الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مع ما يفوق الـ8 ملايين متابع على "تيك توك"... كيف لمعت عبير صغير بمحتوى الطبخ؟

المصدر: النهار
فرح نصور
عبير صغير
عبير صغير
A+ A-
شكّل تيك توك منصة ليخرج الناس جميع إبداعاتهم المخفية على الفضاء الواسع، ويتصرّفون بشكلٍ تلقائي وعفوي. ومع الطفرة في إنتاج الفيديو الذي أتاحته تقنيات الإنتاج ومنصات التواصل الاجتماعي، شهر تيك توك أشخاصاً وجعلهم نجوماً على هذه المنصة بحيث يحظون بملايين المتابعين.

عبير صغير واحدة من هؤلاء النجوم. تقدّم الشابة اللبنانية محتوى طبخ بشكلٍ جاذبٍ جداً على المنصة. الـ Tiktoker التي تحظى بأكثر من 8 ملايين متابع، تتحدّث لـ"النهار" عن عوامل شهرتها على هذه المنصة.

عبير، البالِغة من العمر 23 عاماً، دخلت عالم تيك توك منذ شهر شباط من العام الماضي، أي منذ أقلّ من عام. وحقّقت رقم متابعين هائلاً في وقتٍ قياسي. لكن كيف وصلت إلى 8 ملايين متابع في أقلّ من سنة؟ هل هي براعة تسويقية على منصة التواصل؟ أم أنّ المحتوى الجاذب كان الأساس؟

لطالما أحبّت الشابة الطبخ منذ صغرها، وكان هواية لديها وطوّرتها بنفسها، بينما دراستها الأساسية هي هندسة الديكور. منذ 3 سنوات، نشطت عبير على منصة إنستغرام، حيث تحظى حالياً بحوالي 234 ألف متابع، تقدم لهم محتوى طبخ أيضاً.
 

منذ عام، قرّرت عبير الانتقال إلى تيك توك. فتصوير محتوى طبخ لنشره على إنستغرام يستغرق وقتاً وتعباً في اخراجه ومعالجته، بينما أتاحت منصة تيك توك الأدوات الفنية اللازمة لإنتاج فيديو متكامل بسهولة وبوقت أسرع.

في بداية دخولها تيك توك، كانت تنشر عبير محتوى طبخ "ع الخفيف"، و"لاقى هذا المحتوى تفاعلاً لافتاً وباتت هذه الفيديوات تروج viral، وبدأ المتابعون يتزايدون بشكلٍ سريع"، وفق عبير. ودفعت هذه الفيديوات الناس إلى التواصل معها أكثر وزيارة صفحتها على إنستغرام للتعرّف إليها أكثر. 
 
 

وتميل الشابة إلى طبخ المأكولات العربية والتراثية لكلّ بلدٍ، حتى الأجنبية منها، فالناس، وفق عبير، يحبّون الأمور التراثية "فالفكرة من كل فيديو هي تقديم شيء يسرّ الناس". 

وتنفّذ عبير جميع مراحل الفيديو، من طبخ وتصوير وإخراج وموسيقى وملابس وديكور بنفسها، وتضع تصوّراً مسبقاً له وتنفّذه في اليوم التالي. ويستغرق تصوير فيديو كامل معها ما بين 3 أو 8 ساعات، وتنتج يومياً فيديو. 

لم يساعد أحد الـ tiktoker اللبنانية "في تجميع المتابعين، أو في وصولها إلى هذه الشهرة سوى عملها وأفكارها الجاذبة في تقديم المحتوى، فالأمور جرت بسلاسة جداً وعفوية"، كما تعبّر عبير.

وتتحدّث الشابة أنّ المحتوى الذي تقدّمه يتماشى مع حبها "التنسيق والترتيب والرسم والتصميم، وهذا كلّه ساعدني بالطبع في إنجاز المحتوى الذي أقدّمه".

وعن المردود المادي الذي تتقاضاه من هذه الفيديوات، تفيد أنّها لا تتقاضى من المنصة، ولو أنّها تحظى بما يفوق الـ 8 ملايين متابع، لأنّها لا تقوم بالبث المباشر عبر تيك توك، فهذه الميزة هي التي تُدخل المردود من المنصة.

أمّا المردود الذي تتقاضاه، فهو مقابل الإعلانات التي تقوم بها للعلامات التجارية للسلع الغذائية التي تستخدمها في فيديواتها، وبالنسبة إليها، "صحيح أنّ الاستفادة ليست مباشرة من المنصة، لكنّني أستمتع بما أقوم به عندما أطبخ وعندما أصور وبكل هذه التجربة، والناس معجبون به، وأنا أُسعد لدى قراءتي التعليقات الجميلة، وحتى لدى لقائي المباشر بالناس صدفة أسمع إطراءً كبيراً وهذا فعلاً كافٍ". 

ويتواصل مع عبير أصحاب علامات تجارية حتى من خارج لبنان للتسويق، لكنّها لا تقبل بتسويق أي منتَج إن لم تختبره بنفسها، "إذ لا يمكنني أن أقّدم للمشاهدين منتَجاً لا يعجبني". كذلك، تتواصل معها جهات للقيام بشراكات تتعلّق بالطبخ، لكن عبير ترفض هذه العروض "لأنّها لا تناسبني، فأنا أتاجر في الألبسة النسائية وأكتفي بمردودها، لكن في المستقبل لا أحبّذ أن أشارك أحداً في مجال الطبخ، وإن نويت القيام بأيّ مشروع في هذا المجال سيكون مشروعي الخاص".
 
 
 
 
نصائح لترويج ناجح

وتنصح عبير مَن يريد نجاح فيديواته على تيكتوك وأن تروج بشكلٍ كبير، "أن يكون الفيديو مسلٍّ وأن يتحمّس المشاهد لإكمال المشاهدة حتى النهاية دون ملل، كما يجب أن يكون الفيديو مفعَم بالحياة والترفيه، فصحيح أنّ معظم المحتوى على المنصة هو ترفيهي، لكن طريقة تقديمه الفريدة هي المفتاح". كذلك، "يجب أن يكون الفيديو ذات جودة عالية وواضح، ويساهم في ذلك الإضاءة الجيدة، فهي أمر غاية في الأهمية". وبرأي عبير، "لا يهمّ أن تُستخدم أحدث هواتف ذكية لإنتاج هذه الفديوات، يكفي أن تكون الكاميرا جيدة".

كذلك، وفق عبير، على صانع المحتوى تصفّح الكثير من الصفحات المعنيّة بما يقدّمه "ليغني ذوقه ويحصل على مفتاح بابٍ لابتكاره"، إلى جانب تكرار تجارب إنتاج الفيديو، فهذا بحدّ ذاته يعلّم كثيراً "فأولى فيديواتي كانت عادية جداً، لكن مع التدريب على لقطات معيَّنة، يحصل الشخص على صور ولقطات فريدة".

 وفي ترويج المحتوى على المنصة ليصبح viral، تورد عبير أنّها لا تعتمد مواقيت معيّنة لأنّ متابعيها من دول عديدة في مختلف القارات ولا يقتصروا على لبنان فقط، "ففور إنهاء الفيديو أنشره، فاختلاف المواقيت بين الدول يعيق تحديد وقت للنشر". كذلك، بنظرها، تأثير الوسوم محدود جداً على انتشار فيديو ما، لكن من الضروري أن يتعلّق الوسم بالمحتوى بشكلٍ مباشر. 

لكن كيف تشرح الشابة فارق عدد متابعيها الكبير بين منصّتي تيكتوك وإنستغرام؟

"التيكتوك يسمح للمحتوى أن يروج بشكلٍ واسع في كل العالم"، كما تشرح عبير. وإذا ما حظي فيديو ما بإعجابات ومشاركات، يظهر لدى أشخاصاً كثيرين جدد، وإن كانوا غير متابعين للشخص.
ومن مميّزات منصة تيكتوك، أنّها تسهّل عمل صانع المحتوى بشكلٍ كبير، "فجميع الفيديوات التي أنتجها، أنتجها من أوّلها إلى آخرها على تيكتوك دون اللجوء إلى أي برنامج معالجة الفيديو". 

أمّا إنستغرام، فترى عبير أنّ "انتشار الفيديو عليها محدوداً، ومن الصعب أن ينتشر منشور ما ويلقى متابعين بسهولة، خصوصاً وأنّها تتطلّب إعلانات مدفوعة للترويج، إلى جانب أنّها منصة تتّجه أكثر نحو الأعمال والترويج للمنتجات، وبذلك يصعب الانتشار فيها على مستوى واسع". 

وحتى رواد منصة إنستغرام يختلفون عن رواد تيكتوك. فرواد الأولى هم معنيّون بالأعمال أو بالمؤسسات أو بالعائلة أو بالمحتوى المتنوِّع. أمّا تيكتوك، فهو للترفيه والتسلية فقط، وهو فضاء يفتح الناس على بعضهم، "ففضاء تيكتوك أوسع من إنستغرام، وهو منصة لتقديم المواهب". كذلك، فإنّ ميزة البث المباشر على تيكتوك تفتح كل العالم وعلى أشخاص جدد، وليس فقط للمتابعين كما هي الحال في إنستغرام.

لذلك، قد يتطلّب الأمر في الترويج على إنستغرام، استشارة أو مساعدة خبير، بينما الترويج على تيكتوك لا يستدعي كل ذلك، بحسب شرح عبير. بينما لم يستدعِ استخدام تيكتوك اللجوء إلى استشارة خبراء تسويق رقمي، "فهي سهلة جداً، ومع التجربة يمكن لمنتِج المحتوى أن يلمس التفاعل من عدمه، وبالتالي الخطى الصحيحة".
 

 
 
 
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم