر والشعور بمشاعر سلبية، كلّها عوامل تؤخّر التجلي، وتمنع التفكير في الحاضر، تقول عز الدين. فمعظم الناس، من شدة تفكيرهم في مستقبلهم، لا يستمتعون بحاضرهم.

 

وترى عز الدين أنّ الأفراد يعتقدون أنّ الوصول إلى الهدف يحتاج الى السعي الجسدي فقط عبر العمل والكد، لكن "السعي النفسي يفوق بأهميته السعي الجسدي".

ولفتح صفحه جديدة في العام الجديد يجب:

-      التعلّم من التجارب الماضية وإدراك أنّ الإنسان يخطئ.

-      اتخاذ المشاكل كتحدّيات واعتبارها طريقة للتطوّر.

-      مسامحة النفس على جميع الأخطاء. 

-      عدم جلد الذات، حتى في وضع الأهداف، واختيار التي تتناسب مع وتيرة حياتك وقدراتك. فمثلاً يمكن وضع هدف بسيط لتحقيقه خلال ثلاثة أشهر. 

-      القناعة بأنّ الأهداف تتحقّق بالتدرّج.

 

هل يجب على الفرد وضع أهداف جديدة للعام الجديد؟

بحسب عز الدين، ليس من الضروري القيام بهذه الخطوة، فممكن أيضاً أن تكون الأهداف أهدافاً قديمة لم تتحقق، وتغيّرت استراتيجية تحقيقها بعد عملية التقييم. وقد تكون أهدافاً تابعة للأهداف القديمة وهي طور التطوير. كما يمكن أن تكون أهدافاً جديدة.

لكن تلفت عز الدين إلى أنّ "ليس علينا انتظار العام الجديد للتغيير أو للانطلاق في بداية جديدة، فكل يوم هو فرصة جديدة والسنة يصنعها الفرد وليس العكس".

ولا ينبغي الشعور بالإحباط من دخول عام جديد وعدم إنجاز أيّ من أهداف العام الماضي أو مراوحة المكان نفسه، توضح عز الدين. إذ ليس مهماً في هذه المرحلة معرفة الأسباب، بل يجب التفكير في سبل الخروج من الشعور السلبي. فمجرد وجود هذا الشعور يعني أنّ شيئاً ما يجب أن يتغيّر. والشعور بالإحباط يضخّم الأهداف، ما يزيد من شعور الإحباط بسبب رؤية الشخص نفسه أمام أهداف غير قادر على تحقيقها.

 

إذن، "سرّ الإقبال بإيجابية نحو على العام الجديد يكمن في التقييم الإيجابي والتغيير والتركيز على الحلول والتحديات، لا على ما لم يتم تحقيقه في العام الماضي". 

 

من الضروري التركيز على الإنجازات والأهداف والخطوات التي تحققت في العام الماضي. وهنا تسلّط عز الدين الضوء على ضرورة الامتنان على كل ما لدى الفرد، بما فيها الأمور اليومية التي يعتادها والتفاصيل الصغيرة التي لا يفكر فيها. "فممارسة الامتنان هي تمرين لا بدّ من القيام به يومياً أيضاً، وهو أمر في بدايته ليس سهلاً، لكن عندما يعتاده الشخص يصبح حالة أوتوماتيكية لدى الفرد، وهو تمرين يصل بصاحبه إلى السعادة والاكتفاء والاقتناع، وإرفاق الامتنان بالإيمان بأنّ الأهداف ستتحقّق عاجلاً أو آجلاً".

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/3/2025 5:40:00 AM
يكفي الفلسطينيين إساءة الى لبنان الذي حضنهم، وإساءة الى اللبنانيين على مختالف فئاتهم ومكوناتهم
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."
النهار تتحقق 11/3/2025 10:29:00 AM
تظهر المشاهد الرئيس عون في قاعة كبيرة، وسط أشخاص. وفي المزاعم، "كان يزور "معرض أرضي" في الضاحية". هل هذا صحيح؟ 
وُلدت دواجي في هيوستن بولاية تكساس لأسرة سورية، وقضت طفولتها بين الخليج والولايات المتحدة بعد انتقال عائلتها إلى دبي وهي في التاسعة من عمرها.