الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هذه الأطعمة تحفّز الاستجابة المناعية تجاه سرطان الثدي!

المصدر: النهار
ما هي الأطعمة التي تحفز المناعة؟
ما هي الأطعمة التي تحفز المناعة؟
A+ A-
د.هلا حسين القعقور


سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات الداخلية شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم. مثل العديد من الأمراض الأخرى، يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي من خلال النظام الغذائي وعادات الحياة الصحيّة، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، واتّباع نظام غذائيّ يركّز على النبات والألياف الغذائيّة.

في ظلّ التطور الاجتماعي والاقتصادي في الشرق الأوسط، وتغيير نمط الحياة وزيادة الأمراض، أدّت هذه العوامل إلى ما يعرف بالتحوّل الوبائيّ. تغيّرت العادات الغذائية من خلال تحول كبير من النظام الغذائي الصحي التقليدي الأصلي، الذي كان يعتمد على دقيق القمح الكامل والأسماك والحليب والتمر نحو نظام غذائي غنيّ بالسعرات الحرارية الإجمالية واللحوم المشبعة والكربوهيدرات المكرّرة.

قد يحصل هذا التغيير في العادات الغذائيّة بالتوازي مع النشاط البدنيّ المنخفض، ما ساهم في زيادة عدد حالات سرطان الثدي في بعض المناطق.

يؤدّي النظام الغذائي دورًا مهمًّا في نشأة الأمراض المزمنة المتعدّدة والوقاية منها، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان. الهدف الرئيسيّ لهذا المقال هو توضيح العلاقة بين بعض الأطعمة أو المغذّيات والإصابة بسرطان الثدي أو الوقاية منه.

النظام الغذائي ونمط الحياة ليسا فقط من العوامل المهمّة للإصابة بسرطان الثدي، ولكنهما يُعدّان من عوامل التشخيص الرئيسيّة ومن مظاهر العلاج لمرضى سرطان الثدي. وقد تمّت دراسة التغذية على نطاق واسع كعامل أساسيّ من عوامل الوقاية من سرطان الثدي.

كيف يحمي الغذاء من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟

إن الأنظمة الغذائية المليئة باللحوم المصنّعة والدّهون المشبعة والأطعمة المقليّة والحلويات السكريّة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ويُمكن أن تسبّب الأطعمة الدهنيّة والسكّر الالتهابات، بينما يُمكن أن تساعد الأطعمة النباتيّة على تقليلها.
ووجدت الدراسات أن الأطعمة التي تسبّب الالتهاب، وتشكّل استجابة للتوتر في الجسم، مرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان، بينما ارتبطت الأنظمة الغذائيّة التي تحتوي على المزيد من الأطعمة والمنتجات الكاملة بانخفاض المخاطر.
 
كذلك تسبّب الأطعمة الالتهابية ضغوطاً على الجسم من خلال تحفيز استجابة الجهاز المناعي لمحاربة تلف الخلايا المحتمل. وإذا استمر هذا مع مرور الوقت، فقد يؤدّي إلى حالة تُعرف باسم "الالتهاب المزمن"، والتي يُمكن أن تسبّب إجهاداَ للجسم، وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض والأعراض.

وتساعد الأطعمة المضادّة للالتهابات على منع تلف الخلايا من خلال توفير العناصر الغذائيّة، التي يُمكن للجسم استخدامها لحماية وإصلاح نفسه، وتشمل الفيتامينات والمعادن والألياف بالإضافة إلى العناصر الغذائية النباتية التي تُسمّى البوليفينول.

إنّ الفواكه والخضراوات والألياف والبقوليّات والقهوة والشّاي كلّها مصادر غنيّة بالعناصر الغذائيّة، وتُعدّ مضادّة للأكسدة والالتهابات. لذا، فإنّ هذه الأطعمة تساعد على تقليل خطر إصابة الجسم بالأمراض المزمنة مثل سرطان الثدي.

ما هي حمية البحر الأبيض المتوسط؟ وما علاقتها بالحماية من سرطان الثدي؟
النظام الغذائيّ المتوسّطي طريقةٌ للأكل، تستند إلى الطعام التقليدي لليونان وإيطاليا والبلاد الأخرى التي تقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسّط.

تشمل الحمية الأطعمة النباتيّة مثل الحبوب الكاملة والبقوليّات والخضراوات والبقوليّات والفواكه والمكسّرات والبذور والأعشاب والتوابل، بالإضافة إلى زيت الزيتون الذي يشكّل مصدرًا رئيسًا للدهون المضافة. وتركّز الحمية على السّمك والمأكولات البحرية والحليب ومشتقاته والدواجن بكميّات معتدلة. أما بالنسبة للّحوم الحمراء والحلويات فينبغي أن تكون بكميّات قليلة.
 
كذلك يحتوي النبيذ الأحمر على مستويات عالية من البوليفينول والمركّبات النباتيّة النشطة بيولوجيّاً التي تعمل كمضادات للأكسدة ومضادة للالتهابات والأورام.

لذا، ارتبط دور نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي بالوقاية من سرطان الثدي بنسبة 18% والأمراض الأخرى من خلال تخفيض مستوى الالتهاب في الجسم وأضرار التأكسد.

كيف أحمي نفسي من سرطان الثدي؟
1 - تناول الدهون الصحية بدلاً من الدهون المشبعة فهي تساعد على تخفيض مستويات الكوليسترول الكلِّي والبروتين الدهني منخفض الكثافة أو الكوليسترول الضارّ، وتحدّ من التهابات الجسم، بالإضافة إلى توفير الحماية من أمراض القلب.

تعدّ المكسّرات والبذور والزيوت النباتية وزيت الزيتون والأسماك الدهنية من الدهون الصحية.
2 - تناول الألياف النباتية الغذائية من خلال المنتجات الغذائية الطبيعية مثل الخضراوات، الفواكه والحبوب والمنتجات الغذائية الطبيعية، التي تحتوي على العديد من الموادّ المقاومة للإصابة بسرطان الثدي مثل مركّبات الكبريت الموجودة في الثوم والبصل، ومثبّطات الهرمونات من الفطر، ومركّبات الفلافونويد من التوت، وبعض المركّبات الموجودة في الحبوب وغيرها.

يتمثل دور الألياف بتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 5 % لكلّ 10 غرامات إضافية/ يوم، إذ تساعد على إبطاء إفراغ المعدة وامتصاص السكّريات، ممّا يقلّل من ارتفاع نسبة السكّر في الدم، وبالتالي عدم ارتفاع مستويات الأنسولين، التي يُمكن أن ترسل إشارات تُحفّز نموّ الخلايا السرطانيّة.

وتؤدّي الألياف دورًا مهمًّا في صحّة الأمعاء، وقد تساعد أيضًا على تنظيم الهرمونات مثل الأنسولين. تُشير دراسة إلى أن بعض أنواع الألياف تعمل على موازنة مستويات الهرمونات الأخرى أيضًا ، ممّا قد يساعد الشخص على مراعاته الوزن الصحيّ.
 
من المعروف أن زيادة هرمون الأستروجين تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وتتميّز الألياف الغذائيّة بقدرتها على تقليل مستوى الأستروجين عبر التخلّص ممّا هو زائد في الجسم عن طريق القناة الهضميّة، بعد أن ترتبط الألياف بهرمون الأستروجين في القناة الهضمية، وتخلّص الجسم منه بسهولة قبل أن يتمّ امتصاصه.

ومن اللافت أن الألياف القابلة للذوبان الموجودة في الخوخ وفي بذور الكتان لها القدرة على تغيير عملية التمثيل الغذائي للأستروجين، إذ تساعد على إنتاج مركّب أقلّ خطورة.

يتبين لنا أن الألياف الغذائيّة نفسها لديها بعض الخصائص الواقية من سرطان الثدي مثل الحدّ من ارتفاع نسبة السكّر في الدم، والمساعدة على إزالة هرمون الأستروجين. لكننا نحصل على الحماية الأمثل عندما نركّز على النباتات الغنيّة بالألياف في نفس الوقت.

3 - تناول الفواكه والخضراوات: تمدّ الجسم بالبيتا كاروتين والفيتامين "هـ"، ما يمنح الجسم حماية من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.
فيتامين "هـ" هو أحد مضادات الأكسدة التي ثبت أنّه يُقلّل من بعض أورام الثدي التي تسبّبها الموادّ المسرطنة. إجمالاً، يعدّ البيتا كاروتين وفيتامين "هـ" من أقوى عوامل الحماية بين العديد من المغذّيات.

4 - عدم تعريض اللحوم والدواجن والأسماك للحرارة المرتفعة، لأنه عند طهو اللحوم على درجات عالية، يتمّ إنتاج موادّ كيميائيّة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. تسمّى تلك الموادّ بالهيدروكربونات العطريّة متعدّدة الحلقات والأمينات الحلقيّة غير المتجانسة.

5 - تجنّب اللحوم المصنعة مثل الهوت دوغ والسّجق واللحم المقدّد وجميع أنواع المعلّبات الأخرى، لأنها تحتوي على مادة النترات كمادة حافظة، وتشكّل بدورها مركّبات مسرطنة تسمّى نيتروسامين.

6 - تجنّب الأطعمة الغنيّة بالسكّر
تحتوي الكثير من الأطعمة على السكّر الذي يعرّضك لزيادة الوزن والإصابة بالسّمنة. تظهر الأبحاث أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. قد تسبّب السمنة تغيّرات في مستويات الهرمونات ممّا قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي.

7 - تقليل تناول المشروبات الكحوليّة المصنّفة في المجموعة الأولى من مسبّبات سرطان الثدي، إذ ارتبط الكحول بزيادة المخاطر بنسبة 35%. ويعتمد حجم الخطورة على كميّة الكحول المستهلكة، من خلال الزيادة في مستويات هرمون الأستروجين وتلف الحمض النووي للثدي، ما يزيد من حساسية الغدّة الثديية للسرطان.

لدى مرضى السرطان، قد يكون نقص التغذية نتيجة لعوامل مختلفة. يُمكن أن يؤدّي الالتهاب والتقويض الناجم عن الورم إلى فقدان الكتلة العضليّة وفقدان الوزن، في حين أن انسداد الورم المعدي المعويّ يمكن أن يؤثر في الشهيّة وتناول الطعام وضعف امتصاصه نتيجة لعسر البلع والألم والقيء.

بالإضافة إلى ذلك ، فإن الآثار الجانبية للعلاج المضادّ للسرطان، مثل فقدان الشهيّة والغثيان والقيء والتهاب الغشاء المخاطيّ للفم والأمعاء مع عسر البلع والإسهال والبواسير والشقوق الشرجية والتغيّرات في حاسّة الشمّ والذّوق لا تؤثر فقط في استهلاك الطاقة والسعرات الحرارية، ولكن تؤثر أيضاً في امتصاص المغذّيات والفيتامينات، ممّا يضرّ بوضع التغذية، من دون أن ننسى تأثيرها على الحالة النفسيّة السيئة لمرضى السرطان نتيجة استهلاكهم للطاقة.
 
أظهرت بعض الدراسات أن فقدان الوزن في الحالات السرطانية مرتبط بسوء التشخيص، وسوء نمط الحياة، وانخفاض مستوى النشاط، وزيادة الأعراض السلبيّة المرتبطة بالعلاج، وانخفاض استجابة الورم للعلاج. وتبيّن أنه عندما يتوقّف المرضى عن فقدان الوزن يكون لديهم نسبة شفاء وحياة صحيّة أفضل.

إذاً، يجب علينا التركيز على نظام غذائيّ صحيّ في مختلف مراحل الإصابة بمرض السرطان ودوره المهمّ للناجين من السّرطان والوقاية منه. وهناك حاجة ماسّة إلى استراتيجيات مكثّفة للحدّ من السّمنة وتعزيز النشاط البدنيّ وتوجيه المجتمع نحو نمط حياة صحيّ شامل لتقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي. كذلك يجب التركيز بشكل خاصّ على النظام الغذائي الغنيّ بالحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه مع التقليل من استهلاك اللحوم الحمراء والدهون المشبعة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم