الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

"السنوار جال في شوارع غزة قبل قليل"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+ A-
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار خلال جولة له في شوارع غزة قبل قليل". 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 18 تشرين الاول 2011، وفقا لما أرشفته وكالة "اسوشيتد برس" الأميركية. ويظهر "عودة السنوار الى غزة بعد الافراج عنه في صفقة تبادل للاسرى مع اسرائيل" يومذاك. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
19 ثانية. المشاهد تظهر زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار يزحمه أشخاص، مقبلين له ومصافحين اياع، قبل ان يشق طريقه وسطهم الى قاعة على وقع زغاريد. وقد تكثف التشارك في الفيديو عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "السنوار بشوارع غزة قبل قليل". 
 
 
- "السنوار ليس معزولاً في الأنفاق" - 
جاء تداول الفيديو في وقت انتشرت انباء عن خروج السنوار من الأنفاق ولقائه عناصر حركة حماس فوق الأرض أخيرا.
 
ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن قيادي في حماس لم تذكر اسمه إن السنوار "تفقّد أخيرا مناطق شهدت اشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال، والتقى بعض مقاتلي الحركة فوق الأرض، وليس في الأنفاق" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).

وتابع أن السنوار "ليس معزولًا عن الواقع هناك، على الرغم من الحرب الدائرة والعمليات الاستخبارية الإسرائيلية التي لا تتوقف على مدار اليوم"، مؤكدا أنه "يمارس عمله قائدا للحركة في الميدان".
 
واهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بهذه الأنباء، وأكدت مصادر استخبارية إسرائيلية، وفقا للقناة السابعة الإسرائيلية، صحة خبر خروج السنوار إلى شوارع غزة.
 
- حقيقة الفيديو - 
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 
 
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا أولا الى لقطة منه نشرها موقع "دايلي مايل" البرطاني (هنا) بكونها تظهر السنوار عام 2011 يعانقه فلسطينيون ويقبلونه بعد الإطلاق من سجن إسرائيلي. 
 
كلمات مفاتيح بالانكليزية تقودنا الى وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية التي ارشفت هذه المشاهد ضمن فيديو أطول (هنا)، بعنوان: Released Hamas founder, Yehia Sinwar, returns to Gaza اي مؤسس حماس المفرج عنه يحيى السنوار يعود إلى غزة. 
 
ويمكن مشاهدة المقطع ابتداء من التوقيت 1.04 في فيديو الوكالة ادناه. 
 
 
 
وذكرت "اسوشيتد برس" ان المشاهد مصوّرة في قطاع غزة في 18 تشرين الاول 2011. وكتبت: "قال أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، الذي أطلق في صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، يوم الثلثاء 18 تشرين الاول 2011، أمام حشد من الناس في مدينة غزة، إن الجماعات العسكرية الفلسطينية يجب أن تحصل على الحرية للسجناء المتبقين "بكل الوسائل الضرورية".

و"كان يحيى السنوار من بين الذين أُطلقوا الثلثاء كجزء من صفقة لتبادل الأسرى قضت بإطلاق حماس الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرا فلسطينيا، كان العديد منهم ينفذون أحكاما بالسجن مدى الحياة بسبب هجمات دامية على إسرائيليين. 
وتم إطلاق نحو 477 منهم الثلثاء، على أن يتم إطلاق البقية خلال شهرين".
 
 
 
و"احتفل حشد من الناس بعودة السنوار إلى منزله في خان يونس. وقال أبو يحيى السنوار، والد يحيى السنوار: "نشكر المقاومة التي اعتقلت شاليط وبادلته بهؤلاء الأسرى. هذه الصفقة لا تكفينا. نريد إطلاق جميع الأسرى" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، وهنا ايضا).
 
 
 
يومذاك، عمّت احتفالات حاشدة الضفة الغربية وقطاع غزة بنجاح عملية التبادل ووصول 477 فلسطينيا من السجناء الفلسطينيين الذين افرج عنهم مقابل اطلاق الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، الذي اكدت اسرائيل انه اصبح في اراضيها، وفقا لما ذكر موقع "بي بي سي" (هنا). 
 
ورحّب بالعائدين الفلسطينيين رئيس حكومة حماس في غزة اسماعيل هنية وكبار قيادة الحركة، وذلك فور وصولهم بالحافلات من الأراضي المصرية عبر معبر رفح إلى قطاع غزة، 

وتعالت الاغاني الوطنية من مكبرات الصوت بينما استقبل الاسرى استقبال الابطال لدى وصولهم الى معبر رفح. ولاحقا تدفق الآلاف على ساحة في وسط مدينة غزة للمشاركة في احتفال تكلم خلاله هنية، معتبرا أن الصفقة انتصار. وقال لأهالي غزة "صبركم لم يذهب سدى ولا دماء الشهداء".

من جهته، كان شاليط (25 عاما) وصل الى قاعدة تل نوف الجوية الاسرائيلية، حيث كان في استقباله والداه واسرته ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو (هنا ايضا).

وقال في تصريحات خاصة للتلفزيون المصري إن تجربة احتجازه علمته أن الاعتقال صعب وإنه سيسعد كثيراً بالافراج عن جميع السجناء الفلسطينيين.

وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية لدى استقباله شاليط إن "هذه لحظة مثيرة، ولكنها ايضا صعبة، فالثمن الذي دفعته اسرائيل كان باهظا جدا". 

النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار خلال جولة له في شوارع غزة قبل قليل". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 18 تشرين الاول 2011، وفقا لما أرشفته وكالة "اسوشيتد برس" الأميركية. ويظهر "عودة السنوار الى غزة بعد الافراج عنه في صفقة تبادل للاسرى مع اسرائيل" يومذاك.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم